الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
686 - مسألة : من nindex.php?page=treesubj&link=3074اجتمع في ماله زكاتان فصاعدا هو حي ؟ قال nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : تؤدى كلها لكل سنة على عدد ما وجب عليه في كل عام ; وسواء كل ذلك لهروبه بماله ; أو لتأخير الساعي ; أو لجهله ، أو لغير ذلك ; وسواء في ذلك العين ، والحرث ، والماشية ، وسواء أتت الزكاة على جميع ماله أو لم تأت ، وسواء رجع ماله بعد أخذ الزكاة منه إلى ما لا زكاة فيه أو لم يرجع ، ولا يأخذ الغرماء شيئا حتى تستوفي الزكاة وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : إن كان ذلك عينا - ذهبا أو فضة - فإنه تؤخذ منه زكاة كل سنة حتى يرجع الوزن إلى مائتي درهم ، والذهب إلى عشرين دينارا ، فتؤخذ الزكاة لسنة واحدة ، ثم لا شيء عليه لما بعد ذلك من السنين ؟ وإن كانت زكاة زرع فرط فيها سنين أخذت كلها وإن اصطلمت جميع ماله ؟ [ ص: 200 ] وإن كانت ماشية .
فإن كان هو هرب أمام الساعي فإن الزكاة تؤخذ منه على حسب ما كان عنده في كل عام ; فإذا رجع ماله بإخراج الزكاة إلا ما لا زكاة فيه لم يؤخذ منه شيء لسائر ما بقي من الأعوام ، وإن كان الساعي هو الذي تأخر عنه فإنه تؤخذ منه زكاة ما وجد بيده لكل عام خلا - سواء كان بيده فيما خلا أكثر أو أقل ما لم يخرج إلى ما لا زكاة فيه ; فإذا رجع إلى ما لا زكاة فيه لم يؤخذ منه شيء ؟ وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة فيمن كان nindex.php?page=treesubj&link=3074له عشر من الإبل عامين لم يؤد زكاتها : إنه يزكي للعام الأول شاتين . وللعام الثاني شاة واحدة وقال هو nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد بن الحسن فيمن كان nindex.php?page=treesubj&link=3074عنده مائتا درهم - لا مال له غيرها - فلم يزكها سنتين فصاعدا : إنه لا زكاة عليه ; لأن الزكاة صارت عليه دينا فيها هذا نص كلامه وقال nindex.php?page=showalam&ids=14954أبو يوسف : عليه زكاتها لعام واحد فقط ؟ وقال nindex.php?page=showalam&ids=15922زفر : عليه زكاتها لكل عام أبدا . وبه يقول nindex.php?page=showalam&ids=15858أبو سليمان ، وأصحابنا ؟ قال nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : أما قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك فظاهر التناقض ، وتقسيم فاسد ، لا برهان على صحته ; لأنه دعوى بلا دليل . وما العجب إلا من رفقهم بالهارب أمام المصدق وتحريهم العدل فيه وشدة حملهم على من تأخر عنه الساعي ، فيوجبون عليه زكاة ألف ناقة لعشر سنين ; ولم يملكها إلا سنة واحدة ، وإنما ملك في سائر الأعوام خمسا من الإبل فقط .
واحتجوا في هذا بأن هكذا زكى الناس إذ أجمعوا على nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ؟ قال nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : وهم قد خالفوا nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية في أخذ nindex.php?page=treesubj&link=24997_2662_3266الزكاة من الأعطية ومعه nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ; وقلدوا هاهنا سعاة من لا يعتد به ، كمروان ، nindex.php?page=showalam&ids=74وسعيد بن العاص ، وما هنالك [ ص: 201 ] ومعاذ الله أن تؤخذ الزكاة من إبل لم يملكها المسلم وتعطل زكاة قد أوجبها الله تعالى ؟
وأما قول nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف فإنه محمول على أن الزكاة - في العين وغيره - في المال نفسه ، ولا في الذمة ، وهذا أمر قد بينا فساده قبل ; وأوضحنا أنها في الذمة لا في العين ، ولو كانت في العين لما أجزأه أن يعطي الزكاة من غير ذلك المال نفسه ; وهذا أمر مجمع على خلافه ; وعلى أنه له أن يعطيها من حيث شاء ; فإذا صح أنها في الذمة فلا يسقطها عنه ذهاب ماله ، ولا رجوعه إلى ما لا زكاة فيه ؟ واحتج بعضهم بأن nindex.php?page=treesubj&link=24997_26782امرأ لو باع ماشيته بعد حلول الزكاة فيها أن للساعي أخذ الزكاة من تلك الماشية المبيعة ؟ قال nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : وهذا باطل ; وما له ذلك ; لأنها قد صارت مالا من مال المشتري ; ولا يحل أن تؤخذ زكاة من عمر ولم تجب عليه وإنما وجبت على زيد ; ولكن يتبع البائع بها دينا في ذمته وبالله تعالى التوفيق .