الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8827 ) فصل : ونقل عن أحمد رضي الله عنه أنه سئل عن عبد بين شريكين ، فكاتباه على ألف درهم ، فأدى إليهما تسعمائة ; لهذا أربعمائة درهم وخمسين درهما ولهذا أربعمائة درهم وخمسين درهما ثم إن أحدهما ، أعتق نصيبه ؟ قال : إن كان للمعتق مال ، أدى إلى شريكه نصف قيمة العبد ، لا يحاسبه بها أحد ; لأنه عبد ما بقي عليه درهم ، ولأنه قد يجوز أن يعجزه ، فيعود إلى الرق ، أو يموت ، فيكون عنده مال ، فهو بينهما . ونقل عنه حنبل ، أنه يعتق إلا نصف المائة على هذا ، ويكون الولاء على قدر ما أعتق . فالرواية الأولى توافق قول الخرقي ، فإنه أوجب على المعتق غرامة نصف قيمة العبد . وينبغي أن تجب نصف قيمته ، على الصفة التي عتق عليها ، وهو كونه مكاتبا ، قد أدى كتابته إلا مائة منها ، وهي عشرها .

                                                                                                                                            وأما رواية حنبل ، فيحتمل أن تكون على ما قال أبو بكر والقاضي ، في أنه لا يسري العتق إلى الجزء المكاتب لغيره . وقد نصرنا الرواية الأولى بما ذكرناه . والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية