ولما بدأ بهؤلاء لأن أمرهم كان أعجب، وقصتهم أنزه وأغرب، ثنى بأقرب الأمم إليهم زمانا وأشبههم بهم شأنا لأنهم أترفوا بما حبوا به من جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم، فجعلوا موضع ما لزمهم من الشكر الكفر، واستحبوا العمى على الهدى، مع ما في آيتهم، وهي الناقة، من عظيم الدلالة على القدرة فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=32016_34175_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=9وثمود الذين جابوا أي نقبوا وقطعوا قطعا حقيقا كأنه عندهم كالواجب
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=9الصخر بالواد أي [وادي] الحجر أو وادي القرى، فجعلوا بيوتا منقورة في الجبال فعل من يغتال الدهر ويفني الزمان، قال
أبو حيان : قيل
nindex.php?page=treesubj&link=34020أول من نحت الجبال والصخور والرخام ثمود، وبنوا ألفا وسبعمائة مدينة
[ ص: 30 ] كلها بالحجارة.
وَلَمَّا بَدَأَ بِهَؤُلَاءِ لِأَنَّ أَمْرَهُمْ كَانَ أَعْجَبَ، وَقِصَّتَهُمْ أَنْزَهُ وَأَغْرَبُ، ثَنَى بِأَقْرَبِ الْأُمَمِ إِلَيْهِمْ زَمَانًا وَأَشْبَهَهُمْ بِهِمْ شَأْنًا لِأَنَّهُمْ أُتْرِفُوا بِمَا حَبَوَا بِهِ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ، فَجَعَلُوا مَوْضِعَ مَا لَزِمَهُمْ مِنَ الشُّكْرِ الْكُفْرُ، وَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى، مَعَ مَا فِي آيَتِهِمْ، وَهِيَ النَّاقَةُ، مِنْ عَظِيمِ الدَّلَالَةِ عَلَى الْقُدْرَةِ فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=32016_34175_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=9وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا أَيْ نَقَبُوا وَقَطَعُوا قَطْعًا حَقِيقًا كَأَنَّهُ عِنْدَهُمْ كَالْوَاجِبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=9الصَّخْرَ بِالْوَادِ أَيْ [وَادِي] الْحَجَرِ أَوْ وَادِي الْقُرَى، فَجَعَلُوا بُيُوتًا مَنْقُورَةً فِي الْجِبَالِ فِعْلَ مَنْ يَغْتَالُ الدَّهْرَ وَيُفْنِي الزَّمَانَ، قَالَ
أَبُو حَيَّانَ : قِيلَ
nindex.php?page=treesubj&link=34020أَوَّلُ مَنْ نَحَتَ الْجِبَالَ وَالصُّخُورَ وَالرُّخَامَ ثَمُودُ، وَبَنَوْا أَلْفًا وَسَبْعمِائَةِ مَدِينَةٍ
[ ص: 30 ] كُلُّهَا بِالْحِجَارَةِ.