الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( تاسعها ) لا بد من معرفة أصول مذاهب الأئمة القراء في الوقف والابتداء ليعتمد في قراءة كل مذهبه ، فنافع كان يراعي محاسن الوقف والابتداء بحسب المعنى كما ورد عنه النص بذلك ، وابن كثير روينا عنه نصا أنه كان يقول : إذا وقفت في القرآن على قوله تعالى : ( وما يعلم تأويله إلا الله على قوله : وما يشعركم ، وعلى إنما يعلمه بشر ) لم أبال بعدها وقفت أم لم أقف . وهذا يدل أنه يقف حيث ينقطع نفسه ، وروى عنه الإمام الصالح أبو الفضل الرازي أنه كان يراعي الوقف على رءوس الآي مطلقا ، ولا يتعمد في أوساط الآي وقفا سوى هذه الثلاثة المتقدمة ، وأبو عمرو فروينا عنه أنه كان يتعمد الوقف على رءوس الآي ويقول هو أحب إلي ، وذكر عنه الخزاعي أنه كان يطلب حسن الابتداء ، وذكر عنه أبو الفضل الرازي : أنه يراعي حسن الوقف ، وعاصم ذكر عنه أبو الفضل الرازي أنه كان يراعي حسن الابتداء ، وذكر الخزاعي أن عاصما والكسائي كانا يطلبان الوقف من حيث يتم الكلام ، وحمزة اتفقت الرواة عنه أنه كان يقف بعد انقطاع النفس ، فقيل ; لأن قراءته التحقيق والمد الطويل فلا يبلغ نفس القارئ إلى وقف التمام ، ولا إلى الكافي وعندي أن ذلك من أجل كون القرآن عنده كالسورة الواحدة فلم يكن يتعمد وقفا معينا ; ولذلك آثر وصل السورة بالسورة ، فلو كان من أجل التحقيق لآثر القطع على آخر السورة ، والباقون من القراء كانوا يراعون حسن الحالتين وقفا وابتداء ، وكذا حكى عنهم غير واحد منهم الإمامان أبو الفضل الخزاعي والرازي رحمهما الله تعالى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية