الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
حديث طلق بن علي - ذكر مذاهب أهل العلم - ذكر من ذهب إلى ترك nindex.php?page=treesubj&link=129الوضوء من مس الذكر - ذكر من ذهب إلى إيجاب الوضوء - هل حديث طلق منسوخ ، وأن حديث بسرة ناسخ له ؟ - حديثان آخران عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وعبد الله بن عمرو - أدلة من ذهب إلى الرخصة - أدلة من ذهب إلى حديث بسرة - هل سمع طلق الناسخ والمنسوخ ؟ .
أخبرني أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الفارسي ، أخبرنا يحيى بن عبد الوهاب العبدي ، أخبرنا محمد بن أحمد الكاتب ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، أخبرنا أحمد بن محمد بن يزيد بن يحيى الزعفراني ، [ ص: 141 ] حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13460محمد بن عثمان بن كرامة ، حدثنا أبو نعيم أيوب بن عتبة قاضي اليمامة ، حدثني قيس بن طلق ، حدثني أبي أنه كان في الوفد الذين وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=945485سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مس الذكر ؟ فقال : ما هو إلا بضعة من جسدك .
رواه أبو نعيم ، وتابعه أحمد بن يونس ، وقال : سأل رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والباقي مثله .
أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=11881أبو العلاء الحافظ ، أخبرنا الحسن بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله ، أخبرنا عبد الله بن محمد ، حدثنا أبو القاسم الرازي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، عن محمد بن جابر ، عن [ ص: 142 ] قيس بن طلق عن أبيه ، nindex.php?page=hadith&LINKID=945486أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - : هل من مس الذكر الوضوء ؟ قال : لا .
قرأت على أبي موسى الحافظ ، أخبرك أبو علي ، أخبرنا أبو نعيم ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17417يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12348أيوب بن عتبة ، عن قيس بن طلق ، عن أبيه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=945487قلت : يا رسول الله ، يكون أحدنا في الصلاة فيمس ذكره ، يعيد الوضوء ؟ قال : لا إنما هو منك .
وقد اختلف أهل العلم في هذا الباب : فذهب بعضهم إلى هذه الأحاديث ، ورأوا ترك الوضوء من مس الذكر : روي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر ، nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=11وعبد الله بن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة بن اليمان ، nindex.php?page=showalam&ids=40وعمران بن حصين ، nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء ، nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص في إحدى الروايتين ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب في إحدى الروايتين ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ، nindex.php?page=showalam&ids=12354وإبراهيم النخعي ، nindex.php?page=showalam&ids=15885وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري ، وأبي حنيفة ، وأصحابه ، nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين ، وأهل الكوفة .
[ ص: 143 ] وخالفهم في ذلك آخرون : فذهبوا إلى إيجاب الوضوء من مس الذكر ، وبعض من ذهب إلى هذا القول ادعى أن حديث طلق منسوخ على ما سيأتي بيانه ، وممن روي عنه الإيجاب من الصحابة : nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، وابنه عبد الله ، nindex.php?page=showalam&ids=50وأبو أيوب الأنصاري ، وزيد بن خالد ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=13وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وجابر ، وعائشة ، nindex.php?page=showalam&ids=10583وأم حبيبة ، وبسرة بنت صفوان ، nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص في إحدى الروايتين ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس في إحدى الروايتين .
ومن التابعين ؛ nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير ، nindex.php?page=showalam&ids=16049وسليمان بن يسار ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رياح ، nindex.php?page=showalam&ids=11795وأبان بن عثمان ، nindex.php?page=showalam&ids=11867وجابر بن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ، nindex.php?page=showalam&ids=17092ومصعب بن سعد ، nindex.php?page=showalam&ids=17298ويحيى بن أبي كثير عن رجال الأنصار ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب في أصح الروايتين ، nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ، وأكثر أهل الشام ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق ، والمشهور من قول مالك أنه كان يوجب منه الوضوء .
ومن ذهب إلى هذا القول ادعى أن حديث طلق على تقدير ثبوته منسوخ ، وناسخه ما أخبرني عبد المنعم بن عبد الله بن محمد ، أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين التاجر ، أخبرنا أحمد بن الحسن ، أخبرنا محمد بن يعقوب ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، أخبرنا مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16397عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير يقول : دخلت على nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء ؟ فقال مروان : من مس الذكر الوضوء .
[ ص: 144 ] قال عروة : ما علمت ذلك ! قال مروان : أخبرتني بسرة ابنة صفوان ، أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=945488إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ .
أخرجه أبو داود في كتابه عن nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي ، عن مالك ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17220هارون بن عبد الله ، عن معن ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14061الحارث بن مسكين ، كلاهما عن مالك . وأخرجه الترمذي أيضا من غير وجه .
وبالإسناد قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أخبرنا سليمان بن عمرو ، ومحمد بن عبد الله ، عن يزيد بن عبد الملك الهاشمي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=945489إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره ليس بينه وبينه شيء فليتوضأ .
[ ص: 145 ] هكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في كتاب الطهارة ، ورواه في سنن حرملة ، عن عبد الله بن نافع ، عن يزيد بن عبد الملك النوفلي ، عن أبي موسى الخياط ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد ، وقد روى هذا الحديث : عبد الرحمن بن القاسم المصري ، nindex.php?page=showalam&ids=17126ومعن بن عيسى ، nindex.php?page=showalam&ids=14905وإسحاق الفروي ، وغيرهم عن nindex.php?page=showalam&ids=17369يزيد بن عبد الملك ، عن سعيد .
كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أولا ، ويزيد هو ابن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ، سئل عنه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل فقال : شيخ من أهل المدينة ، ليس به بأس ، وقد روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=17194نافع بن عمر الجمحي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=17369يزيد بن عبد الملك . وإذا اجتمعت هذه الطرق دلتنا على أن هذا الحديث له أصل من رواية nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
أخبرني أبو موسى الحافظ ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=14082أبو علي الحداد ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=14859أبو أحمد الغطريفي ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن شيرويه ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15550بقية بن الوليد ، حدثني الزبيدي ، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=945490أيما رجل مس فرجه فليتوضأ ، وأيما امرأة مست فرجها فلتتوضأ .
هذا إسناد صحيح ؛ لأن إسحاق بن إبراهيم إمام غير مدافع ، وقد خرجه [ ص: 146 ] في مسنده ، nindex.php?page=showalam&ids=15550وبقية بن الوليد ثقة في نفسه ، وإذا روى عن المعروفين فيحتج به .
[ ص: 147 ] وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج فمن بعده من أصحاب الصحاح حديثه محتجين به .
والزبيدي هو محمد بن الوليد قاضي دمشق ، من ثقات الشاميين ، محتج به في الصحاح كلها .
[ ص: 148 ] nindex.php?page=showalam&ids=16709وعمرو بن شعيب ثقة باتفاق أئمة الحديث ، وإذا روى عن غير أبيه لم يختلف أحد في الاحتجاج به ، وأما روايته عن أبيه ، عن جده ، فالأكثرون على أنها متصلة ليس فيها إرسال ولا انقطاع ، وقد روى عنه خلق من التابعين .
[ ص: 149 ] وذكر الترمذي في كتاب " العلل " عن nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل بن المغيرة البخاري أنه قال : حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو في هذا الباب في باب مس الذكر هو عندي صحيح ، وقد روي هذا الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب من غير وجه ، فلا يظن ظان أنه من مفاريد بقية ، فيحتمل أن يكون قد أخذه عن مجهول ، والغرض من تبيين هذا الحديث زجر من لم يتقن معرفة مخارج الحديث عن الطعن في الحديث من غير تتبع وبحث عن مطالعه .
وقال بعض من ذهب إلى الرخصة : المصير إلى حديث طلق أولى لأسباب :
منها : اشتهار طلق بصحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ومنها : طول صحبته ، وكثرة روايته .
وأما بسرة فغير مشهورة ، واختلاف الرواة في نسبها يدل على جهالتها ؛ لأن بعضهم يقول : هي كنانية ، وبعضهم يقول : أسدية . ثم لو قدرنا انتفاء الجهالة عنها ما كانت أيضا توازي طلقا في كثرة روايته ؛ إذ قلة روايتها تدل على قلة صحبتها ، ثم اختلاف الرواة في حديثها يدل على ضعف حديثها ، ثم حديث النساء إلى الضعف ما هو !
قالوا : وقد روينا عن nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني ، ومحله من هذا الشأن ما قد عرف أنه قال nindex.php?page=showalam&ids=17336ليحيى بن معين : كيف تتقلد إسناد بسرة ومروان أرسل شرطيا حتى رد جوابها إليه .
وروينا عن nindex.php?page=showalam&ids=14923أبي حفص الفلاس أنه قال : حديث قيس بن طلق عندنا أثبت من حديث بسرة .
[ ص: 150 ] ثم لو سلمنا ثبوت الحديث فمن أين لكم ادعاء النسخ في ذلك ؟ إذ ليس في حديث بسرة ما يدل على النسخ ، بل أولى الطرق أن يجمع بين الحديثين ، كما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=16860لوين عن nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة قال : تفسير حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=945440من مس ذكره فليتوضأ معناه : أن يغسل يده إذا مسه ، أجاب من ذهب إلى الإيجاب ، وقال : لا ينكر اشتهار بسرة بنت صفوان بصحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومتانة حديثها إلا من جهل مذاهب التحديث ، ولم يحط علمه بأحوال الرواة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : قد روينا قولنا عن غير بسرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والذي يعيب علينا الرواية عن بسرة يروي عن عائشة بنت عجرد ، وأم خداش ، وعدة من النساء لسن بمعروفات في العامة ، ويحتج بروايتهن ، ويضعف بسرة مع سابقتها وقديم هجرتها وصحبتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقد حدثت بهذا في دار المهاجرين والأنصار ، وهم متوافرون ، ولم يدفعه منهم أحد ، بل علمنا بعضهم صار إليه عن روايتها منهم : nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير ، وقد دفع وأنكر الوضوء من مس الذكر قبل أن يسمع الخبر ، فلما علم أن بسرة روته قال به وترك قوله ، وسمعها nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر تحدث به فلم يزل يتوضأ من مس الذكر حتى مات ، وهذه طريقة الفقه والعلم .
وقال أحمد بن شعيب النسوي : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15177محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17155منصور بن سلمة الخزاعي ، قال : قال لنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس : أتدرون من بسرة بنت صفوان ؟ هي جدة nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان أم أمه ، فاعرفوها .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17094مصعب بن عبد الله الزبيري : بسرة بنت صفوان بن نوفل بن أسد من المبايعات ، وورقة بن نوفل عمها ، وليس لصفوان بن نوفل عقب إلا من قبل بسرة ، هي زوجة معاوية بن المغيرة بن أبي العاص .
[ ص: 151 ] قالوا : وأما ما ذكرتموه من اختلاف الرواة في حديثها فقد وجد في حديث طلق نحو ذلك وأولى .
ثم إذا صح للحديث طريق ، وسلم من شوائب الطعن تعين المصير إليه ، ولا عبرة باختلاف الباقين ، وحديث مالك الذي مر سنده لا يختلف في عدالة رواته .
وأما ما روي بأن عروة جعل يماري مروان في ذلك حتى دعا رجلا من حرسه فأرسله إلى بسرة يسألها ، فغير قادح في المقصود ؛ لصيرورة عروة إلى هذا الحديث ، ولولا ثقة الحرسي عنده لما صار إليه ، ثم قد روي عن عروة أنه سأل بسرة عن ذلك فصدقته ، نحو ذلك رواه ربيعة بن عثمان ، والمنذر بن عبد الله الحزامي ، وعنبسة بن عبد الواحد ، وحميد بن الأسود ، وغيرهم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن بسرة ، قالوا : وأما حديث طلق فلا يقاوم هذا الحديث ؛ لأسباب :
منها : نكارة سنده ، وركاكة روايته . قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في القديم : وزعم - يعني من خالفه - أن قاضي اليمامة ، ومحمد بن جابر ذكرا عن قيس بن طلق ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على أن لا وضوء منه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : قد سألنا عن قيس فلم نجد من يعرفه ، فما يكون لنا فيه قبول خبره ، وقد عارضه من وصفنا نعته ورجاحته في الحديث وثبته .
[ ص: 152 ] وأشار nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إلى حديث nindex.php?page=showalam&ids=12348أيوب بن عتبة قاضي اليمامة ، nindex.php?page=showalam&ids=16930ومحمد بن جابر السحيمي ، عن قيس بن طلق ، وقد مر حديثهما ، nindex.php?page=showalam&ids=12348وأيوب بن عتبة ، ومحمد بن جابر ضعيفان عند أهل العلم بالحديث .
وقد روى حديث طلق أيضا ملازم بن عمرو ، عن عبد الله بن بدر ، عن قيس ، إلا أن صاحبي الصحيح لم يحتجا بشيء من روايته .
ورواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار ، عن قيس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا ، وعكرمة أقوى من رواه عن قيس ، إلا أنه رواه منقطعا .
قالوا : وقد روينا عن nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين أنه قال : لقد أكثر الناس في [ ص: 153 ] قيس بن طلق ، وأنه لا يحتج بحديثه .
وروينا عن nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم أنه قال : سألت أبي وأبا زرعة عن هذا الحديث ؛ فقالا : قيس بن طلق ليس ممن تقوم به حجة ، ووهناه ، ولم يثبتاه . قالوا : وحديث قيس بن طلق كما لم يخرجه صاحبا الصحيح في الصحيح لم يحتجا أيضا بشيء من رواياته ، ولا بروايات أكثر رواة حديثه في غير هذا الحديث .
وحديث بسرة وإن لم يخرجاه لاختلاف وقع في سماع عروة من بسرة ، أو هو عن مروان ، عن بسرة ، فقد احتجا بسائر رواة حديثها ؛ مروان فمن دونه ، قالوا : فهذا وجه رجحان حديثها على حديث قيس من طريق الإسناد ، كما أشار إليه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ؛ لأن الرجحان إنما يقع بوجود شرائط الصحة ، والعدالة في حق هؤلاء الرواة دون من خالفهم ، وأما منعهم ادعاء النسخ قالوا : الدليل على ذلك من جهة التاريخ ؛ لأن حديث طلق كان في أول الهجرة زمن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبني المسجد ، وحديث بسرة ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، وعبد الله بن عمرو ، كان بعد ذلك لتأخرهم في الإسلام .
[ ص: 154 ] ذكر خبر يدل على أن قدوم طلق كان أول الهجرة
أخبرني محمد بن إبراهيم بن علي الخطيب ، أخبرنا يحيى بن عبد الله ، أخبرنا محمد بن أحمد الكاتب ، أخبرنا عبد الله بن محمد الحياني ، حدثنا علي بن رستم ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16860لوين ، عن محمد بن جابر ، عن عبد الله بن بدر ، عن طلق بن علي ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=945491قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم يبنون المسجد ، فقال : يا يمامي أنت أرفق بتخليط الطين فلدغتني عقرب ، فرقاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . كذا روي من هذا الوجه مختصرا .
وقد روي من وجه آخر أتم من هذا ، وفيه ذكر الرخصة في مس الذكر ، قالوا : إذا ثبت أن حديث طلق متقدم ، وأحاديث المنع متأخرة وجب المصير إليها ، وصح ادعاء النسخ في ذلك ، ثم نظرنا : هل نجد أمرا يؤكد ما صرنا إليه ، فوجدنا طلقا روى حديثا في المنع ، فدلنا ذلك على صحة النقل في إثبات النسخ ، وأن طلقا قد شاهد الحالتين ، وروى الناسخ والمنسوخ .
أخبرنا أبو العلا الحافظ ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15636أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=14070محمد بن عبد الله الضبي ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=14687سليمان بن أحمد ، حدثنا الحسن بن علي النسوي ، حدثنا حماد بن محمد الحنفي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12348أيوب بن عتبة ، عن قيس بن طلق ، عن أبيه طلق بن علي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=945492من مس فرجه فليتوضأ .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن أيوب عن عتبة إلا حماد [ ص: 155 ] بن محمد ، وهما عندي صحيحان ، يشبه أن يكون سمع الحديث الأول من النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل هذا ، ثم سمع هذا بعد ؛ فوافق حديث بسرة ، nindex.php?page=showalam&ids=10583وأم حبيبة ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، وزيد بن خالد الجهني ، وغيرهم ممن روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمر بالوضوء من مس الذكر فسمع الناسخ والمنسوخ .
أخبرنا أبو موسي الحافظ ، أخبرنا أبو علي ، أخبرنا أبو إبراهيم ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=14859أبو أحمد الغطريفي ، حدثنا أحمد بن موسى العدوي ، أخبرنا إسماعيل بن سعيد الكسائي الفقيه قال : المذهب في ذلك عندي من يرى الوضوء من ذلك ، يقولون : قد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوضوء من مس الذكر من وجوه شتى ، فلا يرد ذلك الحديث ملازم بن عمرو ، nindex.php?page=showalam&ids=12348وأيوب بن عتبة ، ولو كانت روايتهما مثبتة لكان في ذلك مقال لكثرة من روى بخلاف روايتهما ، ومع ذلك الاحتياط في ذلك أبلغ .
ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسناد صحيح : nindex.php?page=hadith&LINKID=945493أنه نهى أن يمس الرجل ذكره بيمينه ، أفلا يرون أن الذكر لا يشبه سائر الجسد ، ولو كان ذلك بمنزلة الإبهام والأنف والأذن ، ما هو منا لكان لا بأس علينا أن نمسه بأيماننا ، فكيف يشبه الذكر بما وصفوا من الإبهام وغير ذلك ؟ ولو كان ذلك شرعا سواء لكان سبيله في المس سبيل ما سمينا ، ولكن ههنا علة قد غابت عنا معرفتها ، ولعل ذلك أن يكون عقوبة لكي يترك الناس مس الذكر ، فيصير من ذلك الاحتياط .