nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=50قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=52أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=57أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=58أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=59بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49فإذا مس الإنسان المراد بالإنسان هنا الجنس باعتبار بعض أفراده أو غالبها ، وقيل : المراد به الكفار فقط والأول أولى ، ولا يمنع من حمله على الجنس خصوص
[ ص: 1287 ] سببه ؛ لأن الاعتبار بعموم اللفظ وفاء بحق النظم القرآني ووفاء بمدلوله ، والمعنى : أن شأن غالب نوع الإنسان أنه إذا مسه ضر من مرض أو فقر أو غيرهما دعا الله وتضرع إليه في رفعه ودفعه
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49ثم إذا خولناه نعمة منا أي : أعطيناه نعمة كائنة من عندنا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49قال إنما أوتيته على علم مني بوجوه المكاسب ، أو على خير عندي ، أو على علم من الله بفضلي .
وقال
الحسن : على علم علمني الله إياه ، وقيل : قد علمت أني إذا أوتيت هذا في الدنيا أن لي عند الله منزلة وجاء بالضمير في أوتيته مذكرا مع كونه راجعا إلى النعمة لأنها بمعنى الإنعام .
وقيل : إن الضمير عائد إلى ما ، وهي موصولة ، والأول أولى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49بل هي فتنة هذا رد لما قاله أي : ليس ذلك الذي أعطيناك لما ذكرت ، بل هو محنة لك واختبار لحالك أتشكر أم تكفر ؟ قال
الفراء : أنث الضمير في قوله هي لتأنيث الفتنة ، ولو قال بل هو فتنة لجاز . وقال
النحاس : بل عطيته فتنة . وقيل : تأنيث الضمير باعتبار لفظ الفتنة ، وتذكير الأول في قوله أوتيته باعتبار معناها
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49ولكن أكثرهم لا يعلمون أن ذلك استدراج لهم من الله وامتحان لما عندهم من الشكر أو الكفر .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=50قد قالها الذين من قبلهم أي : قال هذه الكلمة التي قالوها وهي قولهم : إنما أوتيته على علم ، الذين من قبلهم
كقارون وغيره ، فإن
قارون قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=78إنما أوتيته على علم عندي [ القصص : 78 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=50فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون يجوز أن تكون ما هذه نافية أي : لم يغن عنهم ما كسبوا من متاع الدنيا شيئا ، وأن تكون استفهامية أي : أي شيء أغنى عنهم ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=29010_30531_30539فأصابهم سيئات ما كسبوا أي : جزاء سيئات كسبهم ، أو أصابهم سيئات هي جزاء كسبهم ، وسمي الجزاء سيئات لوقوعها في مقابلة سيئاتهم ، فيكون ذلك من باب المشاكلة كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وجزاء سيئة سيئة مثلها [ الشورى : 40 ] ، ثم أوعد - سبحانه - الكفار في عصره فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51والذين ظلموا من هؤلاء الموجودين من الكفار
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51سيصيبهم سيئات ما كسبوا كما أصاب من قبلهم ، وقد أصابهم في الدنيا ما أصابهم من القحط والقتل والأسر والقهر
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51وما هم بمعجزين أي : بفائتين على الله بل مرجعهم إليه يصنع بهم ما شاء من العقوبة .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=52أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء أي : يوسع الرزق لمن يشاء أن يوسعه له ويقدر أي : يقبضه لمن يشاء أن يقبضه ويضيقه عليه .
قال
مقاتل : وعظهم الله ليعتبروا في توحيده ، وذلك حين مطروا بعد سبع سنين ، فقال : أولم يعلموا أن الله يوسع الرزق لمن يشاء ويقتر على من يشاء
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=52إن في ذلك لآيات أي : في ذلك المذكور لدلالات عظيمة وعلامات جليلة
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=52لقوم يؤمنون وخص المؤمنين ; لأنهم المنتفعون بالآيات المتفكرون فيها ثم لما ذكر - سبحانه - ما ذكره من الوعيد عقبه بذكر سعة رحمته وعظيم مغفرته .
وأمر رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يبشرهم بذلك فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=29010_29693_29694_20003قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله المراد بالإسراف الإفراط في المعاصي والاستكثار منها .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53لا تقنطوا : لا تيأسوا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53من رحمة الله من مغفرته .
ثم لما نهاهم عن القنوط أخبرهم بما يدفع ذلك ويرفعه ويجعل الرجاء مكان القنوط فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53إن الله يغفر الذنوب جميعا .
واعلم أن هذه الآية أرجى آية في كتاب الله - سبحانه - لاشتمالها على أعظم بشارة ، فإنه أولا أضاف العباد إلى نفسه لقصد تشريفهم ومزيد تبشيرهم ، ثم وصفهم بالإسراف في المعاصي والاستكثار من الذنوب ، ثم عقب ذلك بالنهي عن
nindex.php?page=treesubj&link=20003القنوط من الرحمة لهؤلاء المستكثرين من الذنوب ، فالنهي عن القنوط للمذنبين غير المسرفين من باب الأولى وبفحوى الخطاب ، ثم جاء بما لا يبقي بعده شك ولا يتخالج القلب عند سماعه ظن ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53إن الله يغفر الذنوب فالألف واللام قد صيرت الجمع الذي دخلت عليه للجنس الذي يستلزم استغراق أفراده ، فهو في قوة إن الله يغفر كل ذنب كائنا ما كان ، إلا ما أخرجه النص القرآني وهو الشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [ النساء : 48 ، 116 ] ثم لم يكتف بما أخبر عباده به من مغفرة كل ذنب ، بل أكد ذلك بقوله : جميعا فيا لها من بشارة ترتاح لها قلوب المؤمنين المحسنين ظنهم بربهم الصادقين في رجائه . الخالعين لثياب القنوط الرافضين لسوء الظن بمن لا يتعاظمه ذنب ، ولا يبخل بمغفرته ورحمته على عباده المتوجهين إليه في طلب العفو الملتجئين به في مغفرة ذنوبهم وما أحسن ما علل - سبحانه - به هذا الكلام قائلا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=29010_29693_29694إنه هو الغفور الرحيم .
أي : كثير المغفرة والرحمة عظيمهما بليغهما واسعهما ، فمن أبى هذا التفضل العظيم والعطاء الجسيم ، وظن أن تقنيط عباد الله وتأييسهم من رحمته أولى بهم مما بشرهم الله به ، فقد ركب أعظم الشطط وغلط أقبح الغلط ، فإن التبشير وعدم التقنيط الذي جاءت به مواعيد الله في كتابه العزيز ، والمسلك الذي سلكه رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما صح عنه من قوله
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019923يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا .
وإذا تقرر لك هذا فاعلم أن الجمع بين هذه الآية وبين قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [ النساء : 116 ، 48 ] وهو أن كل ذنب كائنا ما كان ما عدا الشرك بالله مغفور لمن شاء الله أن يغفر له ، على أنه يمكن أن يقال : إن إخباره لنا بأنه يغفر الذنوب جميعا يدل على أنه يشاء غفرانها جميعا ، وذلك يستلزم أنه يشاء المغفرة لكل المذنبين من المسلمين فلم يبق بين الآيتين تعارض من هذه الحيثية .
وأما ما يزعمه جماعة من المفسرين من تقييد هذه الآية بالتوبة وأنها لا تغفر إلا ذنوب التائبين ، وزعموا أنهم قالوا ذلك للجمع بين الآيات .
فهو جمع بين الضب والنون ، وبين الملاح والحادي ، وعلى نفسها براقش تجني ، ولو كانت هذه البشارة العظيمة مقيدة بالتوبة لم يكن لها كثير موقع ، فإن
nindex.php?page=treesubj&link=32482التوبة من المشرك يغفر الله له بها ما فعله من الشرك بإجماع المسلمين ، وقد قال
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [ النساء : 116 ، 48 ]
[ ص: 1288 ] فلو كانت التوبة قيدا في المغفرة لم يكن للتنصيص على الشرك فائدة ، وقد قال - سبحانه - :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=6وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم [ الرعد : 6 ] قال
الواحدي : المفسرون كلهم قالوا : إن هذه الآية في قوم خافوا إن أسلموا أن لا يغفر لهم ما جنوا من الذنوب العظام ، كالشرك وقتل النفس ومعاداة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .
قلت : هب أنها في هؤلاء القوم ، فكان ماذا ؟ فإن الاعتبار بما اشتملت عليه من العموم لا بخصوص السبب كما هو متفق عليه بين أهل العلم ، ولو كانت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية مقيدة بأسبابها غير متجاوزة لها لارتفعت أكثر التكاليف عن الأمة إن لم ترتفع كلها ، واللازم باطل بالإجماع ، فالملزوم مثله .
وفي السنة المطهرة من الأحاديث الثابتة في الصحيحين وغيرهما في هذا الباب ما إن عرفه المطلع عليه حق معرفته وقدره حق قدره علم صحة ما ذكرناه وعرف حقيقة ما حررناه .
قرأ الجمهور " يا عبادي " بإثبات الياء وصلا ووقفا ، وروى
أبو بكر عن
عاصم : أنه يقف بغير ياء . وقرأ الجمهور تقنطوا بفتح النون ، وقرأ
أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بكسرها .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون أي : ارجعوا إليه بالطاعة . لما بشرهم - سبحانه - بأنه يغفر الذنوب جميعا ، أمرهم بالرجوع إليه بفعل الطاعات واجتناب المعاصي ، وليس في هذا ما يدل على تقييد الآية الأولى بالتوبة لا بمطابقة ولا تضمن ولا التزام ، بل غاية ما فيها أنه بشرهم بتلك البشارة العظمى ، ثم دعاهم إلى الخير وخوفهم من الشر ، على أنه يمكن أن يقال : إن هذه الجملة مستأنفة خطابا للكفار الذين لم يسلموا بدليل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وأسلموا له جاء بها لتحذير الكفار وإنذارهم بعد ترغيب المسلمين بالآية الأولى وتبشيرهم ، وهذا وإن كان بعيدا ولكنه يمكن أن يقال به ، والمعنى على ما هو الظاهر : أن الله جمع لعباده بين التبشير العظيم ، والأمر بالإنابة إليه والإخلاص له والاستسلام لأمره والخضوع لحكمه ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54من قبل أن يأتيكم العذاب أي : عذاب الدنيا كما يفيده قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54من قبل أن يأتيكم فليس في ذلك ما يدل على ما زعمه الزاعمون وتمسك به القانطون المقنطون والحمد لله رب العالمين .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=29010واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم يعني القرآن ، يقول : أحلوا حلاله وحرموا حرامه ، والقرآن كله حسن . قال
الحسن : التزموا طاعته واجتنبوا معاصيه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : الأحسن ما أمر الله به في كتابه .
وقال
ابن زيد : يعني المحكمات وكلوا علم المتشابه إلى عالمه .
وقيل : الناسخ دون المنسوخ . وقيل : العفو دون الانتقام بما يحق فيه الانتقام ، وقيل : أحسن ما أنزل إليكم من أخبار الأمم الماضية
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أي : من قبل أن يفاجئكم العذاب وأنتم غافلون عنه لا تشعرون به ، وقيل : أراد أنهم يموتون بغتة فيقعون في العذاب .
والأول أولى لأن الذي يأتيهم بغتة هو العذاب في الدنيا بالقتل والأسر والقهر والخوف والجدب ، لا عذاب الآخرة ولا الموت ؛ لأنه لم يسند الإتيان إليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله قال البصريون : أي : حذرا أن تقول . وقال الكوفيون : لئلا تقول . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : بادروا خوف أن تقول ، أو حذرا من أن تقول نفس . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : خوف أن تصيروا إلى حال تقولون فيها : يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله ، قيل : والمراد بالنفس هنا النفس الكافرة ، وقيل : المراد به التكثير كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=14علمت نفس ما أحضرت [ التكوير : 14 ] .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56ياحسرتا بالألف بدلا من الياء المضاف إليها ، والأصل : يا حسرتي ، وقرأ
ابن كثير " يا حسرتاه " بهاء السكت وقفا ، وقرأ
أبو جعفر " يا حسرتي " بالياء على الأصل .
والحسرة : الندامة ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56على ما فرطت في جنب الله على ما فرطت في طاعة الله ، قاله
الحسن .
وقال
الضحاك : على ما فرطت في ذكر الله ، ويعني به : القرآن والعمل به .
وقال
أبو عبيدة nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56في جنب الله أي : في ثواب الله .
وقال
الفراء : الجنب : القرب والجوار أي : في قرب الله وجواره ، ومنه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36والصاحب بالجنب [ النساء : 36 ] والمعنى على هذا القول ، على ما فرطت في طلب جنب الله أي : في طلب جواره وقربه وهو الجنة ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أي : فرطت في الطريق الذي هو طريق الله من توحيده والإقرار بنبوة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعلى هذا فالجنب بمعنى الجانب أي : قصرت في الجانب الذي يؤدي إلى رضا الله ، ومنه قول الشاعر :
للناس جنب والأمير جنب
أي : الناس من جانب والأمير من جانب
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56وإن كنت لمن الساخرين أي : وما كنت إلا من المستهزئين بدين الله في الدنيا ، ومحل الجملة النصب على الحال .
قال
قتادة : لم يكفه أن ضيع طاعة الله حتى سخر من أهلها .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=29010_28788أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أي : لو أن الله أرشدني إلى دينه لكنت ممن يتقي الشرك والمعاصي ، وهذا من جملة ما يحتج به المشركون من الحجج الزائفة ، ويتعللون به من العلل الباطلة كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=148سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا [ الأنعام : 148 ] فهي كلمة حق يريدون بها باطلا .
ثم ذكر - سبحانه - مقالة أخرى مما قالوا فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=58أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة أي : رجعة إلى الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=58فأكون من المحسنين المؤمنين بالله الموحدين له ، المحسنين في أعمالهم ، وانتصاب أكون إما لكونه معطوفا على كرة فإنها مصدر ، وأكون في تأويل المصدر : كما في قول الشاعر :
للبس عباءة وتقر عيني أحب إلي من لبس الشفوف
وأنشد
الفراء على هذا :
فما لك منها غير ذكرى وخشية وتسأل عن ركبانها أين يمموا
وإما لكونه جواب التمني المفهوم من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=58لو أن لي كرة .
ثم ذكر - سبحانه - جوابه على هذه النفوس المتمنية
[ ص: 1289 ] المتعللة بغير علة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=29010_29468_30531بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين .
المراد بالآيات هي الآيات التنزيلية وهو القرآن .
ومعنى التكذيب بها قوله : إنها ليس من عند الله ، وتكبر عن الإيمان بها ، وكان مع ذلك التكذيب والاستكبار من الكافرين بالله .
وجاء - سبحانه - بخطاب المذكر في قوله : جاءتك وكذبت واستكبرت وكنت ؛ لأن النفس تطلق على المذكر والمؤنث .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : تقول العرب : نفس واحد أي : إنسان واحد ، وبفتح التاء في هذه المواضع قرأ الجمهور .
وقرأ
الجحدري ،
وأبو حيوة nindex.php?page=showalam&ids=17344ويحيى بن يعمر بكسرها في جميعها ، وهي قراءة
أبي بكر وابنته
عائشة nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة ، ورويت عن
ابن كثير .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=29010_30539ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أي : ترى الذين كذبوا على الله بأن له شركاء وصاحبة وولدا وجوههم مسودة لما أحاط بهم من العذاب ، وشاهدوه من غضب الله ونقمته ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وجوههم مسودة في محل نصب على الحال .
قال
الأخفش : ترى غير عامل في
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وجوههم مسودة ، إنما هو مبتدأ وخبر ، والأولى أن ترى إن كانت من الرؤية البصرية ، فجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وجوههم مسودة حالية ، وإن كانت قلبية فهي في محل نصب على أنها المفعول الثاني لترى ، والاستفهام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60أليس في جهنم مثوى للمتكبرين للتقرير أي : ليس فيها مقام للمتكبرين عن طاعة الله ، والكبر هو بطر الحق وغمط الناس كما ثبت في الحديث الصحيح .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وينجي الله الذين اتقوا أي : اتقوا الشرك ومعاصي الله ، والباء في بمفازتهم متعلقة بمحذوف هو حال من الموصول أي : ملتبسين بمفازتهم .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61بمفازتهم بالإفراد على أنها مصدر ميمي ، والفوز : الظفر بالخير والنجاة من الشر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : المفازة مفعلة من الفوز وهو السعادة ، وإن جمع فحسن : كقولك السعادة والسعادات .
والمعنى : ينجيهم الله بفوزهم أي : بنجاتهم من النار وفوزهم بالجنة .
وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وأبو بكر " بمفازاتهم " جمع مفازة ، وجمعها مع كونها مصدرا لاختلاف الأنواع ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61لا يمسهم السوء في محل نصب على الحال من الموصول ، وكذلك جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61ولا هم يحزنون في محل نصب على الحال أي : ينفي السوء والحزن عنهم ، ويجوز أن تكون الباء في " بمفازتهم " للسببية أي : بسبب فوزهم مع انتفاء مساس السوء لهم وعدم وصول الحزن إلى قلوبهم لأنهم رضوا بثواب الله وأمنوا من عقابه .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم قال
السيوطي بسند صحيح ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : أنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قل ياعبادي الذين أسرفوا الآية في مشركي أهل
مكة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني والحاكم وصححه ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : كنا نقول ليس لمفتتن توبة وما الله بقابل منه شيئا ، عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسوله ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم ، وكانوا يقولونه لأنفسهم ، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
المدينة أنزل الله فيهم
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53ياعبادي الذين أسرفوا الآيات ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : فكتبتها بيدي ، ثم بعثت بها إلى
nindex.php?page=showalam&ids=8861هشام بن العاصي .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عن
أبي سعيد قال : لما أسلم
وحشي أنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق [ الفرقان : 68 ] قال
وحشي وأصحابه : قد ارتكبنا هذا كله ، فأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قل ياعبادي الذين أسرفوا الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأدب المفرد عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021310خرج النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على رهط من أصحابه وهم يضحكون ويتحدثون فقال : والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، ثم انصرف وأبكى القوم ، وأوحى الله إليه : يا محمد لم تقنط عبادي فرجع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : أبشروا وسددوا وقاربوا .
وأخرج
ابن مردويه ،
والبيهقي في سننه عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أنها نزلت فيمن أفتن .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنها نزلت في مشركي
مكة لما قالوا : إن الله لا يغفر لهم ما قد اقترفوه من الشرك وقتل الأنفس وغير ذلك .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021311ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم إلى آخر الآية ، فقال رجل ومن أشرك ؟ فسكت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ألا ، ومن أشرك ثلاث مرات " .
وأخرج
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وأبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=12590وابن الأنباري في المصاحف
والحاكم ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10382أسماء بنت يزيد : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقرأ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021312يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي إنه هو الغفور الرحيم " .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه مر على قاض يذكر الناس فقال : يا مذكر الناس لا تقنط الناس ، ثم قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53ياعبادي الذين أسرفوا الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين قال : قال
علي : أي آية أوسع ؟ فجعلوا يذكرون آيات من القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=110ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه [ النساء : 11 ] الآية ونحوها ، فقال
علي : ما في القرآن أوسع من يا عبادي الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية قال : قد دعا الله إلى مغفرته من زعم أن
المسيح ابن الله ، ومن زعم أن
عزيرا ابن الله ، ومن زعم أن الله فقير ، ومن زعم أن يد الله مغلولة ، ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة يقول لهؤلاء
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=74أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم [ المائدة : 74 ] ثم دعا إلى توبته من هو أعظم قولا من هؤلاء من
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=24فقال أنا ربكم الأعلى [ النازعات : 24 ] وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38ما علمت لكم من إله غيري [ القصص : 38 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ومن
nindex.php?page=treesubj&link=32478_20003آيس العباد من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله ، ولكن لا يقدر العبد أن
[ ص: 1290 ] يتوب حتى يتوب الله عليه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56أن تقول نفس قال : أخبر الله ما العباد قائلون قبل أن يقولوا ، وعلمهم قبل أن يعلموا .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=50قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=52أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=57أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=58أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=59بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ هُنَا الْجِنْسُ بِاعْتِبَارِ بَعْضِ أَفْرَادِهِ أَوْ غَالِبِهَا ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِهِ الْكُفَّارُ فَقَطْ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَلَا يَمْنَعُ مِنْ حَمْلِهِ عَلَى الْجِنْسِ خُصُوصُ
[ ص: 1287 ] سَبَبِهِ ؛ لِأَنَّ الِاعْتِبَارَ بِعُمُومُ اللَّفْظِ وَفَاءٌ بِحَقِّ النَّظْمِ الْقُرْآنِيِّ وَوَفَاءٌ بِمَدْلُولِهِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ شَأْنَ غَالِبِ نَوْعِ الْإِنْسَانِ أَنَّهُ إِذَا مَسَّهُ ضُرٌّ مِنْ مَرَضٍ أَوْ فَقْرٍ أَوْ غَيْرِهِمَا دَعَا اللَّهَ وَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ فِي رَفْعِهِ وَدَفْعِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا أَيْ : أَعْطَيْنَاهُ نِعْمَةً كَائِنَةً مِنْ عِنْدِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ مِنِّي بِوُجُوهِ الْمَكَاسِبِ ، أَوْ عَلَى خَيْرٍ عِنْدِي ، أَوْ عَلَى عِلْمٍ مِنَ اللَّهِ بِفَضْلِي .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَنِي اللَّهُ إِيَّاهُ ، وَقِيلَ : قَدْ عَلِمْتُ أَنِّي إِذَا أُوتِيتُ هَذَا فِي الدُّنْيَا أَنَّ لِي عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً وَجَاءَ بِالضَّمِيرِ فِي أُوتِيتُهُ مُذَكَّرًا مَعَ كَوْنِهِ رَاجِعًا إِلَى النِّعْمَةِ لِأَنَّهَا بِمَعْنَى الْإِنْعَامِ .
وَقِيلَ : إِنَّ الضَّمِيرَ عَائِدٌ إِلَى مَا ، وَهِيَ مَوْصُولَةٌ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ هَذَا رَدٌّ لِمَا قَالَهُ أَيْ : لَيْسَ ذَلِكَ الَّذِي أَعْطَيْنَاكَ لِمَا ذَكَرْتَ ، بَلْ هُوَ مِحْنَةٌ لَكَ وَاخْتِبَارٌ لِحَالِكَ أَتَشْكُرُ أَمْ تَكْفُرُ ؟ قَالَ
الْفَرَّاءُ : أَنَّثَ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ هِيَ لِتَأْنِيثِ الْفِتْنَةِ ، وَلَوْ قَالَ بَلْ هُوَ فِتْنَةٌ لَجَازَ . وَقَالَ
النَّحَّاسُ : بَلْ عَطِيَّتُهُ فِتْنَةٌ . وَقِيلَ : تَأْنِيثُ الضَّمِيرِ بِاعْتِبَارِ لَفْظِ الْفِتْنَةِ ، وَتَذْكِيرُ الْأَوَّلِ فِي قَوْلِهِ أُوتِيتُهُ بِاعْتِبَارِ مَعْنَاهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجٌ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ وَامْتِحَانٌ لِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الشُّكْرِ أَوِ الْكُفْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=50قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَيْ : قَالَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ الَّتِي قَالُوهَا وَهِيَ قَوْلُهُمْ : إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ ، الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
كَقَارُونَ وَغَيْرِهِ ، فَإِنَّ
قَارُونَ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=78إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي [ الْقَصَصِ : 78 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=50فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَا هَذِهِ نَافِيَةً أَيْ : لَمْ يُغْنِ عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا شَيْئًا ، وَأَنْ تَكُونَ اسْتِفْهَامِيَّةً أَيْ : أَيُّ شَيْءٍ أَغْنَى عَنْهُمْ ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=29010_30531_30539فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا أَيْ : جَزَاءُ سَيِّئَاتِ كَسْبِهِمْ ، أَوْ أَصَابَهُمْ سَيِّئَاتٌ هِيَ جَزَاءُ كَسْبِهِمْ ، وَسُمِّيَ الْجَزَاءُ سَيِّئَاتٍ لِوُقُوعِهَا فِي مُقَابَلَةِ سَيِّئَاتِهِمْ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ بَابِ الْمُشَاكَلَةِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا [ الشُّورَى : 40 ] ، ثُمَّ أَوْعَدَ - سُبْحَانَهُ - الْكُفَّارَ فِي عَصْرِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ الْمَوْجُودِينَ مِنَ الْكُفَّارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا كَمَا أَصَابَ مَنْ قَبْلَهُمْ ، وَقَدْ أَصَابَهُمْ فِي الدُّنْيَا مَا أَصَابَهُمْ مِنَ الْقَحْطِ وَالْقَتْلِ وَالْأَسْرِ وَالْقَهْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ أَيْ : بِفَائِتِينَ عَلَى اللَّهِ بَلْ مَرْجِعُهُمْ إِلَيْهِ يَصْنَعُ بِهِمْ مَا شَاءَ مِنَ الْعُقُوبَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=52أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ أَيْ : يُوَسِّعُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ أَنْ يُوَسِّعَهُ لَهُ وَيَقْدِرُ أَيْ : يَقْبِضُهُ لِمَنْ يَشَاءُ أَنْ يَقْبِضَهُ وَيُضَيِّقَهُ عَلَيْهِ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : وَعَظَهُمُ اللَّهُ لِيَعْتَبِرُوا فِي تَوْحِيدِهِ ، وَذَلِكَ حِينَ مُطِرُوا بَعْدَ سَبْعِ سِنِينَ ، فَقَالَ : أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُوَسِّعُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُقَتِّرُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=52إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَيْ : فِي ذَلِكَ الْمَذْكُورِ لَدَلَالَاتٍ عَظِيمَةً وَعَلَامَاتٍ جَلِيلَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=52لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ وَخَصَّ الْمُؤْمِنِينَ ; لِأَنَّهُمُ الْمُنْتَفِعُونَ بِالْآيَاتِ الْمُتَفَكِّرُونَ فِيهَا ثُمَّ لَمَّا ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - مَا ذَكَرَهُ مِنَ الْوَعِيدِ عَقَّبَهُ بِذِكْرِ سَعَةِ رَحْمَتِهِ وَعَظِيمِ مَغْفِرَتِهِ .
وَأَمَرَ رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُبَشِّرَهُمْ بِذَلِكَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=29010_29693_29694_20003قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ الْمُرَادُ بِالْإِسْرَافِ الْإِفْرَاطُ فِي الْمَعَاصِي وَالِاسْتِكْثَارُ مِنْهَا .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53لَا تَقْنَطُوا : لَا تَيْأَسُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ مِنْ مَغْفِرَتِهِ .
ثُمَّ لَمَّا نَهَاهُمْ عَنِ الْقُنُوطِ أَخْبَرَهُمْ بِمَا يَدْفَعُ ذَلِكَ وَيَرْفَعُهُ وَيَجْعَلُ الرَّجَاءَ مَكَانَ الْقُنُوطِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا .
وَاعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ أَرْجَى آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - لِاشْتِمَالِهَا عَلَى أَعْظَمِ بِشَارَةٍ ، فَإِنَّهُ أَوَّلًا أَضَافَ الْعِبَادَ إِلَى نَفْسِهِ لِقَصْدِ تَشْرِيفِهِمْ وَمَزِيدِ تَبْشِيرِهِمْ ، ثُمَّ وَصَفَهُمْ بِالْإِسْرَافِ فِي الْمَعَاصِي وَالِاسْتِكْثَارِ مِنَ الذُّنُوبِ ، ثُمَّ عَقَّبَ ذَلِكَ بِالنَّهْيِ عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=20003الْقُنُوطِ مِنَ الرَّحْمَةِ لِهَؤُلَاءِ الْمُسْتَكْثِرِينَ مِنَ الذُّنُوبِ ، فَالنَّهْيُ عَنِ الْقُنُوطِ لِلْمُذْنِبِينَ غَيْرِ الْمُسْرِفِينَ مِنْ بَابِ الْأَوْلَى وَبِفَحْوَى الْخِطَابِ ، ثُمَّ جَاءَ بِمَا لَا يُبْقِي بَعْدَهُ شَكٌّ وَلَا يَتَخَالَجُ الْقَلْبَ عِنْدَ سَمَاعِهِ ظَنٌّ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ فَالْأَلِفُ وَاللَّامُ قَدْ صَيَّرَتِ الْجَمْعَ الَّذِي دَخَلَتْ عَلَيْهِ لِلْجِنْسِ الَّذِي يَسْتَلْزِمُ اسْتِغْرَاقَ أَفْرَادِهِ ، فَهُوَ فِي قُوَّةِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ كُلَّ ذَنْبٍ كَائِنًا مَا كَانَ ، إِلَّا مَا أَخْرَجَهُ النَّصُّ الْقُرْآنِيُّ وَهُوَ الشِّرْكُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [ النِّسَاءِ : 48 ، 116 ] ثُمَّ لَمْ يَكْتَفِ بِمَا أَخْبَرَ عِبَادَهُ بِهِ مِنْ مَغْفِرَةِ كُلِّ ذَنْبٍ ، بَلْ أَكَّدَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ : جَمِيعًا فَيَا لَهَا مِنْ بِشَارَةٍ تَرْتَاحُ لَهَا قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُحْسِنِينَ ظَنَّهُمْ بِرَبِّهِمُ الصَّادِقِينَ فِي رَجَائِهِ . الْخَالِعِينَ لِثِيَابِ الْقُنُوطِ الرَّافِضِينَ لِسُوءِ الظَّنِّ بِمَنْ لَا يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ ، وَلَا يَبْخَلُ بِمَغْفِرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ عَلَى عِبَادِهِ الْمُتَوَجِّهِينَ إِلَيْهِ فِي طَلَبِ الْعَفْوِ الْمُلْتَجِئِينَ بِهِ فِي مَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِمْ وَمَا أَحْسَنَ مَا عَلَّلَ - سُبْحَانَهُ - بِهِ هَذَا الْكَلَامَ قَائِلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=29010_29693_29694إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
أَيْ : كَثِيرُ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ عَظِيمُهُمَا بَلِيغُهُمَا وَاسِعُهُمَا ، فَمَنْ أَبَى هَذَا التَّفَضُّلَ الْعَظِيمَ وَالْعَطَاءَ الْجَسِيمَ ، وَظَنَّ أَنَّ تَقْنِيطَ عِبَادِ اللَّهِ وَتَأْيِيسَهُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ أَوْلَى بِهِمْ مِمَّا بَشَّرَهُمُ اللَّهُ بِهِ ، فَقَدْ رَكِبَ أَعْظَمَ الشَّطَطِ وَغَلِطَ أَقْبَحَ الْغَلَطِ ، فَإِنَّ التَّبْشِيرَ وَعَدَمَ التَّقْنِيطِ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ مَوَاعِيدُ اللَّهِ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ ، وَالْمَسْلَكَ الَّذِي سَلَكَهُ رَسُولُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كَمَا صَحَّ عَنْهُ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019923يَسِّرُّوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا .
وَإِذَا تَقَرَّرَ لَكَ هَذَا فَاعْلَمْ أَنَّ الْجَمْعَ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ وَبَيْنَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [ النِّسَاءِ : 116 ، 48 ] وَهُوَ أَنَّ كُلَّ ذَنْبٍ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَدَا الشِّرْكَ بِاللَّهِ مَغْفُورٌ لِمَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ، عَلَى أَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ إِخْبَارَهُ لَنَا بِأَنَّهُ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَشَاءُ غُفْرَانَهَا جَمِيعًا ، وَذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ أَنَّهُ يَشَاءُ الْمَغْفِرَةَ لِكُلِّ الْمُذْنِبِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يَبْقَ بَيْنَ الْآيَتَيْنِ تَعَارُضٌ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ .
وَأَمَّا مَا يَزْعُمُهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ مِنْ تَقْيِيدِ هَذِهِ الْآيَةِ بِالتَّوْبَةِ وَأَنَّهَا لَا تَغْفِرُ إِلَّا ذُنُوبَ التَّائِبِينَ ، وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ لِلْجَمْعِ بَيْنَ الْآيَاتِ .
فَهُوَ جَمْعٌ بَيْنَ الضَّبِّ وَالنُّونِ ، وَبَيْنَ الْمَلَّاحِ وَالْحَادِي ، وَعَلَى نَفْسِهَا بَرَاقِشُ تَجْنِي ، وَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْبِشَارَةُ الْعَظِيمَةُ مُقَيَّدَةً بِالتَّوْبَةِ لَمْ يَكُنْ لَهَا كَثِيرُ مَوْقِعٍ ، فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32482التَّوْبَةَ مِنَ الْمُشْرِكِ يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ بِهَا مَا فَعَلَهُ مِنَ الشِّرْكِ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ ، وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [ النِّسَاءِ : 116 ، 48 ]
[ ص: 1288 ] فَلَوْ كَانَتِ التَّوْبَةُ قَيْدًا فِي الْمَغْفِرَةِ لَمْ يَكُنْ لِلتَّنْصِيصِ عَلَى الشِّرْكِ فَائِدَةٌ ، وَقَدْ قَالَ - سُبْحَانَهُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=6وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ [ الرَّعْدِ : 6 ] قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : الْمُفَسِّرُونَ كُلُّهُمْ قَالُوا : إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ فِي قَوْمٍ خَافُوا إِنْ أَسْلَمُوا أَنْ لَا يَغْفِرَ لَهُمْ مَا جَنَوْا مِنَ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ ، كَالشِّرْكِ وَقَتْلِ النَّفْسِ وَمُعَادَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
قُلْتُ : هَبْ أَنَّهَا فِي هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ ، فَكَانَ مَاذَا ؟ فَإِنَّ الِاعْتِبَارَ بِمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْعُمُومِ لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ كَمَا هُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَلَوْ كَانَتِ الْآيَاتُ الْقُرْآنِيَّةُ وَالْأَحَادِيثُ النَّبَوِيَّةُ مُقَيَّدَةً بِأَسْبَابِهَا غَيْرَ مُتَجَاوِزَةٍ لَهَا لَارْتَفَعَتْ أَكْثَرُ التَّكَالِيفِ عَنِ الْأُمَّةِ إِنْ لَمْ تَرْتَفِعْ كُلُّهَا ، وَاللَّازِمُ بَاطِلٌ بِالْإِجْمَاعِ ، فَالْمَلْزُومُ مِثْلُهُ .
وَفِي السُّنَّةِ الْمُطَهَّرَةِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الثَّابِتَةِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا فِي هَذَا الْبَابِ مَا إِنْ عَرَفَهُ الْمُطَّلِعُ عَلَيْهِ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ وَقَدَرَهُ حَقَّ قَدْرِهِ عَلِمَ صِحَّةَ مَا ذَكَرْنَاهُ وَعَرَفَ حَقِيَقَةَ مَا حَرَّرْنَاهُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " يَا عِبَادِي " بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ وَصْلًا وَوَقْفًا ، وَرَوَى
أَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ : أَنَّهُ يَقِفُ بِغَيْرِ يَاءٍ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ تَقْنَطُوا بِفَتْحِ النُّونِ ، وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِكَسْرِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ أَيِ : ارْجِعُوا إِلَيْهِ بِالطَّاعَةِ . لَمَّا بَشَّرَهُمْ - سُبْحَانَهُ - بِأَنَّهُ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ، أَمَرَهُمْ بِالرُّجُوعِ إِلَيْهِ بِفِعْلِ الطَّاعَاتِ وَاجْتِنَابِ الْمَعَاصِي ، وَلَيْسَ فِي هَذَا مَا يَدُلُّ عَلَى تَقْيِيدِ الْآيَةِ الْأُولَى بِالتَّوْبَةِ لَا بِمُطَابَقَةٍ وَلَا تَضَمُّنٍ وَلَا الْتِزَامٍ ، بَلْ غَايَةُ مَا فِيهَا أَنَّهُ بَشَّرَهُمْ بِتِلْكَ الْبِشَارَةِ الْعُظْمَى ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى الْخَيْرِ وَخَوَّفَهُمْ مِنَ الشَّرِّ ، عَلَى أَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ هَذِهِ الْجُمْلَةَ مُسْتَأْنَفَةٌ خِطَابًا لِلْكُفَّارِ الَّذِينَ لَمْ يُسْلِمُوا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وَأَسْلِمُوا لَهُ جَاءَ بِهَا لِتَحْذِيرِ الْكُفَّارِ وَإِنْذَارِهِمْ بَعْدَ تَرْغِيبِ الْمُسْلِمِينَ بِالْآيَةِ الْأُولَى وَتَبْشِيرِهِمْ ، وَهَذَا وَإِنْ كَانَ بَعِيدًا وَلَكِنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ بِهِ ، وَالْمَعْنَى عَلَى مَا هُوَ الظَّاهِرُ : أَنَّ اللَّهَ جَمَعَ لِعِبَادِهِ بَيْنَ التَّبْشِيرِ الْعَظِيمِ ، وَالْأَمْرِ بِالْإِنَابَةِ إِلَيْهِ وَالْإِخْلَاصِ لَهُ وَالِاسْتِسْلَامِ لِأَمْرِهِ وَالْخُضُوعِ لِحُكْمِهِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ أَيْ : عَذَابُ الدُّنْيَا كَمَا يُفِيدُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ فَلَيْسَ فِي ذَلِكَ مَا يَدُلُّ عَلَى مَا زَعَمَهُ الزَّاعِمُونَ وَتَمَسَّكَ بِهِ الْقَانِطُونَ الْمُقَنِّطُونَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=29010وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ يَعْنِي الْقُرْآنَ ، يَقُولُ : أَحِلُّوا حَلَالَهُ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ ، وَالْقُرْآنُ كُلُّهُ حَسَنٌ . قَالَ
الْحَسَنُ : الْتَزِمُوا طَاعَتَهُ وَاجْتَنِبُوا مَعَاصِيَهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : الْأَحْسَنُ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ .
وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : يَعْنِي الْمُحْكَمَاتِ وَكِلُوا عِلْمَ الْمُتَشَابِهِ إِلَى عَالِمِهِ .
وَقِيلَ : النَّاسِخُ دُونَ الْمَنْسُوخِ . وَقِيلَ : الْعَفْوُ دُونَ الِانْتِقَامِ بِمَا يَحِقُّ فِيهِ الِانْتِقَامُ ، وَقِيلَ : أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ أَخْبَارِ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ أَيْ : مِنْ قَبْلِ أَنْ يُفَاجِئَكُمُ الْعَذَابُ وَأَنْتُمْ غَافِلُونَ عَنْهُ لَا تَشْعُرُونَ بِهِ ، وَقِيلَ : أَرَادَ أَنَّهُمْ يَمُوتُونَ بَغْتَةً فَيَقَعُونَ فِي الْعَذَابِ .
وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِأَنَّ الَّذِي يَأْتِيهِمْ بَغْتَةً هُوَ الْعَذَابُ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالْأَسْرِ وَالْقَهْرِ وَالْخَوْفِ وَالْجَدْبِ ، لَا عَذَابُ الْآخِرَةِ وَلَا الْمَوْتُ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُسْنِدِ الْإِتْيَانَ إِلَيْهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ قَالَ الْبَصْرِيُّونَ : أَيْ : حَذَرًا أَنْ تَقُولَ . وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ : لِئَلَّا تَقُولَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : بَادِرُوا خَوْفَ أَنْ تَقُولَ ، أَوْ حَذَرًا مِنْ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : خَوْفَ أَنْ تَصِيرُوا إِلَى حَالٍ تَقُولُونَ فِيهَا : يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ، قِيلَ : وَالْمُرَادُ بِالنَّفْسِ هُنَا النَّفْسُ الْكَافِرَةُ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِهِ التَّكْثِيرُ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=14عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ [ التَّكْوِيرِ : 14 ] .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56يَاحَسْرَتَا بِالْأَلِفِ بَدَلًا مِنَ الْيَاءِ الْمُضَافِ إِلَيْهَا ، وَالْأَصْلُ : يَا حَسْرَتِي ، وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ " يَا حَسْرَتَاهُ " بِهَاءِ السَّكْتِ وَقْفًا ، وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ " يَا حَسْرَتِي " بِالْيَاءِ عَلَى الْأَصْلِ .
وَالْحَسْرَةُ : النَّدَامَةُ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ ، قَالَهُ
الْحَسَنُ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي ذِكْرِ اللَّهِ ، وَيَعْنِي بِهِ : الْقُرْآنَ وَالْعَمَلَ بِهِ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56فِي جَنْبِ اللَّهِ أَيْ : فِي ثَوَابِ اللَّهِ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : الْجَنْبُ : الْقُرْبُ وَالْجِوَارُ أَيْ : فِي قُرْبِ اللَّهِ وَجِوَارِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ [ النِّسَاءِ : 36 ] وَالْمَعْنَى عَلَى هَذَا الْقَوْلِ ، عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي طَلَبِ جَنْبِ اللَّهِ أَيْ : فِي طَلَبِ جِوَارِهِ وَقُرْبِهِ وَهُوَ الْجَنَّةُ ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ أَيْ : فَرَّطْتُ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي هُوَ طَرِيقُ اللَّهِ مِنْ تَوْحِيدِهِ وَالْإِقْرَارِ بِنُبُوَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَى هَذَا فَالْجَنْبُ بِمَعْنَى الْجَانِبِ أَيْ : قَصَّرْتُ فِي الْجَانِبِ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى رِضَا اللَّهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لِلنَّاسِ جَنْبٌ وَالْأَمِيرُ جَنْبُ
أَيِ : النَّاسُ مِنْ جَانِبٍ وَالْأَمِيرُ مِنْ جَانِبٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَيْ : وَمَا كُنْتُ إِلَّا مِنَ الْمُسْتَهْزِئِينَ بِدِينِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا ، وَمَحَلُّ الْجُمْلَةِ النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ .
قَالَ
قَتَادَةُ : لَمْ يَكْفِهِ أَنْ ضَيَّعَ طَاعَةَ اللَّهِ حَتَّى سَخِرَ مِنْ أَهْلِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=29010_28788أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَيْ : لَوْ أَنَّ اللَّهَ أَرْشَدَنِي إِلَى دِينِهِ لَكُنْتُ مِمَّنْ يَتَّقِي الشِّرْكَ وَالْمَعَاصِيَ ، وَهَذَا مِنْ جُمْلَةِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ الْمُشْرِكُونَ مِنَ الْحُجَجِ الزَّائِفَةِ ، وَيَتَعَلَّلُونَ بِهِ مِنَ الْعِلَلِ الْبَاطِلَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=148سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا [ الْأَنْعَامِ : 148 ] فَهِيَ كَلِمَةُ حَقٍّ يُرِيدُونَ بِهَا بَاطِلًا .
ثُمَّ ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - مُقَالَةً أُخْرَى مِمَّا قَالُوا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=58أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً أَيْ : رَجْعَةً إِلَى الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=58فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ الْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ الْمُوَحِّدِينَ لَهُ ، الْمُحْسِنِينَ فِي أَعْمَالِهِمْ ، وَانْتِصَابُ أَكُونَ إِمَّا لِكَوْنِهِ مَعْطُوفًا عَلَى كَرَّةٍ فَإِنَّهَا مَصْدَرٌ ، وَأَكُونُ فِي تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ : كَمَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ :
لَلُبْسُ عَبَاءَةٍ وَتَقَرُّ عَيْنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ لُبْسِ الشُّفُوفِ
وَأَنْشَدَ
الْفَرَّاءُ عَلَى هَذَا :
فَمَا لَكَ مِنْهَا غَيْرُ ذِكْرَى وَخَشْيَةٍ وَتَسْأَلُ عَنْ رُكْبَانِهَا أَيْنَ يَمَّمُوا
وَإِمَّا لِكَوْنِهِ جَوَابَ التَّمَنِّي الْمَفْهُومَ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=58لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً .
ثُمَّ ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - جَوَابَهُ عَلَى هَذِهِ النُّفُوسِ الْمُتَمَنِّيَةِ
[ ص: 1289 ] الْمُتَعَلِّلَةِ بِغَيْرِ عِلَّةٍ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=29010_29468_30531بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ .
الْمُرَادُ بِالْآيَاتِ هِيَ الْآيَاتُ التَّنْزِيلِيَّةُ وَهُوَ الْقُرْآنُ .
وَمَعْنَى التَّكْذِيبِ بِهَا قَوْلُهُ : إِنَّهَا لَيْسَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَتَكَبُّرٌ عَنِ الْإِيمَانِ بِهَا ، وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ التَّكْذِيبِ وَالِاسْتِكْبَارِ مِنَ الْكَافِرِينَ بِاللَّهِ .
وَجَاءَ - سُبْحَانَهُ - بِخِطَابِ الْمُذَكَّرِ فِي قَوْلِهِ : جَاءَتْكَ وَكَذَّبْتَ وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ ؛ لِأَنَّ النَّفْسَ تُطْلَقُ عَلَى الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : تَقُولُ الْعَرَبُ : نَفْسٌ وَاحِدٌ أَيْ : إِنْسَانٌ وَاحِدٌ ، وَبِفَتْحِ التَّاءِ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ .
وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ nindex.php?page=showalam&ids=17344وَيَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ بِكَسْرِهَا فِي جَمِيعِهَا ، وَهِيَ قِرَاءَةُ
أَبِي بَكْرٍ وَابْنَتِهِ
عَائِشَةَ nindex.php?page=showalam&ids=54وَأُمِّ سَلَمَةَ ، وَرُوِيَتْ عَنِ
ابْنِ كَثِيرٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=29010_30539وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَيْ : تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ بِأَنَّ لَهُ شُرَكَاءَ وَصَاحِبَةً وَوَلَدًا وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ لِمَا أَحَاطَ بِهِمْ مِنَ الْعَذَابِ ، وَشَاهَدُوهُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَنِقْمَتِهِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ .
قَالَ
الْأَخْفَشُ : تَرَى غَيْرَ عَامِلٍ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ، إِنَّمَا هُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ ، وَالْأَوْلَى أَنْ تَرَى إِنْ كَانَتْ مِنَ الرُّؤْيَةِ الْبَصَرِيَّةِ ، فَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ حَالِيَّةٌ ، وَإِنْ كَانَتْ قَلْبِيَّةً فَهِيَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى أَنَّهَا الْمَفْعُولُ الثَّانِي لِتَرَى ، وَالِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ لِلتَّقْرِيرِ أَيْ : لَيْسَ فِيهَا مَقَامٌ لِلْمُتَكَبِّرِينَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ ، وَالْكِبْرُ هُوَ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ كَمَا ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا أَيِ : اتَّقَوُا الشِّرْكَ وَمَعَاصِيَ اللَّهِ ، وَالْبَاءُ فِي بِمَفَازَتِهِمْ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ هُوَ حَالٌ مِنَ الْمَوْصُولِ أَيْ : مُلْتَبِسِينَ بِمَفَازَتِهِمْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61بِمَفَازَتِهِمْ بِالْإِفْرَادِ عَلَى أَنَّهَا مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ ، وَالْفَوْزُ : الظَّفَرُ بِالْخَيْرِ وَالنَّجَاةُ مِنَ الشَّرِّ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : الْمَفَازَةُ مَفْعَلَةٌ مِنَ الْفَوْزِ وَهُوَ السَّعَادَةُ ، وَإِنْ جُمِعَ فَحَسُنٌ : كَقَوْلِكَ السَّعَادَةُ وَالسَّعَادَاتُ .
وَالْمَعْنَى : يُنْجِيهِمُ اللَّهُ بِفَوْزِهِمْ أَيْ : بِنَجَاتِهِمْ مِنَ النَّارِ وَفَوْزِهِمْ بِالْجَنَّةِ .
وَقَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَأَبُو بَكْرٍ " بِمَفَازَاتِهِمْ " جَمْعُ مَفَازَةٍ ، وَجَمْعُهَا مَعَ كَوْنِهَا مَصْدَرًا لِاخْتِلَافِ الْأَنْوَاعِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنَ الْمَوْصُولِ ، وَكَذَلِكَ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ أَيْ : يَنْفِي السُّوءَ وَالْحُزْنَ عَنْهُمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْبَاءُ فِي " بِمَفَازَتِهِمْ " لِلسَّبَبِيَّةِ أَيْ : بِسَبَبِ فَوْزِهِمْ مَعَ انْتِفَاءِ مَسَاسِ السُّوءِ لَهُمْ وَعَدَمِ وُصُولِ الْحُزْنِ إِلَى قُلُوبِهِمْ لِأَنَّهُمْ رَضُوا بِثَوَابِ اللَّهِ وَأَمِنُوا مِنْ عِقَابِهِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ
السُّيُوطِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أُنْزِلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا الْآيَةَ فِي مُشْرِكِي أَهْلِ
مَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ قَالَ : كُنَّا نَقُولُ لَيْسَ لِمُفْتَتِنٍ تَوْبَةٌ وَمَا اللَّهُ بِقَابِلٍ مِنْهُ شَيْئًا ، عَرَفُوا اللَّهَ وَآمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوا رَسُولَهُ ثُمَّ رَجَعُوا عَنْ ذَلِكَ لِبَلَاءٍ أَصَابَهُمْ ، وَكَانُوا يَقُولُونَهُ لِأَنْفُسِهِمْ ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
الْمَدِينَةَ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا الْآيَاتِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ : فَكَتَبْتُهَا بِيَدِي ، ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8861هِشَامِ بْنِ الْعَاصِي .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : لَمَّا أَسْلَمَ
وَحْشِيٌّ أَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [ الْفُرْقَانِ : 68 ] قَالَ
وَحْشِيٌّ وَأَصْحَابُهُ : قَدِ ارْتَكَبْنَا هَذَا كُلَّهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021310خَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَضْحَكُونَ وَيَتَحَدَّثُونَ فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَأَبْكَى الْقَوْمَ ، وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : يَا مُحَمَّدُ لِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي فَرَجَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : أَبْشِرُوا وَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيمَنْ أُفْتِنَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي مُشْرِكِي
مَكَّةَ لَمَّا قَالُوا : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ لَهُمْ مَا قَدِ اقْتَرَفُوهُ مِنَ الشِّرْكِ وَقَتْلِ الْأَنْفُسِ وَغَيْرِ ذَلِكَ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=99ثَوْبَانَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021311مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الْآيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، فَقَالَ رَجُلٌ وَمَنْ أَشْرَكَ ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : أَلَا ، وَمَنْ أَشْرَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو دَاوُدَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12590وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي الْمَصَاحِفِ
وَالْحَاكِمُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10382أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021312يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا وَلَا يُبَالِي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى قَاضٍ يُذَكِّرُ النَّاسَ فَقَالَ : يَا مُذَكِّرَ النَّاسِ لَا تُقَنِّطِ النَّاسَ ، ثُمَّ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنِ سِيرِينَ قَالَ : قَالَ
عَلِيٌّ : أَيُّ آيَةٍ أَوْسَعُ ؟ فَجَعَلُوا يَذْكُرُونَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=110وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ [ النِّسَاءِ : 11 ] الْآيَةَ وَنَحْوَهَا ، فَقَالَ
عَلِيٌّ : مَا فِي الْقُرْآنِ أَوْسَعُ مِنْ يَا عِبَادِيَ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ الْآيَةَ قَالَ : قَدْ دَعَا اللَّهُ إِلَى مَغْفِرَتِهِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ
الْمَسِيحَ ابْنُ اللَّهِ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ
عُزَيْرًا ابْنُ اللَّهِ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ يَدَ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ يَقُولُ لِهَؤُلَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=74أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [ الْمَائِدَةِ : 74 ] ثُمَّ دَعَا إِلَى تَوْبَتِهِ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ قَوْلًا مِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=24فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى [ النَّازِعَاتِ : 24 ] وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [ الْقَصَصِ : 38 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : وَمَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=32478_20003آيَسَ الْعِبَادَ مِنَ التَّوْبَةِ بَعْدَ هَذَا فَقَدْ جَحَدَ كِتَابَ اللَّهِ ، وَلَكِنْ لَا يَقْدِرُ الْعَبْدُ أَنْ
[ ص: 1290 ] يَتُوبَ حَتَّى يَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ قَالَ : أَخْبَرَ اللَّهُ مَا الْعِبَادُ قَائِلُونَ قَبْلَ أَنْ يَقُولُوا ، وَعَلَّمَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا .