الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ولا أنتم عابدون ما أعبد

                                                                                                                                                                                                                                      ولا أنتم عابدون ما أعبد أي: وما عبدتم في وقت من الأوقات ما أنا على عبادته، وقيل: هاتان الجملتان لنفي العبادة حالأ، كما أن الأولين لنفيها استقبالأ، وإنما لم يقل ما عبدت [ ص: 207 ]

                                                                                                                                                                                                                                      ليوافق ما عبدتم؛ لأنهم كانوا موسومين قبل البعثة بعبادة الأصنام، وهو عليه السلام لم يكن حينئذ موسوما بعبادة الله تعالى، وإيثار ما في "أعبد" على "من" لأن المراد هو الوصف كأنه قيل: ما أعبد من المعبود العظيم الشأن الذي لا يقادر قدر عظمته؛ وقيل: إن "ما" مصدرية أي: لا أعبد عبادتكم ولا تعبدون عبادتي، وقيل: الأوليان بمعنى الذي، والأخريان مصدريتان، وقيل: قوله تعالى: ولا أنا عابد ما عبدتم تأكيد لقوله تعالى: لا أعبد ما تعبدون وقوله تعالى: ولا أنتم عابدون ما أعبد ثانيا تأكيد لمثله المذكور أولا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية