nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=30وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=32ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب
ثم كرر ذلك الرجل المؤمن تذكيرهم ، وحذرهم أن ينزل بهم ما نزل بمن قبلهم ، فقال الله حاكيا عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=30وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب أي : مثل يوم عذاب الأمم الماضية الذين تحزبوا على أنبيائهم وأفرد اليوم ; لأن جمع الأحزاب قد أغنى عن جمعه .
ثم فسر الأحزاب فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم أي : مثل حالهم في العذاب ، أو مثل عادتهم في الإقامة على التكذيب ، أو مثل
nindex.php?page=treesubj&link=29468_30351جزاء ما كانوا عليه من الكفر والتكذيب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31وما الله يريد ظلما للعباد أي : لا يعذبهم بغير ذنب ،
nindex.php?page=treesubj&link=30364_30525ونفي الإرادة للظلم يستلزم نفي الظلم بفحوى الخطاب .
ثم زاد في الوعظ والتذكير فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=32ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد قرأ الجمهور " التناد " بتخفيف الدال وحذف الياء ، والأصل التنادي ، وهو التفاعل من النداء ، يقال : تنادى القوم أي : نادى بعضهم بعضا ، وقرأ
الحسن ،
وابن السميفع ويعقوب وابن كثير ومجاهد بإثبات الياء على الأصل ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
والضحاك وعكرمة بتشديد الدال . قال بعض أهل اللغة هو لحن ؛ لأنه من ند يند : إذا مر على
[ ص: 1301 ] وجهه هاربا . قال
النحاس : وهذا غلط ، والقراءة حسنة على معنى التنافي .
قال
الضحاك : في معناه أنهم إذا سمعوا بزفير جهنم ندوا هربا ، فلا يأتون قطرا من أقطار الأرض إلا وجدوا صفوفا من الملائكة فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه ، فذلك قوله :
nindex.php?page=treesubj&link=30291يوم التناد وعلى قراءة الجمهور المعنى : يوم ينادي بعضهم بعضا ، أو ينادي أهل النار أهل الجنة وأهل الجنة أهل النار ، أو ينادى فيه بسعادة السعداء وشقاوة الأشقياء ، أو يوم ينادى فيه كل أناس بإمامهم ، ولا مانع من الحمل على جميع هذه المعاني .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33يوم تولون مدبرين بدل من يوم التناد أي : منصرفين عن الموقف إلى النار ، أو فارين منها .
قال
قتادة ومقاتل : المعنى إلى النار بعد الحساب ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33ما لكم من الله من عاصم في محل نصب على الحال أي : ما لكم من يعصمكم من عذاب الله ويمنعكم منه
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33ومن يضلل الله فما له من هاد يهديه إلى طريق الرشاد .
ثم زاد في وعظهم وتذكيرهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات أي :
يوسف بن يعقوب ، والمعنى : أن
يوسف بن يعقوب جاءهم بالمعجزات والآيات الواضحات من قبل مجيء
موسى إليهم أي : جاء إلى آبائكم ، فجعل المجيء إلى الآباء مجيئا إلى الأبناء .
وقيل : المراد
بيوسف هنا
يوسف بن إفراثيم بن يوسف بن يعقوب ، وكان أقام فيهم نبيا عشرين سنة .
وحكى
النقاش عن
الضحاك أن الله بعث إليهم رسولا من الجن يقال : له
يوسف ، والأول أولى .
وقد قيل : إن
فرعون موسى أدرك أيام
يوسف بن يعقوب لطول عمره
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34فما زلتم في شك مما جاءكم به من البينات ولم تؤمنوا به حتى إذا هلك
يوسف nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا فكفروا به في حياته وكفروا بمن بعده من الرسل بعد موته
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب أي : مثل ذلك الضلال الواضح يضل الله من هو مسرف في معاصي الله مستكثر منها مرتاب في دين الله شاك في وحدانيته ووعده ووعيده .
والموصول في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الذين يجادلون في آيات الله بدل من من ، والجمع باعتبار معناها ، أو بيان لها ، أو صفة ، أو في محل نصب بإضمار أعني ، أو خبر مبتدأ محذوف أي : هم الذين ، أو مبتدأ وخبره يطبع بغير سلطان متعلق بـ يجادلون أي : يجادلون في آيات الله بغير حجة واضحة ، و أتاهم صفة لسلطان
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا يحتمل أن يراد به التعجب ، وأن يراد به الذم كبئس ، وفاعل كبر ضمير يعود إلى الجدال المفهوم من يجادلون ، وقيل : فاعله ضمير يعود إلى من في من هو مسرف والأول أولى .
وقوله : عند الله متعلق بـ كبر ، وكذلك عند الذين آمنوا قيل : هذا من كلام الرجل المؤمن ، وقيل : ابتداء كلام من الله - سبحانه -
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار أي : كما طبع على قلوب هؤلاء المجادلين فكذلك يطبع أي : يختم على كل قلب متكبر جبار .
قرأ الجمهور بإضافة قلب إلى متكبر ، واختار هذه القراءة
أبو عبيد ، وفي الكلام حذف ، وتقديره : كذلك
nindex.php?page=treesubj&link=18682_18688يطبع الله على كل قلب كل متكبر ، فحذف كل الثانية لدلالة الأولى عليها ، والمعنى : أنه - سبحانه - يطبع على قلوب جميع المتكبرين الجبارين ، وقرأ
أبو عمرو وابن محيصن ،
وابن ذكوان عن أهل
الشام بتنوين قلب على أن متكبر صفة له ، فيكون القلب مرادا به الجملة ؛ لأن القلب هو محل التكبر وسائر الأعضاء تبع له في ذلك ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود " على قلب كل متكبر " .
ثم لما سمع
فرعون هذا رجع إلى تكبره وتجبره معرضا عن الموعظة نافرا من قبولها وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36ياهامان ابن لي صرحا أي : قصرا مشيدا كما تقدم بيان تفسيره
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36لعلي أبلغ الأسباب أي : الطرق .
قال
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري والسدي والأخفش : هي الأبواب . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أسباب السماوات بيان للأسباب ؛ لأن
nindex.php?page=treesubj&link=20831الشيء إذا أبهم ثم فسر كان أوقع في النفوس ، وأنشد
الأخفش عند تفسيره للآية بيت
زهير :
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ولو رام أسباب السماء بسلم
وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أسباب السماوات الأمور التي يستمسك بها
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فأطلع إلى إله موسى قرأ الجمهور بالرفع عطفا على أبلغ ، فهو على هذا داخل في حيز الترجي .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج والسلمي ،
وعيسى بن عمر وحفص بالنصب على جواب الأمر في قوله : ابن لي أو على جواب الترجي كما قال
أبو عبيدة وغيره .
قال
النحاس : ومعنى النصب خلاف معنى الرفع ؛ لأن معنى النصب : متى بلغت الأسباب اطلعت ، ومعنى الرفع : لعلي أبلغ الأسباب ولعلي أطلع بعد ذلك ، وفي هذا دليل على أن
فرعون كان بمكان من الجهل عظيم ، وبمنزلة من فهم حقائق الأشياء سافلة جدا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وإني لأظنه كاذبا أي : وإني لأظن
موسى كاذبا في ادعائه بأن له إلها ، أو فيما يدعيه من الرسالة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وكذلك زين لفرعون سوء عمله أي : ومثل ذلك التزيين زين الشيطان
لفرعون سوء عمله من الشرك والتكذيب ، فتمادى في الغي واستمر على الطغيان وصد عن السبيل أي : سبيل الرشاد .
قرأ الجمهور " وصد " بفتح الصاد والدال أي : صد
فرعون الناس عن السبيل ، وقرأ الكوفيون و صد بضم الصاد مبنيا للمفعول ، واختار هذه القراءة
أبو عبيد وأبو حاتم ، ولعل وجه الاختيار لها منهما كونها مطابقة لما أجمعوا عليه في زين من البناء للمفعول ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يحيى بن وثاب وعلقمة " صد " بكسر الصاد ، وقرأ
ابن أبي إسحاق وعبد الرحمن بن أبي بكرة بفتح الصاد وضم الدال منونا على أنه مصدر معطوف على سوء عمله أي : زين له الشيطان سوء العمل والصد
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وما كيد فرعون إلا في تباب التباب : الخسار والهلاك ومنه
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب [ المسد : 1 ] .
ثم إن ذلك الرجل المؤمن أعاد التذكير والتحذير كما حكى الله عنه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38وقال الذي آمن ياقوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد أي : اقتدوا بي في الدين أهدكم طريق الرشاد ، وهو الجنة ، وقيل : هذا من قول
موسى ، والأول أولى .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل " الرشاد " بتشديد
[ ص: 1302 ] الشين كما تقدم قريبا في قول
فرعون ووقع في المصحف اتبعون بدون ياء ، وكذلك قرأ
أبو عمرو ونافع بحذفها في الوقف وإثباتها في الوصل ، وقرأ
يعقوب وابن كثير بإثباتها وصلا ووقفا وقرأ الباقون بحذفها وصلا ووقفا فمن أثبتها فعلى ما هو الأصل ، ومن حذفها فلكونها حذفت في المصحف .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع يتمتع بها أياما ثم تنقطع وتزول
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39وإن الآخرة هي دار القرار أي : الاستقرار لكونها دائمة لا تنقطع ومستمرة لا تزول .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40nindex.php?page=treesubj&link=29011_29468_29494_30525من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها أي : من عمل في دار الدنيا معصية من المعاصي كائنة ما كانت فلا يجزى إلا مثلها ولا يعذب إلا بقدرها ، والظاهر شمول الآية لكل ما يطلق عليه اسم السيئة ، وقيل : هي خاصة بالشرك ، ولا وجه لذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن أي : من عمل عملا صالحا مع كونه مؤمنا بالله وبما جاءت به رسله فأولئك الذين جمعوا بين العمل الصالح والإيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب أي : بغير تقدير ومحاسبة .
قال
مقاتل : يقول لا تبعة عليهم فيما يعطون في الجنة من الخير ، وقيل : العمل الصالح ، هو لا إله إلا الله .
قرأ الجمهور يدخلون بفتح التحتية مبنيا للفاعل .
وقرأ
ابن كثير وابن محيصن وأبو عمرو ويعقوب ،
وأبو بكر عن
عاصم بضمها مبنيا للمفعول .
وقد أخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مثل دأب قال : مثل حال .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد عن
قتادة nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31مثل دأب قوم نوح قال : هم الأحزاب : قوم
نوح وعاد وثمود .
وأخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات قال : رؤيا
يوسف ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الذين يجادلون في آيات الله قال : يهود .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : إلا في تباب قال : خسران . وأخرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
مجاهد نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39إنما هذه الحياة الدنيا متاع قال : الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021333إن الحياة الدنيا متاع وليس من متاعها شيء أفضل من المرأة الصالحة ، التي إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالها .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=30وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=32وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ
ثُمَّ كَرَّرَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ تَذْكِيرَهُمْ ، وَحَذَّرَهُمْ أَنْ يَنْزِلَ بِهِمْ مَا نَزَلَ بِمَنْ قَبْلَهُمْ ، فَقَالَ اللَّهُ حَاكِيًا عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=30وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ أَيْ : مِثْلَ يَوْمِ عَذَابِ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ الَّذِينَ تَحَزَّبُوا عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ وَأَفْرَدَ الْيَوْمَ ; لِأَنَّ جَمْعَ الْأَحْزَابِ قَدْ أَغْنَى عَنْ جَمْعِهِ .
ثُمَّ فَسَّرَ الْأَحْزَابَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ أَيْ : مِثْلَ حَالِهِمْ فِي الْعَذَابِ ، أَوْ مِثْلَ عَادَتِهِمْ فِي الْإِقَامَةِ عَلَى التَّكْذِيبِ ، أَوْ مِثْلَ
nindex.php?page=treesubj&link=29468_30351جَزَاءِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالتَّكْذِيبِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ أَيْ : لَا يُعَذِّبُهُمْ بِغَيْرِ ذَنْبٍ ،
nindex.php?page=treesubj&link=30364_30525وَنَفْيُ الْإِرَادَةِ لِلظُّلْمِ يَسْتَلْزِمُ نَفْيَ الظُّلْمِ بِفَحْوَى الْخِطَابِ .
ثُمَّ زَادَ فِي الْوَعْظِ وَالتَّذْكِيرِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=32وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ " التَّنَادِ " بِتَخْفِيفِ الدَّالِ وَحَذْفِ الْيَاءِ ، وَالْأَصْلُ التَّنَادِي ، وَهُوَ التَّفَاعُلُ مِنَ النِّدَاءِ ، يُقَالُ : تَنَادَى الْقَوْمُ أَيْ : نَادَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَابْنُ السَّمَيْفَعِ وَيَعْقُوبُ وَابْنُ كَثِيرٍ وَمُجَاهِدٌ بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ عَلَى الْأَصْلِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَالضَّحَّاكُ وَعِكْرِمَةُ بِتَشْدِيدِ الدَّالِ . قَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ هُوَ لَحْنٌ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ نَدَّ يَنِدُّ : إِذَا مَرَّ عَلَى
[ ص: 1301 ] وَجْهِهِ هَارِبًا . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَهَذَا غَلَطٌ ، وَالْقِرَاءَةُ حَسَنَةٌ عَلَى مَعْنَى التَّنَافِي .
قَالَ
الضَّحَّاكُ : فِي مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ إِذَا سَمِعُوا بِزَفِيرِ جَهَنَّمَ نَدُّوا هَرَبًا ، فَلَا يَأْتُونَ قُطْرًا مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ إِلَّا وَجَدُوا صُفُوفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَيَرْجِعُونَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانُوا فِيهِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=30291يَوْمَ التَّنَادِ وَعَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ الْمَعْنَى : يَوْمَ يُنَادِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، أَوْ يُنَادِي أَهْلُ النَّارِ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَأَهْلُ الْجَنَّةِ أَهْلَ النَّارِ ، أَوْ يُنَادَى فِيهِ بِسَعَادَةِ السُّعَدَاءِ وَشَقَاوَةِ الْأَشْقِيَاءِ ، أَوْ يَوْمَ يُنَادَى فِيهِ كُلُّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ، وَلَا مَانِعَ مِنَ الْحَمْلِ عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الْمَعَانِي .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ بَدَلٌ مِنْ يَوْمِ التَّنَادِ أَيْ : مُنْصَرِفِينَ عَنِ الْمَوْقِفِ إِلَى النَّارِ ، أَوْ فَارِّينَ مِنْهَا .
قَالَ
قَتَادَةُ وَمُقَاتِلٌ : الْمَعْنَى إِلَى النَّارِ بَعْدَ الْحِسَابِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ أَيْ : مَا لَكُمْ مَنْ يَعْصِمُكُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَيَمْنَعُكُمْ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=33وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ يَهْدِيهِ إِلَى طَرِيقِ الرَّشَادِ .
ثُمَّ زَادَ فِي وَعْظِهِمْ وَتَذْكِيرِهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ أَيْ :
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ
يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ جَاءَهُمْ بِالْمُعْجِزَاتِ وَالْآيَاتِ الْوَاضِحَاتِ مِنْ قَبْلِ مَجِيءِ
مُوسَى إِلَيْهِمْ أَيْ : جَاءَ إِلَى آبَائِكُمْ ، فَجَعَلَ الْمَجِيءَ إِلَى الْآبَاءِ مَجِيئًا إِلَى الْأَبْنَاءِ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ
بِيُوسُفَ هُنَا
يُوسُفُ بْنُ إِفْرَاثِيمَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ ، وَكَانَ أَقَامَ فِيهِمْ نَبِيًّا عِشْرِينَ سَنَةً .
وَحَكَى
النَّقَّاشُ عَنِ
الضَّحَّاكِ أَنَّ اللَّهَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا مِنَ الْجِنِّ يُقَالُ : لَهُ
يُوسُفُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ
فِرْعَوْنَ مُوسَى أَدْرَكَ أَيَّامَ
يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ لِطُولِ عُمْرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ
يُوسُفُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا فَكَفَرُوا بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَكَفَرُوا بِمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الرُّسُلِ بَعْدَ مَوْتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ أَيْ : مِثْلُ ذَلِكَ الضَّلَالِ الْوَاضِحِ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ فِي مَعَاصِي اللَّهِ مُسْتَكْثِرٌ مِنْهَا مُرْتَابٌ فِي دِينِ اللَّهِ شَاكٌّ فِي وَحْدَانِيَّتِهِ وَوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ .
وَالْمَوْصُولُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بَدَلٌ مِنْ مَنْ ، وَالْجَمْعُ بِاعْتِبَارِ مَعْنَاهَا ، أَوْ بَيَانٌ لَهَا ، أَوْ صِفَةٌ ، أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ بِإِضْمَارِ أَعْنِي ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : هُمُ الَّذِينَ ، أَوْ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ يَطْبَعُ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ مُتَعَلِّقٌ بِـ يُجَادِلُونَ أَيْ : يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ حُجَّةٍ وَاضِحَةٍ ، وَ أَتَاهُمْ صِفَةٌ لِسُلْطَانٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا يُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِهِ التَّعَجُّبُ ، وَأَنْ يُرَادَ بِهِ الذَّمُّ كَبِئْسَ ، وَفَاعِلُ كَبُرَ ضَمِيرٌ يَعُودُ إِلَى الْجِدَالِ الْمَفْهُومِ مِنْ يُجَادِلُونَ ، وَقِيلَ : فَاعِلُهُ ضَمِيرٌ يَعُودُ إِلَى مَنْ فِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَقَوْلُهُ : عِنْدَ اللَّهِ مُتَعَلِّقٌ بِـ كَبُرَ ، وَكَذَلِكَ عِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا قِيلَ : هَذَا مِنْ كَلَامِ الرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ ، وَقِيلَ : ابْتِدَاءُ كَلَامٍ مِنَ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ -
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ أَيْ : كَمَا طَبَعَ عَلَى قُلُوبِ هَؤُلَاءِ الْمُجَادِلِينَ فَكَذَلِكَ يَطْبَعُ أَيْ : يَخْتِمُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِإِضَافَةِ قَلْبٍ إِلَى مُتَكَبِّرٍ ، وَاخْتَارَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو عُبَيْدٍ ، وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ ، وَتَقْدِيرُهُ : كَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=18682_18688يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ ، فَحُذِفَ كُلٌّ الثَّانِيَةُ لِدَلَالَةِ الْأُولَى عَلَيْهَا ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ - سُبْحَانَهُ - يَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ جَمِيعِ الْمُتَكَبِّرِينَ الْجَبَّارِينَ ، وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ مُحَيْصِنٍ ،
وَابْنُ ذَكْوَانَ عَنْ أَهْلِ
الشَّامِ بِتَنْوِينِ قَلْبِ عَلَى أَنَّ مُتَكَبِّرٍ صِفَةٌ لَهُ ، فَيَكُونُ الْقَلْبُ مُرَادًا بِهِ الْجُمْلَةُ ؛ لِأَنَّ الْقَلْبَ هُوَ مَحَلُّ التَّكَبُّرِ وَسَائِرُ الْأَعْضَاءِ تَبَعٌ لَهُ فِي ذَلِكَ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ " عَلَى قَلْبِ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ " .
ثُمَّ لَمَّا سَمِعَ
فِرْعَوْنُ هَذَا رَجَعَ إِلَى تَكَبُّرِهِ وَتَجَبُّرِهِ مُعْرِضًا عَنِ الْمَوْعِظَةِ نَافِرًا مِنْ قَبُولِهَا وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا أَيْ : قَصْرًا مَشِيدًا كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُ تَفْسِيرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَيِ : الطُّرُقَ .
قَالَ
قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ وَالسُّدِّيُّ وَالْأَخْفَشُ : هِيَ الْأَبْوَابُ . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ بَيَانٌ لِلْأَسْبَابِ ؛ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=20831الشَّيْءَ إِذَا أُبْهِمَ ثُمَّ فُسِّرَ كَانَ أَوْقَعَ فِي النُّفُوسِ ، وَأَنْشَدَ
الْأَخْفَشُ عِنْدَ تَفْسِيرِهِ لِلْآيَةِ بَيْتَ
زُهَيْرٍ :
وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ الْمَنَايَا يَنَلْنَهُ وَلَوْ رَامَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ
وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ الْأُمُورُ الَّتِي يُسْتَمْسَكُ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى أَبْلُغُ ، فَهُوَ عَلَى هَذَا دَاخِلٌ فِي حَيِّزِ التَّرَجِّي .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الْأَعْرَجُ وَالسُّلَمِيُّ ،
وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ وَحَفْصٌ بِالنَّصْبِ عَلَى جَوَابِ الْأَمْرِ فِي قَوْلِهِ : ابْنِ لِي أَوْ عَلَى جَوَابِ التَّرَجِّي كَمَا قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَمَعْنَى النَّصْبِ خِلَافُ مَعْنَى الرَّفْعِ ؛ لِأَنَّ مَعْنَى النَّصْبِ : مَتَى بَلَغْتَ الْأَسْبَابَ اطَّلَعْتَ ، وَمَعْنَى الرَّفْعِ : لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ وَلَعَلِّي أَطَّلِعُ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ
فِرْعَوْنَ كَانَ بِمَكَانٍ مِنَ الْجَهْلِ عَظِيمٍ ، وَبِمَنْزِلَةٍ مِنْ فَهْمِ حَقَائِقِ الْأَشْيَاءِ سَافِلَةٍ جِدًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا أَيْ : وَإِنِّي لَأَظُنُّ
مُوسَى كَاذِبًا فِي ادِّعَائِهِ بِأَنَّ لَهُ إِلَهًا ، أَوْ فِيمَا يَدَّعِيهِ مِنَ الرِّسَالَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ أَيْ : وَمِثْلُ ذَلِكَ التَّزْيِينِ زَيَّنَ الشَّيْطَانُ
لِفِرْعَوْنَ سُوءَ عَمَلِهِ مِنَ الشِّرْكِ وَالتَّكْذِيبِ ، فَتَمَادَى فِي الْغَيِّ وَاسْتَمَرَّ عَلَى الطُّغْيَانِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ أَيْ : سَبِيلِ الرَّشَادِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " وَصَدَّ " بِفَتْحِ الصَّادِ وَالدَّالِ أَيْ : صَدَّ
فِرْعَوْنُ النَّاسَ عَنِ السَّبِيلِ ، وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ وَ صُدَّ بِضَمِّ الصَّادِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَاخْتَارَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَلَعَلَّ وَجْهَ الِاخْتِيَارِ لَهَا مِنْهُمَا كَوْنُهَا مُطَابِقَةً لِمَا أَجْمَعُوا عَلَيْهِ فِي زُيِّنَ مِنَ الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ وَعَلْقَمَةُ " صِدَّ " بِكَسْرِ الصَّادِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ بِفَتْحِ الصَّادِ وَضَمِّ الدَّالِ مُنَوَّنًا عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ مَعْطُوفٌ عَلَى سُوءِ عَمَلِهِ أَيْ : زَيَّنَ لَهُ الشَّيْطَانُ سُوءَ الْعَمَلِ وَالصَّدِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ التَّبَابُ : الْخَسَارُ وَالْهَلَاكُ وَمِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ [ الْمَسَدِ : 1 ] .
ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ الْمُؤْمِنَ أَعَادَ التَّذْكِيرَ وَالتَّحْذِيرَ كَمَا حَكَى اللَّهُ عَنْهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ أَيِ : اقْتَدُوا بِي فِي الدِّينِ أَهْدِكُمْ طَرِيقَ الرَّشَادِ ، وَهُوَ الْجَنَّةُ ، وَقِيلَ : هَذَا مِنْ قَوْلِ
مُوسَى ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ " الرَّشَّادِ " بِتَشْدِيدِ
[ ص: 1302 ] الشِّينِ كَمَا تَقَدَّمَ قَرِيبًا فِي قَوْلِ
فِرْعَوْنَ وَوَقَعَ فِي الْمُصْحَفِ اتَّبِعُونِ بِدُونِ يَاءٍ ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَنَافِعٌ بِحَذْفِهَا فِي الْوَقْفِ وَإِثْبَاتِهَا فِي الْوَصْلِ ، وَقَرَأَ
يَعْقُوبُ وَابْنُ كَثِيرٍ بِإِثْبَاتِهَا وَصْلًا وَوَقْفًا وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِحَذْفِهَا وَصْلًا وَوَقْفًا فَمَنْ أَثْبَتَهَا فَعَلَى مَا هُوَ الْأَصْلُ ، وَمَنْ حَذَفَهَا فَلِكَوْنِهَا حُذِفَتْ فِي الْمُصْحَفِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ يَتَمَتَّعُ بِهَا أَيَّامًا ثُمَّ تَنْقَطِعُ وَتَزُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ أَيِ : الِاسْتِقْرَارُ لِكَوْنِهَا دَائِمَةً لَا تَنْقَطِعُ وَمُسْتَمِرَّةً لَا تَزُولُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40nindex.php?page=treesubj&link=29011_29468_29494_30525مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا أَيْ : مَنْ عَمِلَ فِي دَارِ الدُّنْيَا مَعْصِيَةً مِنَ الْمَعَاصِي كَائِنَةً مَا كَانَتْ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَلَا يُعَذَّبُ إِلَّا بِقَدْرِهَا ، وَالظَّاهِرُ شُمُولُ الْآيَةِ لِكُلِّ مَا يُطْلَقُ عَلَيْهِ اسْمُ السَّيِّئَةِ ، وَقِيلَ : هِيَ خَاصَّةٌ بِالشِّرْكِ ، وَلَا وَجْهَ لِذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ أَيْ : مَنْ عَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا مَعَ كَوْنِهِ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَبِمَا جَاءَتْ بِهِ رُسُلُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ جَمَعُوا بَيْنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالْإِيمَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ أَيْ : بِغَيْرِ تَقْدِيرٍ وَمُحَاسَبَةٍ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : يَقُولُ لَا تَبِعَةَ عَلَيْهِمْ فِيمَا يُعْطَوْنَ فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْخَيْرِ ، وَقِيلَ : الْعَمَلُ الصَّالِحُ ، هُوَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ يَدْخُلُونَ بِفَتْحِ التَّحْتِيَّةِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ .
وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَيَعْقُوبُ ،
وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ بِضَمِّهَا مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَ دَأْبِ قَالَ : مِثْلَ حَالِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
قَتَادَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ قَالَ : هُمُ الْأَحْزَابُ : قَوْمُ
نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=34وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ : رُؤْيَا
يُوسُفَ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ قَالَ : يَهُودٌ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : إِلَّا فِي تَبَابٍ قَالَ : خُسْرَانٍ . وَأَخْرَجَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ قَالَ : الدُّنْيَا جُمُعَةٌ مِنْ جُمَعِ الْآخِرَةِ سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021333إِنَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَلَيْسَ مِنْ مَتَاعِهَا شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنَ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ ، الَّتِي إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا .