ولما كان الذي يفعل النقيصة من غير حاجة تحوجه إليها أقبح حالا
[ ص: 245 ] وكان المتمول عندهم هو الرابح، وهم يتفاخرون بالربح ويعدون الفائز به من ذوي المعالي، قال مقيدا لـ "كل" بالوصف مبينا الخاسر كل الخسارة:
nindex.php?page=treesubj&link=28861_32944_34310_29075nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=2الذي جمع ولما كان مطلق الجمع يدل على الكثرة جاء التشديد في فعله لأبي
جعفر nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ، وخلت تصريحا بما علم تلويحا ودلالة على أن المقصود به من جعل الدنيا أكبر همه، والتخفيف لمن عداهم اكتفاء بأصل مدلوله بخلاف عدد، فإن مجرده يكون لما قل، ولهذا أجمعوا على التضعيف فيه:
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=2مالا أي عظيما، وأكد مراد الكثرة بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=2وعدده أي جعله بحيث إذا أريد عدده طال الزمان فيه وكثر التعداد، أو ادخره وأمسكه إعدادا لما ينوبه في هذه الدنيا المنقضية، وزاده قيدا آخر في بيان حاله فقال:
وَلَمَّا كَانَ الَّذِي يَفْعَلُ النَّقِيصَةَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ تُحْوِجُهُ إِلَيْهَا أَقْبَحُ حَالًا
[ ص: 245 ] وَكَانَ الْمُتَمَوِّلُ عِنْدَهُمْ هُوَ الرَّابِحُ، وَهُمْ يَتَفَاخَرُونَ بِالرِّبْحِ وَيَعُدُّونَ الْفَائِزَ بِهِ مِنْ ذَوِي الْمَعَالِي، قَالَ مُقَيَّدًا لـ "كُلٍّ" بِالْوَصْفِ مُبَيِّنًا الْخَاسِرَ كُلَّ الْخَسَارَةِ:
nindex.php?page=treesubj&link=28861_32944_34310_29075nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=2الَّذِي جَمَعَ وَلَمَّا كَانَ مُطْلَقُ الْجَمْعِ يَدُلُّ عَلَى الْكَثْرَةِ جَاءَ التَّشْدِيدُ فِي فِعْلِهِ لِأَبِي
جَعْفَرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنِ عَامِرٍ nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ ، وَخِلْتُ تَصْرِيحًا بِمَا عَلِمَ تَلْوِيحًا وَدَلَالَةً عَلَى أَنَّ الْمَقْصُودَ بِهِ مَنْ جَعَلَ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ، وَالتَّخْفِيفَ لِمَنْ عَدَاهُمُ اكْتِفَاءً بِأَصْلِ مَدْلُولِهِ بِخِلَافِ عَدَدٍ، فَإِنَّ مُجَرَّدَهُ يَكُونُ لِمَا قَلَّ، وَلِهَذَا أَجْمَعُوا عَلَى التَّضْعِيفِ فِيهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=2مَالا أَيْ عَظِيمًا، وَأَكَّدَ مُرَادَ الْكَثْرَةِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=2وَعَدَّدَهُ أَيْ جَعَلَهُ بِحَيْثُ إِذَا أُرِيدَ عَدَدُهُ طَالَ الزَّمَانُ فِيهِ وَكَثُرَ التَّعْدَادُ، أَوِ ادَّخَرَهُ وَأَمْسَكَهُ إِعْدَادًا لِمَا يَنُوبُهُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الْمُنْقَضِيَةِ، وَزَادَهُ قَيْدًا آخَرَ فِي بَيَانِ حَالِهِ فَقَالَ: