الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2181 وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت nindex.php?page=hadith&LINKID=661057كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنث فكانوا يعدونه من غير أولي الإربة قال فدخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو عند بعض نسائه وهو ينعت امرأة قال إذا أقبلت أقبلت بأربع وإذا أدبرت أدبرت بثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أرى هذا يعرف ما هاهنا nindex.php?page=treesubj&link=28328_32656لا يدخلن عليكن قالت فحجبوه
[ ص: 335 ]
[ ص: 335 ] قولها : ( كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنث ، فكانوا يعدونه من غير أولي الإربة ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، وهو عند بعض نسائه ، وهو ينعت امرأة قال : إذا أقبلت أقبلت بأربع ، وإذا أدبرت أدبرت بثمان ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا أرى هذا يعرف ما هاهنا ، لا يدخل عليكن . فحجبوه ) . قال أهل اللغة : المخنث هو بكسر النون وفتحها ، وهو الذي يشبه النساء في أخلاقه وكلامه [ ص: 336 ] وحركاته ، وتارة يكون هذا خلقه من الأصل ، وتارة بتكلف ، وسنوضحهما . قال أبو عبيد وسائر العلماء : معنى قوله : ( تقبل بأربع ، وتدبر بثمان ) أي أربع عكن ، وثمان عكن . قالوا : ومعناه أن لها أربع عكن تقبل بهن ، من كل ناحية ثنتان ، ولكل واحدة طرفان ، فإذا أدبرت صارت الأطراف ثمانية . قالوا : وإنما ذكر فقال بثمان ، وكان أصله أن يقول : بثمانية ، فإن المراد الأطراف ، وهي مذكرة ، لأنه لم يذكر لفظ المذكر ، ومتى لم يذكره جاز حذف الهاء كقوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507035من صام رمضان وأتبعه بست من شوال ) سبقت المسألة هناك واضحة .
وأما دخول هذا المخنث أولا على أمهات المؤمنين فقد بين سببه في هذا الحديث بأنهم كانوا يعتقدونه من غير أولي الإربة ، وأنه مباح دخوله عليهن ، فلما سمع منه هذا الكلام علم أنه من أولي الإربة ، فمنعه صلى الله عليه وسلم الدخول . ففيه nindex.php?page=treesubj&link=25018منع المخنث من الدخول على النساء ، ومنعهن من الظهور عليه ، وبيان أن له حكم الرجال الفحول الراغبين في النساء في هذا المعنى ، وكذا حكم الخصي والمجبوب ذكره . والله أعلم .
واختلف في اسم هذا المخنث . قال القاضي : الأشهر أن اسمه ( هيت ) بكسر الهاء ومثناة تحت ساكنة ثم مثناة فوق . قال : وقيل : صوابه ( هنب ) بالنون والباء الموحدة قاله ابن درستويه ، وقال : إنما سواه تصحيف . قال : والهنب الأحمق ، وقيل ( ماتع ) بالمثناة فوق مولى فاختة المخزومية ، وجاء هذا في حديث آخر ذكر فيه nindex.php?page=hadith&LINKID=3507036أن النبي صلى الله عليه وسلم غرب ماتعا هذا وهيتا إلى الحمى ، ذكره الواقدي .
وذكر أبو منصور البادردي نحو الحكاية عن مخنث كان بالمدينة يقال له ( أنه ) وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم نفاه إلى حمراء الأسد . والمحفوظ أنه هيت . قال العلماء : وإخراجه ونفيه كان لثلاثة معان : أحدها المعنى المذكور في الحديث أنه كان يظن أنه من غير أولي الإربة ، وكان منهم ، ويتكتم بذلك . والثاني وصفه النساء ومحاسنهن وعوراتهن بحضرة الرجال ، وقد نهي أن تصف المرأة لزوجها ، فكيف إذا وصفها الرجل للرجال ؟ والثالث أنه ظهر له منه أنه كان يطلع من النساء وأجسامهن وعوراتهن على ما لا يطلع عليه كثير من النساء ، فكيف الرجال لا سيما على ما جاء في غير مسلم أنه وصفها حتى وصف ما بين رجليها أي فرجها وحواليه . والله أعلم .