الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 326 ] 51 - باب فرش حروف سورة المؤمنون


1 - أماناتهم وحد وفي سال داريا صلاتهم شاف وعظما كذي صلا      2 - مع العظم واضمم واكسر الضم حقه
بتنبت والمفتوح سيناء ذللا



قرأ ابن كثير: (والذين هم لأمانتهم) بحذف الألف بعد النون على التوحيد هنا، وفي المعارج، وقرأ غيره بإثبات الألف بعد النون على الجمع، ثم عطف على التوحيد فقال: (صلاتهم شاف) يعني: أن حمزة والكسائي قرآ: (والذين هم على صلاتهم يحافظون) بحذف الواو بعد اللام على التوحيد، وقرأ غيرهم بإثبات الواو بعد اللام على الجمع وعطف على التوحيد أيضا فقال: (وعظما كذي صلا)، مع العظم. يعني: أن ابن عامر وشعبة قرآ: فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام بفتح العين وسكون الظاء في (عظاما) والعظام على التوحيد، وقرأ غيرهما بكسر العين وفتح الظاء وألف بعدها على الجمع. وقرأ أبو عمرو وابن كثير: تنبت بالدهن ، بضم التاء وكسر ضم الباء، وقرأ غيرهما بفتح التاء وضم الباء.

وقرأ ابن عامر والكوفيون: من طور سيناء بفتح السين، وقرأ غيرهم بكسرها.


3 - وضم وفتح منزلا غير شعبة     ونون تترا حقه واكسر الولا
4 - وأن ثوى والنون خفف كفى وته     جرون بضم واكسر الضم أجملا



قرأ غير شعبة: وقل رب أنزلني منزلا بضم الميم وفتح الزاي، وقرأ شعبة بفتح الميم وكسر الزاي، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: " ثم أرسلنا رسلنا تترا " ، بتنوين الراء، وقرأ غيرهما بترك التنوين، ثم أمر بكسر الحرف الذي يلي " تترا " وهو همزة: " وأن هذه أمتكم " للكوفيين، وقرأ غيرهم بفتح الهمزة، وقرأ ابن عامر: " وأن هذه " بتخفيف النون وإسكانها فتكون قراءة غيره بتشديد النون مفتوحة، فيتحصل من هذا: أن أهل سما يقرءون بفتح الهمزة وتشديد النون مفتوحة، وأن ابن عامر يقرأ بفتح الهمزة وتخفيف النون ساكنة، وأن الكوفيين يقرءون بكسر الهمزة وتشديد النون [ ص: 327 ] مفتوحة، وقرأ نافع: سامرا تهجرون بضم التاء وكسر ضم الجيم، وقرأ غيره بفتح التاء وضم الجيم.


5 - وفي لام لله الأخيرين حذفها     وفي الهاء رفع الجر عن ولد العلا



قرأ أبو عمرو: سيقولون لله قل أفلا تتقون ، سيقولون لله قل فأنى تسحرون بحذف لام الجر ورفع جر الهاء في لفظ الجلالة في الموضعين، ويكون الابتداء بلفظ الجلالة بهمزة وصل مفتوحة، وقرأ غيره " سيقولون لله " في الموضعين بإثبات لام الجر فيهما وجر الهاء في لفظ الجلالة، واحترز بالأخيرين عن الأول وهو: سيقولون لله قل أفلا تذكرون فلا خلاف في قراءته بإثبات لام الجر وجر الهاء من لفظ الجلالة.


6 - وعالم خفض الرفع عن نفر وفت     ح شقوتنا وامدد وحركه شلشلا



قرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: عالم الغيب والشهادة بخفض رفع الميم والباقون برفعها، وقرأ حمزة والكسائي: ربنا غلبت علينا شقوتنا بفتح الشين وتحريك القاف بالفتح وإثبات ألف بعده، وقرأ غيرهما بكسر الشين وسكون القاف.


7 - وكسرك سخريا بها وبصادها     على ضمه أعطى شفاء وأكملا



قرأ حمزة والكسائي ونافع: فاتخذتموهم سخريا هنا، أتخذناهم سخريا في (ص) بضم كسر الصاد، وقرأ غيرهما بكسر الصاد فيهما، والضمير في (وأكملا) يعود على الضم يعني: وأكمل الضم اللغتين.


8 - وفي أنهم كسر شريف وترجعو     ن في الضم فتح واكسر الجيم واكملا



قرأ حمزة والكسائي: أنهم هم الفائزون بكسر الهمز، والباقون بفتحها، وقرآ أيضا: وأنكم إلينا لا ترجعون بفتح ضم التاء وكسر الجيم، وقرأ غيرهما بضم التاء وفتح الجيم وقوله: (واكملا) بهمزة وصل وضم الميم وإبدال نون التوكيد الخفيفة ألفا أي: صر كاملا بمعرفة هذه القراءات وتوجيهها.


9 - وفي قال كم قل دون شك وبعده     شفا وبها ياء لعلي عللا



[ ص: 328 ] قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: قال كم لبثتم في الأرض بضم القاف وسكون اللام بصيغة الأمر، وقرأ غيرهم (قال) بفتح القاف وألف بعدها وفتح اللام لصيغة الماضي.

وقد لفظ الناظم بالقراءتين معا، وقرأ حمزة والكسائي: (قل إن لبثتم إلا قليلا) بضم القاف وسكون اللام بصيغة الأمر، وقرأ غيرهما بفتح القاف وألف بعدها وفتح اللام بصيغة الماضي. واستغنى الناظم باللفظ بالقراءتين عن تقييدهما.

وفي السورة ياء إضافة: لعلي أعمل صالحا ، وقوله: (عللا) بالبناء للفاعل أي: علل قائل هذا الكلام نفسه عند الموت بذلك، وهيهات هيهات.

التالي السابق


الخدمات العلمية