nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=23قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=24قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=25ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=26قل إنما العلم عند الله وإنما أنا نذير مبين nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=29قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين
ضرب سبحانه مثلا للمشرك والموحد لإيضاح حالهما وبيان مآلهما ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29038_28902أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى والمكب والمنكب : الساقط على وجهه ، يقال كببته فأكب وانكب ، وقيل : هو الذي يكب رأسه فلا ينظر يمينا ولا شمالا ولا أماما فهو لا يأمن العثور والانكباب على وجهه .
وقيل : أراد به الأعمى الذي لا يهتدي إلى الطريق فلا يزال
[ ص: 1514 ] مشيه ينكسه على وجهه .
قال
قتادة : هو الكافر يكب على معاصي الله في الدنيا فيحشره الله يوم القيامة على وجهه .
والهمزة للاستفهام الإنكاري ، أي : هل هذا الذي يمشي على وجهه أهدى إلى المقصد الذي يريده
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22أمن يمشي سويا معتدلا ناظرا إلى ما بين يديه
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22على صراط مستقيم أي : على طريق مستو لا اعوجاج به ولا انحراف فيه ، وخبر " من " محذوف لدلالة خبر " من " الأولى وهو " أهدى " عليه ، وقيل : لا حاجة إلى ذلك ؛ لأن " من " الثانية معطوفة على " من " الأولى عطف المفرد على المفرد ، كقولك أزيد قائم أم عمرو ؟ وقيل : أراد بمن يمشي مكبا على وجهه من يحشر على وجهه إلى النار ، ومن يمشي سويا من يحشر على قدميه إلى الجنة ، وهو كقول
قتادة الذي ذكرناه ، ومثله قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم [ الإسراء : 97 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=23قل هو الذي أنشأكم أمر سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخبرهم بأن الله هو الذي أنشأهم النشأة الأولى وجعل لهم السمع ليسمعوا به والأبصار ليبصروا بها ، ووجه إفراد السمع مع جمع الأبصار أنه مصدر يطلق على القليل والكثير ، وقد قدمنا بيان هذا في مواضع مع زيادة في البيان والأفئدة القلوب التي يتفكرون بها في مخلوقات الله ، فذكر سبحانه هاهنا أنه قد جعل لهم ما يدركون به المسموعات والمبصرات والمعقولات إيضاحا للحجة وقطعا للمعذرة وذما لهم على عدم شكر نعم الله ، ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=23قليلا ما تشكرون وانتصاب قليلا على أنه نعت مصدر محذوف ، و " ما " مزيدة للتأكيد ، أي : شكرا قليلا أو زمانا قليلا ، وقيل : أراد بقلة الشكر عدم وجوده منهم .
قال
مقاتل : يعني أنكم لا تشكرون رب هذه النعم فتوحدونه .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=24قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يخبرهم أن الله هو الذي خلقهم في الأرض ونشرهم فيها وفرقهم على ظهرها وأن حشرهم للجزاء إليه لا إلى غيره .
ثم ذكر سبحانه أنهم يستعجلون العذاب فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=25ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين أي : متى هذا الوعد الذي تذكرونه لنا من الحشر والقيامة والنار والعذاب إن كنتم صادقين في ذلك .
والخطاب منهم للنبي صلى الله عليه وسلم ولمن معه من المؤمنين ، وجواب الشرط محذوف ، والتقدير إن كنتم صادقين فأخبرونا به أو فبينوه لنا .
وهذا منهم استهزاء وسخرية .
ثم لما قالوا هذا القول أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجيب عليهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=26قل إنما العلم عند الله أي : إن
nindex.php?page=treesubj&link=30292وقت قيام الساعة علمه عند الله لا يعلمه غيره .
ومثله قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=187قل إنما علمها عند ربي [ الأعراف : 187 ] ثم أخبرهم أنه مبعوث للإنذار لا للإخبار بالغيب فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=26وإنما أنا نذير مبين أنذركم وأخوفكم عاقبة كفركم وأبين لكم ما أمرني الله ببيانه .
ثم ذكر الله سبحانه حالهم عند معاينة العذاب فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27فلما رأوه زلفة يعني رأوا العذاب قريبا ، وزلفة مصدر بمعنى الفاعل ، أي : مزدلفا أو حال من مفعول " رأوا " بتقدير مضاف ، أي : ذا زلفة وقرب .
أو ظرف ، أي : رأوه في مكان ذي زلفة .
قال
مجاهد ، أي : قريبا .
وقال
الحسن : عيانا .
قال أكثر المفسرين : المراد عذاب يوم القيامة ، وقال
مجاهد : المراد عذاب بدر ، وقيل : رأوا ما وعدوا به من الحشر قريبا منهم كما يدل عليه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=24وإليه تحشرون وقيل : لما رأوا عملهم السيئ قريبا
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27سيئت وجوه الذين كفروا أي اسودت وعلتها الكآبة وغشيتها الذلة ، يقال ساء الشيء يسوء فهو سيئ إذا قبح .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى تبين فيها السوء ، أي : ساءهم ذلك العذاب فظهر عليهم بسببه في وجوههم ما يدل على كفرهم كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=106يوم تبيض وجوه وتسود وجوه [ آل عمران : 106 ] .
قرأ الجمهور بكسر السين بدون إشمام ، وقرأ
نافع ،
وابن عامر ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وابن محيصن بالإشمام
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27وقيل هذا الذي كنتم به تدعون أي : قيل لهم توبيخا وتقريعا : هذا المشاهد الحاضر من العذاب هو العذاب الذي كنتم به تدعون في الدنيا ، أي : تطلبونه وتستعجلون به استهزاء ، على أن معنى " تدعون " الدعاء .
قال
الفراء : تدعون من الدعاء ، أي : تتمنون وتسألون ، وبهذا قال الأكثر من المفسرين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هذا الذي كنتم به تدعون الأباطيل والأحاديث .
وقيل : معنى تدعون : تكذبون ، وهذا على قراءة الجمهور تدعون بالتشديد ، فهو إما من الدعاء كما قال الأكثر ، أو من الدعوى كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ومن وافقه ، والمعنى : أنهم كانوا يدعون أنه لا بعث ولا حشر ولا جنة ولا نار .
وقرأ
قتادة ،
وابن أبي إسحاق ،
ويعقوب ،
والضحاك : " تدعون " مخففا ، ومعناها ظاهر .
قال
قتادة : هو قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=16ربنا عجل لنا قطنا [ ص : 16 ] وقال
الضحاك : هو قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء [ الأنفال : 32 ] الآية .
قال
النحاس : تدعون وتدعون بمعنى واحد كما تقول قدر واقتدر ، وغدا واغتدى ، إلا أن أفعل معناه مضى شيئا بعد شيء ، وفعل يقع على القليل والكثير .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أي : أخبروني إن أهلكني الله ومن معي بالعذاب ، أو رحمنا فلم يعذبنا
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28فمن يجير الكافرين من عذاب أليم أي : فمن يمنعهم ويؤمنهم من العذاب .
والمعنى : أنه لا ينجيهم من ذلك أحد سواء أهلك الله رسوله والمؤمنين معه كما كان الكفار يتمنونه ، أو أمهلهم .
وقيل : المعنى : إنا مع إيماننا بين الخوف والرجاء ، فمن يجيركم مع كفركم من العذاب ، ووضع الظاهر موضع المضمر للتسجيل عليهم بالكفر ، وبيان أنه السبب في عدم نجاتهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=29قل هو الرحمن آمنا به وحده ، لا نشرك به شيئا
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=29وعليه توكلنا لا على غيره .
والتوكل : تفويض الأمور إليه عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=29فستعلمون من هو في ضلال مبين منا ومنكم .
وفي هذا تهديد شديد مع إخراج الكلام مخرج الإنصاف .
قرأ الجمهور ستعلمون بالفوقية على الخطاب .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي بالتحتية على الخبر .
ثم احتج سبحانه عليهم ببعض نعمه ، وخوفهم بسلب تلك
[ ص: 1515 ] النعمة عنهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا أي : أخبروني إن صار ماؤكم غائرا في الأرض بحيث لا يبقى له وجود فيها أصلا ، أو صار ذاهبا في الأرض إلى مكان بعيد بحيث لا تناله الدلاء .
يقال غار الماء غورا ، أي : نضب ، والغور الغائر ، وصف بالمصدر للمبالغة ، كما يقال رجل عدل ، وقد تقدم مثل هذا في سورة الكهف
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30فمن يأتيكم بماء معين أي : ظاهر تراه العيون ، وتناله الدلاء ، وقيل : هو من معن الماء ، أي : كثر .
وقال
قتادة ،
والضحاك ، أي : جار ، وقد تقدم معنى المعين في سورة المؤمن .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس " فمن يأتيكم بماء عذب " .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22أفمن يمشي مكبا قال : في الضلالة
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22أمن يمشي سويا قال : مهتديا .
وأخرج
الخطيب في تاريخه
وابن النجار عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه ، وليقرأ هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=23هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في الأفراد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه ، وليقرأ هاتين الآيتين سبع مرات nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع إلى nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98يفقهون [ الأنعام : 98 ]
و nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=23هو الذي أنشأكم nindex.php?page=treesubj&link=32411_29038وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون فإنه يبرأ بإذن الله .
وأخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30إن أصبح ماؤكم غورا قال : داخلا في الأرض
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30فمن يأتيكم بماء معين قال : الجاري .
وأخرج
ابن المنذر عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30إن أصبح ماؤكم غورا قال : يرجع في الأرض : وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30بماء معين قال : ظاهر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30بماء معين قال : عذب .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=23قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=24قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=25وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=26قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=29قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ
ضَرَبَ سُبْحَانَهُ مَثَلًا لِلْمُشْرِكِ وَالْمُوَحِّدِ لِإِيضَاحِ حَالِهِمَا وَبَيَانِ مَآلِهِمَا ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29038_28902أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى وَالْمُكِبُّ وَالْمُنْكَبُّ : السَّاقِطُ عَلَى وَجْهِهِ ، يُقَالُ كَبَبْتُهُ فَأَكَبَّ وَانْكَبَّ ، وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي يَكُبُّ رَأْسَهُ فَلَا يَنْظُرُ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا وَلَا أَمَامًا فَهُوَ لَا يَأْمَنُ الْعُثُورَ وَالِانْكِبَابَ عَلَى وَجْهِهِ .
وَقِيلَ : أَرَادَ بِهِ الْأَعْمَى الَّذِي لَا يَهْتَدِي إِلَى الطَّرِيقِ فَلَا يَزَالُ
[ ص: 1514 ] مَشْيُهُ يُنَكِّسُهُ عَلَى وَجْهِهِ .
قَالَ
قَتَادَةُ : هُوَ الْكَافِرُ يَكُبُّ عَلَى مَعَاصِي اللَّهِ فِي الدُّنْيَا فَيَحْشُرُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجْهِهِ .
وَالْهَمْزَةُ لِلِاسْتِفْهَامِ الْإِنْكَارِيِّ ، أَيْ : هَلْ هَذَا الَّذِي يَمْشِي عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى إِلَى الْمَقْصِدِ الَّذِي يُرِيدُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا مُعْتَدِلًا نَاظِرًا إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ أَيْ : عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَوٍ لَا اعْوِجَاجَ بِهِ وَلَا انْحِرَافَ فِيهِ ، وَخَبَرُ " مَنْ " مَحْذُوفٌ لِدَلَالَةِ خَبَرِ " مَنِ " الْأُولَى وَهُوَ " أَهْدَى " عَلَيْهِ ، وَقِيلَ : لَا حَاجَةَ إِلَى ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ " مَنِ " الثَّانِيَةَ مَعْطُوفَةٌ عَلَى " مَنِ " الْأُولَى عَطْفَ الْمُفْرَدِ عَلَى الْمُفْرَدِ ، كَقَوْلِكَ أَزْيَدٌ قَائِمٌ أَمْ عَمْرٌو ؟ وَقِيلَ : أَرَادَ بِمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ مَنْ يُحْشَرُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى النَّارِ ، وَمَنْ يَمْشِي سَوِيًّا مَنْ يُحْشَرُ عَلَى قَدَمَيْهِ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَهُوَ كَقَوْلِ
قَتَادَةَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، وَمَثْلُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ [ الْإِسْرَاءِ : 97 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=23قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ أَمَرَ سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخْبِرَهُمْ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَهُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى وَجَعَلَ لَهُمُ السَّمْعَ لِيَسْمَعُوا بِهِ وَالْأَبْصَارَ لِيُبْصِرُوا بِهَا ، وَوَجْهُ إِفْرَادِ السَّمْعِ مَعَ جَمْعِ الْأَبْصَارِ أَنَّهُ مَصْدَرٌ يُطْلَقُ عَلَى الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا بَيَانَ هَذَا فِي مَوَاضِعَ مَعَ زِيَادَةٍ فِي الْبَيَانِ وَالْأَفْئِدَةَ الْقُلُوبُ الَّتِي يَتَفَكَّرُونَ بِهَا فِي مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ ، فَذَكَرَ سُبْحَانَهُ هَاهُنَا أَنَّهُ قَدْ جَعَلَ لَهُمْ مَا يُدْرِكُونَ بِهِ الْمَسْمُوعَاتِ وَالْمُبْصَرَاتِ وَالْمَعْقُولَاتِ إِيضَاحًا لِلْحُجَّةِ وَقَطْعًا لِلْمَعْذِرَةِ وَذَمًّا لَهُمْ عَلَى عَدَمِ شُكْرِ نِعَمِ اللَّهِ ، وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=23قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ وَانْتِصَابُ قَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ نَعْتُ مَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ، وَ " مَا " مَزِيدَةٌ لِلتَّأْكِيدِ ، أَيْ : شُكْرًا قَلِيلًا أَوْ زَمَانًا قَلِيلًا ، وَقِيلَ : أَرَادَ بِقِلَّةِ الشُّكْرِ عَدَمَ وُجُودِهِ مِنْهُمْ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : يَعْنِي أَنَّكُمْ لَا تَشْكُرُونَ رَبَّ هَذِهِ النِّعَمِ فَتُوَحِّدُونَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=24قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يُخْبِرَهُمْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي خَلَقَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنَشَرَهُمْ فِيهَا وَفَرَّقَهُمْ عَلَى ظَهْرِهَا وَأَنَّ حَشْرَهُمْ لِلْجَزَاءِ إِلَيْهِ لَا إِلَى غَيْرِهِ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُمْ يَسْتَعْجِلُونَ الْعَذَابَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=25وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ أَيْ : مَتَى هَذَا الْوَعْدُ الَّذِي تَذْكُرُونَهُ لَنَا مِنَ الْحَشْرِ وَالْقِيَامَةِ وَالنَّارِ وَالْعَذَابِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِي ذَلِكَ .
وَالْخِطَابُ مِنْهُمْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَأَخْبِرُونَا بِهِ أَوْ فَبَيِّنُوهُ لَنَا .
وَهَذَا مِنْهُمُ اسْتِهْزَاءٌ وَسُخْرِيَةٌ .
ثُمَّ لَمَّا قَالُوا هَذَا الْقَوْلَ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيبَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=26قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ أَيْ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30292وَقْتَ قِيَامِ السَّاعَةِ عِلْمُهُ عِنْدَ اللَّهِ لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ .
وَمَثْلُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=187قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي [ الْأَعْرَافِ : 187 ] ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ مَبْعُوثٌ لِلْإِنْذَارِ لَا لِلْإِخْبَارِ بِالْغَيْبِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=26وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أُنْذِرُكُمْ وَأُخَوِّفُكُمْ عَاقِبَةَ كُفْرِكُمْ وَأُبَيِّنُ لَكُمْ مَا أَمَرَنِي اللَّهُ بِبَيَانِهِ .
ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ حَالَهُمْ عِنْدَ مُعَايَنَةِ الْعَذَابِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً يَعْنِي رَأَوُا الْعَذَابَ قَرِيبًا ، وَزُلْفَةٌ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ ، أَيْ : مُزْدَلِفًا أَوْ حَالٌ مِنْ مَفْعُولِ " رَأَوْا " بِتَقْدِيرِ مُضَافٍ ، أَيْ : ذَا زُلْفَةٍ وَقُرْبٍ .
أَوْ ظَرْفٌ ، أَيْ : رَأَوْهُ فِي مَكَانٍ ذِي زُلْفَةٍ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ ، أَيْ : قَرِيبًا .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : عَيَانًا .
قَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ : الْمُرَادُ عَذَابُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الْمُرَادُ عَذَابُ بَدْرٍ ، وَقِيلَ : رَأَوْا مَا وُعِدُوا بِهِ مِنَ الْحَشْرِ قَرِيبًا مِنْهُمْ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=24وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَقِيلَ : لَمَّا رَأَوْا عَمَلَهُمُ السَّيِّئَ قَرِيبًا
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا أَيِ اسْوَدَّتْ وَعَلَتْهَا الْكَآبَةُ وَغَشِيَتْهَا الذِّلَّةُ ، يُقَالُ سَاءَ الشَّيْءُ يَسُوءُ فَهُوَ سَيِّئٌ إِذَا قَبُحَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى تَبَيَّنَ فِيهَا السُّوءُ ، أَيْ : سَاءَهُمْ ذَلِكَ الْعَذَابُ فَظَهَرَ عَلَيْهِمْ بِسَبَبِهِ فِي وُجُوهِهِمْ مَا يَدُلُّ عَلَى كُفْرِهِمْ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=106يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ [ آلِ عِمْرَانَ : 106 ] .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِكَسْرِ السِّينِ بِدُونِ إِشْمَامٍ ، وَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَابْنُ عَامِرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ بِالْإِشْمَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ أَيْ : قِيلَ لَهُمْ تَوْبِيخًا وَتَقْرِيعًا : هَذَا الْمُشَاهَدُ الْحَاضِرُ مِنَ الْعَذَابِ هُوَ الْعَذَابُ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ فِي الدُّنْيَا ، أَيْ : تَطْلُبُونَهُ وَتَسْتَعْجِلُونَ بِهِ اسْتِهْزَاءً ، عَلَى أَنَّ مَعْنَى " تَدَّعُونَ " الدُّعَاءُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : تَدَّعُونَ مِنَ الدُّعَاءِ ، أَيْ : تَتَمَنَّوْنَ وَتَسْأَلُونَ ، وَبِهَذَا قَالَ الْأَكْثَرُ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ الْأَبَاطِيلَ وَالْأَحَادِيثَ .
وَقِيلَ : مَعْنَى تَدَّعُونَ : تَكْذِبُونَ ، وَهَذَا عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ تَدَّعُونَ بِالتَّشْدِيدِ ، فَهُوَ إِمَّا مِنَ الدُّعَاءِ كَمَا قَالَ الْأَكْثَرُ ، أَوْ مِنَ الدَّعْوَى كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ وَمَنْ وَافَقَهُ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ كَانُوا يَدَّعُونَ أَنَّهُ لَا بَعْثَ وَلَا حَشْرَ وَلَا جَنَّةَ وَلَا نَارَ .
وَقَرَأَ
قَتَادَةُ ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
وَيَعْقُوبُ ،
وَالضَّحَّاكُ : " تَدْعُونَ " مُخَفَّفًا ، وَمَعْنَاهَا ظَاهِرٌ .
قَالَ
قَتَادَةَ : هُوَ قَوْلُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=16رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا [ ص : 16 ] وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : هُوَ قَوْلُهُمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ [ الْأَنْفَالِ : 32 ] الْآيَةَ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : تَدَّعُونَ وَتَدْعُونَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ كَمَا تَقُولُ قَدَرَ وَاقْتَدَرَ ، وَغَدَا وَاغْتَدَى ، إِلَّا أَنَّ أَفْعَلَ مَعْنَاهُ مَضَى شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ ، وَفِعْلٌ يَقَعُ عَلَى الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَيْ : أَخْبِرُونِي إِنْ أَهْلَكَنِي اللَّهُ وَمَنْ مَعِي بِالْعَذَابِ ، أَوْ رَحِمَنَا فَلَمْ يُعَذِّبْنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ أَيْ : فَمَنْ يَمْنَعُهُمْ وَيُؤَمِّنُهُمْ مِنَ الْعَذَابِ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَا يُنْجِيهِمْ مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ سَوَاءٌ أَهَلَكَ اللَّهُ رَسُولَهَ وَالْمُؤْمِنِينَ مَعَهُ كَمَا كَانَ الْكُفَّارُ يَتَمَنَّوْنَهُ ، أَوْ أَمْهَلَهُمْ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنَّا مَعَ إِيمَانِنَا بَيْنَ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ ، فَمَنْ يُجِيرُكُمْ مَعَ كُفْرِكُمْ مِنَ الْعَذَابِ ، وَوَضَعَ الظَّاهِرَ مَوْضِعَ الْمُضْمَرِ لِلتَّسْجِيلِ عَلَيْهِمْ بِالْكُفْرِ ، وَبَيَانِ أَنَّهُ السَّبَبُ فِي عَدَمِ نَجَاتِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=29قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَحْدَهُ ، لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=29وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا لَا عَلَى غَيْرِهِ .
وَالتَّوَكُّلُ : تَفْوِيضُ الْأُمُورِ إِلَيْهِ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=29فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ مِنَّا وَمِنْكُمْ .
وَفِي هَذَا تَهْدِيدٌ شَدِيدٌ مَعَ إِخْرَاجِ الْكَلَامِ مَخْرَجَ الْإِنْصَافِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ سَتَعْلَمُونَ بِالْفَوْقِيَّةِ عَلَى الْخِطَابِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ بِالتَّحْتِيَّةِ عَلَى الْخَبَرِ .
ثُمَّ احْتَجَّ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ بِبَعْضِ نِعَمِهِ ، وَخَوَّفَهُمْ بِسَلْبِ تِلْكَ
[ ص: 1515 ] النِّعْمَةِ عَنْهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا أَيْ : أَخْبِرُونِي إِنْ صَارَ مَاؤُكُمْ غَائِرًا فِي الْأَرْضِ بِحَيْثُ لَا يَبْقَى لَهُ وُجُودٌ فِيهَا أَصْلًا ، أَوْ صَارَ ذَاهِبًا فِي الْأَرْضِ إِلَى مَكَانٍ بَعِيدٍ بِحَيْثُ لَا تَنَالُهُ الدِّلَاءُ .
يُقَالُ غَارَ الْمَاءُ غَوْرًا ، أَيْ : نَضَبَ ، وَالْغَوْرُ الْغَائِرُ ، وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ لِلْمُبَالَغَةِ ، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ عَدْلٌ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثْلُ هَذَا فِي سُورَةِ الْكَهْفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ أَيْ : ظَاهِرٍ تَرَاهُ الْعُيُونُ ، وَتَنَالُهُ الدِّلَاءُ ، وَقِيلَ : هُوَ مِنْ مَعَنَ الْمَاءُ ، أَيْ : كَثُرَ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ ،
وَالضَّحَّاكُ ، أَيْ : جَارَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَى الْمَعِينِ فِي سُورَةِ الْمُؤْمِنِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ " فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ عَذْبٍ " .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا قَالَ : فِي الضَّلَالَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا قَالَ : مُهْتَدِيًا .
وَأَخْرَجَ
الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ
وَابْنُ النَّجَّارِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنِ اشْتَكَى ضِرْسَهُ فَلْيَضَعْ أُصْبُعَهُ عَلَيْهِ ، وَلِيَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=23هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْأَفْرَادِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنِ اشْتَكَى ضِرْسَهُ فَلْيَضَعْ أُصْبُعَهُ عَلَيْهِ ، وَلْيَقْرَأْ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ سَبْعَ مَرَّاتٍ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ إِلَى nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98يَفْقَهُونَ [ الْأَنْعَامِ : 98 ]
وَ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=23هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ nindex.php?page=treesubj&link=32411_29038وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ فَإِنَّهُ يَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا قَالَ : دَاخِلًا فِي الْأَرْضِ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ قَالَ : الْجَارِي .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا قَالَ : يَرْجِعُ فِي الْأَرْضِ : وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30بِمَاءٍ مَعِينٍ قَالَ : ظَاهِرٌ .
وَأَخْرُجُ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30بِمَاءٍ مَعِينٍ قَالَ : عَذْبٌ .