nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=30539_30515_29018إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=33يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=34إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=37إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=32إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله المراد بهؤلاء هم المنافقون ، وقيل : أهل الكتاب ، وقيل : هم المطعمون يوم
بدر من المشركين .
ومعنى صدهم عن سبيل الله : منعهم للناس عن الإسلام واتباع الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - . ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=32وشاقوا الرسول عادوه وخالفوه
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=32من بعد ما تبين لهم الهدى أي علموا أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - نبي من عند الله بما شاهدوا من المعجزات الواضحة والحجج القاطعة
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=32لن يضروا الله شيئا بتركهم الإيمان وإصرارهم على الكفر وما ضروا إلا أنفسهم
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=32وسيحبط أعمالهم أي يبطلها ، والمراد بهذه الأعمال ما صورته صورة أعمال الخير كإطعام الطعام ، وصلة الأرحام ، وسائر ما كانوا يفعلونه من الخير ، وإن كانت باطلة من الأصل لأن الكفر مانع ، وقيل : المراد بالأعمال المكائد التي نصبوها لإبطال دين الله ، والغوائل التي كانوا يبغونها برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .
ثم أمر سبحانه عباده المؤمنين بطاعته ، وطاعة رسوله ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=29018_28750_30491يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فيما أمرتم به من الشرائع المذكورة في كتاب الله وسنة رسوله ، ثم نهاهم عن أن يبطلوا أعمالهم كما
nindex.php?page=treesubj&link=30551أبطلت الكفار أعمالها بالإصرار على الكفر ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=33ولا تبطلوا أعمالكم قال
الحسن : أي لا تبطلوا حسناتكم بالمعاصي .
وقال الزهري : بالكبائر .
وقال
الكلبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج : بالرياء والسمعة .
وقال
مقاتل : بالمن .
والظاهر النهي عن كل سبب من الأسباب التي توصل إلى بطلان الأعمال كائنا ما كان من غير تخصيص بنوع معين .
ثم بين سبحانه أنه لا يغفر للمصرين على الكفر والصد عن سبيل الله ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=34nindex.php?page=treesubj&link=29018_30539_30549إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم فقيد سبحانه عدم المغفرة بالموت على الكفر ؛ لأن باب التوبة وطريق المغفرة لا يغلقان على من كان حيا ، وظاهر الآية العموم ، وإن كان السبب خاصا .
ثم نهى سبحانه المؤمنين عن الوهن ، والضعف فقال : فلا تهنوا أي تضعفوا عن القتال ، والوهن الضعف
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35وتدعوا إلى السلم أي ولا تدعوا الكفار إلى الصلح ابتداء منكم ، فإن ذلك لا يكون إلا عند الضعف .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : منع الله المسلمين أن يدعوا الكفار إلى الصلح وأمرهم بحربهم حتى يسلموا .
وقرأ
أبو عبد الرحمن السلمي ( وتدعوا ) بتشديد الدال ، من ادعى القوم وتداعوا .
قال
قتادة : معنى الآية : لا تكونوا أول الطائفتين ضرعت إلى صاحبتها .
واختلف أهل العلم في هذه الآية هل هي محكمة أو منسوخة ؟ فقيل : إنها محكمة ، وإنها ناسخة لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=61وإن جنحوا للسلم فاجنح لها [ الأنفال : 61 ] ، وقيل : منسوخة بهذه الآية .
ولا يخفاك أنه لا مقتضى للقول بالنسخ ، فإن الله
[ ص: 1379 ] سبحانه نهى المسلمين في هذه الآية عن أن يدعوا إلى السلم ابتداء ولم ينه عن قبول السلم إذا جنح إليه المشركون ، فالآيتان محكمتان ولم يتواردا على محل واحد حتى يحتاج إلى دعوى النسخ ، أو التخصيص . وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35وأنتم الأعلون في محل نصب على الحال ، أو مستأنفة مقررة لما قبلها من النهي : أي وأنتم الغالبون بالسيف والحجة .
قال
الكلبي : أي : آخر الأمر لكم ، وإن غلبوكم في بعض الأوقات ، وكذا جملة قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35والله معكم في محل نصب على الحال : أي : معكم بالنصر والمعونة عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35ولن يتركم أعمالكم أي : لن ينقصكم شيئا من ثواب أعمالكم ، يقال : وتره وترا : إذا نقصه حقه ، وأصله من وترت الرجل : إذا قتلت له قريبا ، أو نهبت له مالا ، ويقال : فلان مأتور : إذا قتل له قتيل ولم يؤخذ بدمه .
قال
الجوهري : أي : لن ينقصكم في أعمالكم كما تقول : دخلت البيت ، وأنت تريد في البيت .
قال
الفراء : هو مشتق من الوتر وهو الدخل ، وقيل : مشتق من الوتر وهو الفرد ، فكأن المعنى : ولن يفردكم بغير ثواب .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36nindex.php?page=treesubj&link=29497إنما الحياة الدنيا لعب ولهو أي : باطل وغرور لا أصل لشيء منها ولا ثبات له ولا اعتداد به
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم أي : إن تؤمنوا بالله وتتقوا الكفر والمعاصي يؤتكم جزاء ذلك في الآخرة ، والأجر والثواب على الطاعة
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36ولا يسألكم أموالكم أي لا يأمركم بإخراجها جميعها في الزكاة وسائر وجوه الطاعات ، بل أمركم بإخراج القليل منها وهو الزكاة .
وقيل المعنى : لا يسألكم أموالكم إنما يسألكم أمواله لأنه أملك لها ، وهو المنعم عليكم بإعطائها .
وقيل : لا يسألكم أموالكم أجرا على تبليغ الرسالة كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=57ما أسألكم عليه من أجر [ الفرقان : 57 ] والأول أولى .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=37إن يسألكموها أي : أموالكم كلها فيحفكم قال المفسرون : يجهدكم ويلحف عليكم بمسألة جميعها ، يقال أحفى بالمسألة وألحف وألح بمعنى واحد ، والمحفي المستقصي في السؤال ، والإحفاء الاستقصاء في الكلام ، ومنه إحفاء الشارب : أي : استئصاله . وجواب الشرط قوله : تبخلوا أي : إن يأمركم بإخراج جميع أموالكم تبخلوا بها وتمتنعوا من الامتثال
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=37ويخرج أضغانكم معطوف على جواب الشرط ، ولهذا قرأ الجمهور ( يخرج ) بالجزم ، وروي عن
أبي عمرو أنه قرأ بالرفع على الاستئناف ، وروي عنه أنه قرأ بفتح الياء وضم الراء ورفع ( أضغانكم ) ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=17379يعقوب الحضرمي أنه قرأ بالنون ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
ومجاهد ،
وابن محيصن ،
وحميد بالفوقية المفتوحة مع ضم الراء .
وعلى قراءة الجمهور فالفاعل ضمير يعود إلى الله سبحانه ، أو إلى البخل المدلول عليه بـ ( تبخلوا ) .
والأضغان : الأحقاد ، والمعنى : أنها تظهر عند ذلك .
قال
قتادة : قد علم الله أن في سؤال المال خروج الأضغان .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله أي : ها أنتم هؤلاء أيها المؤمنون تدعون لتنفقوا في الجهاد وفي طريق الخير
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38فمنكم من يبخل بما يطلب منه ويدعى إليه من الإنفاق في سبيل الله ، وإذا كان منكم من يبخل باليسير من المال ، فكيف لا تبخلون بالكثير وهو جميع الأموال .
ثم بين سبحانه أن
nindex.php?page=treesubj&link=18897ضرر البخل عائد على النفس فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه أي يمنعها الأجر والثواب ببخله ، و ( بخل ) يتعدى بـ " على " تارة ، و بـ " عن " أخرى .
وقيل : إن أصله أن يتعدى بعلى ، ولا يتعدى بعن إلا إذا ضمن معنى الإمساك
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38والله الغني المطلق المتنزه عن الحاجة إلى أموالكم وأنتم الفقراء إلى الله وإلى ما عنده من الخير والرحمة ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم معطوفة على الشرطية المتقدمة وهي ( وإن تؤمنوا ) ، والمعنى : وإن تعرضوا عن الإيمان والتقوى يستبدل قوما آخرين يكونون مكانكم هم أطوع لله منكم
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38ثم لا يكونوا أمثالكم في التولي عن الإيمان والتقوى .
قال
عكرمة : هم فارس والروم .
وقال
الحسن : هم العجم .
وقال
شريح بن عبيد : هم أهل
اليمن ، وقيل
: الأنصار ، وقيل : الملائكة ، وقيل : التابعون .
وقال
مجاهد : هم من شاء الله من سائر الناس .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : والمعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38ثم لا يكونوا أمثالكم في البخل بالإنفاق في سبيل الله .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
أبي العالية قال : كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يرون أنه لا يضر مع " لا إله إلا الله " ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل حتى نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=33أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم فخافوا أن يبطل الذنب العمل . ولفظ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد : فخافوا الكبائر أن تحبط أعمالهم .
وأخرج
ابن نصر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : كنا معشر أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نرى أنه ليس شيء من
الحسنات إلا مقبول حتى نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=33أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم فلما نزلت هذه الآية قلنا : ما هذا الذي يبطل أعمالنا ؟ فقلنا : الكبائر الموجبات والفواحش ، فكنا إذا رأينا من أصاب شيئا منها قلنا قد هلك ، حتى نزلت هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فلما نزلت كففنا عن القول في ذلك ، وكنا إذا رأينا أحدا أصاب منها شيئا خفنا عليه وإن لم يصب منها شيئا رجوناه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : ( يتركم ) قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021413لما نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم قالوا من هؤلاء ؟ وسلمان إلى جانب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ فقال : هم الفرس ، هذا وقومه .
وفي إسناده
nindex.php?page=showalam&ids=14429مسلم بن خالد الزنجي وقد تفرد به ، وفيه مقال معروف .
وأخرجه عنه
عبد الرزاق ، nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط ،
والبيهقي في الدلائل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021414تلا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم فقالوا : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا ؟ فضرب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على منكب سلمان ثم قال : هذا [ ص: 1380 ] وقومه ، والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس وفي إسناده أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=14429مسلم بن خالد الزنجي .
وأخرج
ابن مردويه من حديث
جابر نحوه .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=30539_30515_29018إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=33يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=34إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=37إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=32إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ الْمُرَادُ بِهَؤُلَاءِ هُمُ الْمُنَافِقُونَ ، وَقِيلَ : أَهْلُ الْكِتَابِ ، وَقِيلَ : هُمُ الْمُطْعِمُونَ يَوْمَ
بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .
وَمَعْنَى صَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ : مَنْعُهُمْ لِلنَّاسِ عَنِ الْإِسْلَامِ وَاتِّبَاعِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - . وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=32وَشَاقُّوا الرَّسُولَ عَادَوْهُ وَخَالَفُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=32مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى أَيْ عَلِمُوا أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - نَبِيٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِمَا شَاهَدُوا مِنَ الْمُعْجِزَاتِ الْوَاضِحَةِ وَالْحُجَجِ الْقَاطِعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=32لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا بِتَرْكِهِمُ الْإِيمَانَ وَإِصْرَارِهِمْ عَلَى الْكُفْرِ وَمَا ضَرُّوا إِلَّا أَنْفُسَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=32وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ أَيْ يُبْطِلُهَا ، وَالْمُرَادُ بِهَذِهِ الْأَعْمَالِ مَا صُورَتُهُ صُورَةُ أَعْمَالِ الْخَيْرِ كَإِطْعَامِ الطَّعَامِ ، وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ ، وَسَائِرِ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ مِنَ الْخَيْرِ ، وَإِنْ كَانَتْ بَاطِلَةً مِنَ الْأَصْلِ لِأَنَّ الْكُفْرَ مَانِعٌ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْأَعْمَالِ الْمَكَائِدُ الَّتِي نَصَبُوهَا لِإِبْطَالِ دِينِ اللَّهِ ، وَالْغَوَائِلُ الَّتِي كَانُوا يَبْغُونَهَا بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
ثُمَّ أَمَرَ سُبْحَانَهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِطَاعَتِهِ ، وَطَاعَةِ رَسُولِهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=29018_28750_30491يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فِيمَا أُمِرْتُمْ بِهِ مِنَ الشَّرَائِعِ الْمَذْكُورَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ، ثُمَّ نَهَاهُمْ عَنْ أَنْ يُبْطِلُوا أَعْمَالَهُمْ كَمَا
nindex.php?page=treesubj&link=30551أَبْطَلَتِ الْكُفَّارُ أَعْمَالَهَا بِالْإِصْرَارِ عَلَى الْكُفْرِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=33وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ قَالَ
الْحَسَنُ : أَيْ لَا تُبْطِلُوا حَسَنَاتِكُمْ بِالْمَعَاصِي .
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : بِالْكَبَائِرِ .
وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ : بِالرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ .
وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : بِالْمَنِّ .
وَالظَّاهِرُ النَّهْيُ عَنْ كُلِّ سَبَبٍ مِنَ الْأَسْبَابِ الَّتِي تُوصِلُ إِلَى بُطْلَانِ الْأَعْمَالِ كَائِنًا مَا كَانَ مِنْ غَيْرِ تَخْصِيصٍ بِنَوْعٍ مُعَيَّنٍ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ لِلْمُصِرِّينَ عَلَى الْكُفْرِ وَالصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=34nindex.php?page=treesubj&link=29018_30539_30549إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ فَقَيَّدَ سُبْحَانَهُ عَدَمَ الْمَغْفِرَةِ بِالْمَوْتِ عَلَى الْكُفْرِ ؛ لِأَنَّ بَابَ التَّوْبَةِ وَطَرِيقَ الْمَغْفِرَةِ لَا يُغْلَقَانِ عَلَى مَنْ كَانَ حَيًّا ، وَظَاهِرُ الْآيَةِ الْعُمُومُ ، وَإِنْ كَانَ السَّبَبُ خَاصًّا .
ثُمَّ نَهَى سُبْحَانَهُ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْوَهَنِ ، وَالضَّعْفِ فَقَالَ : فَلَا تَهِنُوا أَيْ تَضْعُفُوا عَنِ الْقِتَالِ ، وَالْوَهَنُ الضَّعْفُ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ أَيْ وَلَا تَدْعُوا الْكُفَّارَ إِلَى الصُّلْحِ ابْتِدَاءً مِنْكُمْ ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا عِنْدَ الضَّعْفِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَنَعَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَدْعُوا الْكُفَّارَ إِلَى الصُّلْحِ وَأَمَرَهُمْ بِحَرْبِهِمْ حَتَّى يُسْلِمُوا .
وَقَرَأَ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ( وَتَدَّعُوا ) بِتَشْدِيدِ الدَّالِ ، مِنِ ادَّعَى الْقَوْمُ وَتَدَاعَوْا .
قَالَ
قَتَادَةُ : مَعْنَى الْآيَةِ : لَا تَكُونُوا أَوَّلَ الطَّائِفَتَيْنِ ضَرَعَتْ إِلَى صَاحِبَتِهَا .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ هَلْ هِيَ مُحْكَمَةٌ أَوْ مَنْسُوخَةٌ ؟ فَقِيلَ : إِنَّهَا مُحْكَمَةٌ ، وَإِنَّهَا نَاسِخَةٌ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=61وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا [ الْأَنْفَالِ : 61 ] ، وَقِيلَ : مَنْسُوخَةٌ بِهَذِهِ الْآيَةِ .
وَلَا يَخْفَاكَ أَنَّهُ لَا مُقْتَضَى لِلْقَوْلِ بِالنَّسْخِ ، فَإِنَّ اللَّهَ
[ ص: 1379 ] سُبْحَانَهُ نَهَى الْمُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ عَنْ أَنْ يَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ ابْتِدَاءً وَلَمْ يَنْهَ عَنْ قَبُولِ السَّلْمِ إِذَا جَنَحَ إِلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ ، فَالْآيَتَانِ مُحْكَمَتَانِ وَلَمْ يَتَوَارَدَا عَلَى مَحَلٍّ وَاحِدٍ حَتَّى يُحْتَاجَ إِلَى دَعْوَى النَّسْخِ ، أَوِ التَّخْصِيصِ . وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، أَوْ مُسْتَأْنَفَةٌ مُقَرِّرَةٌ لِمَا قَبْلَهَا مِنَ النَّهْيِ : أَيْ وَأَنْتُمُ الْغَالِبُونَ بِالسَّيْفِ وَالْحُجَّةِ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : أَيْ : آخِرُ الْأَمْرِ لَكُمْ ، وَإِنْ غَلَبُوكُمْ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ ، وَكَذَا جُمْلَةُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35وَاللَّهُ مَعَكُمْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ : أَيْ : مَعَكُمْ بِالنَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ أَيْ : لَنْ يَنْقُصَكُمْ شَيْئًا مِنْ ثَوَابِ أَعْمَالِكُمْ ، يُقَالُ : وَتَرَهُ وَتْرًا : إِذَا نَقَصَهُ حَقَّهُ ، وَأَصْلُهُ مِنْ وَتَرْتُ الرَّجُلَ : إِذَا قَتَلْتُ لَهُ قَرِيبًا ، أَوْ نَهَبْتُ لَهُ مَالًا ، وَيُقَالُ : فُلَانٌ مَأْتُورٌ : إِذَا قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ وَلَمْ يُؤْخَذْ بِدَمِهِ .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : أَيْ : لَنْ يَنْقُصَكُمْ فِي أَعْمَالِكُمْ كَمَا تَقُولُ : دَخَلْتُ الْبَيْتَ ، وَأَنْتَ تُرِيدُ فِي الْبَيْتِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْوَتْرِ وَهُوَ الدَّخْلُ ، وَقِيلَ : مُشْتَقٌّ مِنَ الْوَتْرِ وَهُوَ الْفَرْدُ ، فَكَأَنَّ الْمَعْنَى : وَلَنْ يُفْرِدَكُمْ بِغَيْرِ ثَوَابٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36nindex.php?page=treesubj&link=29497إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ أَيْ : بَاطِلٌ وَغُرُورٌ لَا أَصْلَ لِشَيْءٍ مِنْهَا وَلَا ثَبَاتَ لَهُ وَلَا اعْتِدَادَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ أَيْ : إِنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَتَتَّقُوا الْكُفْرَ وَالْمَعَاصِيَ يُؤْتِكُمْ جَزَاءَ ذَلِكَ فِي الْآخِرَةِ ، وَالْأَجْرَ وَالثَّوَابَ عَلَى الطَّاعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ أَيْ لَا يَأْمُرُكُمْ بِإِخْرَاجِهَا جَمِيعِهَا فِي الزَّكَاةِ وَسَائِرِ وُجُوهِ الطَّاعَاتِ ، بَلْ أَمَرَكُمْ بِإِخْرَاجِ الْقَلِيلِ مِنْهَا وَهُوَ الزَّكَاةُ .
وَقِيلَ الْمَعْنَى : لَا يَسْأَلُكُمْ أَمْوَالَكُمْ إِنَّمَا يَسْأَلُكُمْ أَمْوَالَهُ لِأَنَّهُ أَمْلَكُ لَهَا ، وَهُوَ الْمُنْعِمُ عَلَيْكُمْ بِإِعْطَائِهَا .
وَقِيلَ : لَا يَسْأَلُكُمْ أَمْوَالَكُمْ أَجْرًا عَلَى تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=57مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ [ الْفُرْقَانِ : 57 ] وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=37إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا أَيْ : أَمْوَالَكُمْ كُلَّهَا فَيُحْفِكُمْ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : يُجْهِدُكُمْ وَيُلْحِفُ عَلَيْكُمْ بِمَسْأَلَةِ جَمِيعِهَا ، يُقَالُ أَحْفَى بِالْمَسْأَلَةِ وَأَلْحَفَ وَأَلَحَّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، وَالْمُحْفِي الْمُسْتَقْصِي فِي السُّؤَالِ ، وَالْإِحْفَاءُ الِاسْتِقْصَاءُ فِي الْكَلَامِ ، وَمِنْهُ إِحْفَاءُ الشَّارِبِ : أَيِ : اسْتِئْصَالُهُ . وَجَوَابُ الشَّرْطِ قَوْلُهُ : تَبْخَلُوا أَيْ : إِنْ يَأْمُرْكُمْ بِإِخْرَاجِ جَمِيعِ أَمْوَالِكُمْ تَبْخَلُوا بِهَا وَتَمْتَنِعُوا مِنَ الِامْتِثَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=37وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ مَعْطُوفٌ عَلَى جَوَابِ الشَّرْطِ ، وَلِهَذَا قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( يُخْرِجْ ) بِالْجَزْمِ ، وَرُوِيَ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو أَنَّهُ قَرَأَ بِالرَّفْعِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَرَأَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الرَّاءِ وَرَفْعِ ( أَضْغَانُكُمْ ) ، وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17379يَعْقُوبَ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ قَرَأَ بِالنُّونِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ ،
وَحُمَيْدٌ بِالْفَوْقِيَّةِ الْمَفْتُوحَةِ مَعَ ضَمِّ الرَّاءِ .
وَعَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ فَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ يَعُودُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، أَوْ إِلَى الْبُخْلِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِـ ( تَبْخَلُوا ) .
وَالْأَضْغَانُ : الْأَحْقَادُ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهَا تَظْهَرُ عِنْدَ ذَلِكَ .
قَالَ
قَتَادَةُ : قَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ فِي سُؤَالِ الْمَالِ خُرُوجُ الْأَضْغَانِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَيْ : هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي الْجِهَادِ وَفِي طَرِيقِ الْخَيْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ بِمَا يُطْلَبُ مِنْهُ وَيُدْعَى إِلَيْهِ مِنَ الْإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِذَا كَانَ مِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ بِالْيَسِيرِ مِنَ الْمَالِ ، فَكَيْفَ لَا تَبْخَلُونَ بِالْكَثِيرِ وَهُوَ جَمِيعُ الْأَمْوَالِ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18897ضَرَرَ الْبُخْلِ عَائِدٌ عَلَى النَّفْسِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ أَيْ يَمْنَعُهَا الْأَجْرَ وَالثَّوَابَ بِبُخْلِهِ ، وَ ( بَخِلَ ) يَتَعَدَّى بِـ " عَلَى " تَارَةً ، وَ بِـ " عَنْ " أُخْرَى .
وَقِيلَ : إِنَّ أَصْلَهُ أَنْ يَتَعَدَّى بِعَلَى ، وَلَا يَتَعَدَّى بِعَنْ إِلَّا إِذَا ضُمِّنَ مَعْنَى الْإِمْسَاكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وَاللَّهُ الْغَنِيُّ الْمُطْلَقُ الْمُتَنَزِّهُ عَنِ الْحَاجَةِ إِلَى أَمْوَالِكُمْ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى مَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ وَالرَّحْمَةِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ مَعْطُوفَةٌ عَلَى الشَّرْطِيَّةِ الْمُتَقَدِّمَةِ وَهِيَ ( وَإِنْ تُؤْمِنُوا ) ، وَالْمَعْنَى : وَإِنْ تُعْرِضُوا عَنِ الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا آخَرِينَ يَكُونُونَ مَكَانَكُمْ هُمْ أَطْوَعُ لِلَّهِ مِنْكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ فِي التَّوَلِّي عَنِ الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى .
قَالَ
عِكْرِمَةُ : هُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : هُمُ الْعَجَمُ .
وَقَالَ
شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ : هُمْ أَهْلُ
الْيَمَنِ ، وَقِيلَ
: الْأَنْصَارُ ، وَقِيلَ : الْمَلَائِكَةُ ، وَقِيلَ : التَّابِعُونَ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : هُمْ مَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : وَالْمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ فِي الْبُخْلِ بِالْإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَرَوْنَ أَنَّهُ لَا يَضُرُّ مَعَ " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " ذَنْبٌ كَمَا لَا يَنْفَعُ مَعَ الشِّرْكِ عَمَلٌ حَتَّى نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=33أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ فَخَافُوا أَنْ يُبْطِلَ الذَّنْبُ الْعَمَلَ . وَلَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ : فَخَافُوا الْكَبَائِرَ أَنْ تُحْبِطَ أَعْمَالَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ نَصْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ قَالَ : كُنَّا مَعْشَرَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - نَرَى أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ
الْحَسَنَاتِ إِلَّا مَقْبُولٌ حَتَّى نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=33أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قُلْنَا : مَا هَذَا الَّذِي يُبْطِلُ أَعْمَالَنَا ؟ فَقُلْنَا : الْكَبَائِرُ الْمُوجِبَاتُ وَالْفَوَاحِشُ ، فَكُنَّا إِذَا رَأَيْنَا مَنْ أَصَابَ شَيْئًا مِنْهَا قُلْنَا قَدْ هَلَكَ ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ فَلَمَّا نَزَلَتْ كَفَفْنَا عَنِ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ ، وَكُنَّا إِذَا رَأَيْنَا أَحَدًا أَصَابَ مِنْهَا شَيْئًا خِفْنَا عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهَا شَيْئًا رَجَوْنَاهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : ( يَتِرَكُمْ ) قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021413لَمَّا نَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ قَالُوا مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ وَسَلْمَانُ إِلَى جَانِبِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ؟ فَقَالَ : هُمُ الْفُرْسُ ، هَذَا وَقَوْمُهُ .
وَفِي إِسْنَادِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14429مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزِّنْجِيُّ وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ ، وَفِيهِ مَقَالٌ مَعْرُوفٌ .
وَأَخْرَجَهُ عَنْهُ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021414تَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - هَذِهِ الْآيَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ إِنْ تَوَلَّيْنَا اسْتُبْدِلُوا بِنَا ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَنَا ؟ فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مَنْكِبِ سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ : هَذَا [ ص: 1380 ] وَقَوْمُهُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ مَنُوطًا بِالثُّرَيَّا لِتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنْ فَارِسَ وَفِي إِسْنَادِهِ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=14429مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزِّنْجِيُّ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ
جَابِرٍ نَحْوَهُ .