الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3891 - وعن علي رضي الله عنه ، قال : كانت بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوس عربية فرأى رجلا بيده قوس فارسية ، قال : " ما هذه ؟ ألقها ، وعليكم بهذه وأشباهها ورماح القنا فإنها يؤيد الله لكم بها في الدين ويمكن لكم في البلاد " . رواه ابن ماجه .

التالي السابق


3891 - ( وعن علي رضي الله عنه قال : كانت بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوس عربية ) : أي : منسوبة إلى العرب في الصناعة فرأى رجلا بيده قوس فارسية ) : بكسر الراء ويسكن ; أي : عجمية ( قال : ما هذه ؟ ) : أي : القوس الفارسية ( ألقها ) : أي : اطرحها ( وعليكم بهذه ) : أي : القوس العربية ( وأشباهها ) : أي : في الهيئة ( ورماح القنا ) : بفتح القاف جمع القناة ; أي : برماح كاملة ) فإنها ) : أي : القصة ( يؤيد الله لكم بها ) : أي : بكل من القوس والرماح ( في الدين ويمكن لكم في البلاد ) : يقال : مكنته في الأرض تمكينا أثبته فيها . قال الطيبي : اسم إن ضمير القصة كقوله تعالى : فإنها لا تعمى الأبصار ولعل الصحابي رأى أن القوس الفارسية أقوى وأشد وأبعد مرمى ، فآثرها على العربية زعما بأنها أعون في الحرب وفتح البلاد ، فأرشده - صلى الله عليه وسلم - بأنه ليس كما زعمت ، بل الله تعالى هو الذي ينصركم في الدين ، ويمكنكم في البلاد بعونه لا بعونكم ولا قوة إعدادكم ، وفي القاموس : القوس مؤنث وقد تذكر ، وذو القوس حاجب ابن زرارة أتى كسرى في جدب أصابهم بدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه لقومه أن يصيروا في ناحية من بلاده حتى يحيوا فقال : إنكم معاشر العرب غدر حرص ، فإذا أذنت لكم أفسدتم البلاد وأغرتم على العباد . قال حاجب : إني ضامن للملك أن لا يفعلوا . قال : فمن لي بأن تفي ؟ قال : أرهنك قوسي فضحك من حوله فقال كسرى : ما كان ليسلمها أبدا فقبلها منه ، وأذن لهم ، ثم أحيي الناس بدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد مات حاجب فارتحل عطارد ابنه رضي الله عنه إلى كسرى يطلب قوس أبيه ، فردها عليه وكساه حلة ، فلما رجع أهداها للنبي - صلى الله عليه وسلم - فباعها من يهودي بأربعة آلاف درهم . ( رواه ابن ماجه ) .




الخدمات العلمية