الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        صراط الذين [ 7 ]

                                                                                                                                                                                                                                        بدل ، و الذين في موضع خفض بالإضافة ، وهو مبني لئلا يعرب الاسم من وسطه أنعمت عليهم داخل في الصلة ، والهاء والميم يعود على الذين

                                                                                                                                                                                                                                        وفي عليهم خمس لغات قرئ بها كلها :

                                                                                                                                                                                                                                        قرأ ابن أبي [ ص: 175 ] إسحاق : ( أنعمت عليهمو ) بضم الهاء وإثبات الواو ، وهذا هو الأصل أن تثبت الواو ، كما تثبت الألف في التثنية .

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ الحسن : ( أنعمت عليهمي ) بكسر الهاء وإثبات الياء ، وكسر الهاء لأنه كره أن يجمع بين ياء وضمة ، والهاء ليس بحاجز حصين ، وأبدل من الواو ياءا لما كسر ما قبلها .

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ أهل المدينة : ( عليهم ) بكسر الهاء وإسكان الميم ، وهي لغة أهل نجد .

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ حمزة ، وأهل الكوفة : ( عليهم ) بضم الهاء وإسكان الميم ، فحذفوا الواو لثقلها . وإن المعنى يشكل إذ كان يقال في التثنية : ( عليهما ) .

                                                                                                                                                                                                                                        واللغة الخامسة قرأ بها الأعرج : ( عليهمو ) بكسر الهاء والواو .

                                                                                                                                                                                                                                        وحكي لغتان شاذتان وهما : ضم الهاء والميم بغير واو ، وكسرهما بغير ياء . وقال محمد بن يزيد : وهذا لا يجوز ؛ لأنه مستقبل .

                                                                                                                                                                                                                                        فإن قيل : فلم قيل : " منه " فضمت الهاء ؟ فالجواب : إن النون في ( منه ) ساكنة .

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو العباس : وناس من بني بكر بن وائل يقولون : ( عليكم ) فيكسرون الكاف كما يكسرون الهاء ؛ لأنها مهموسة مثلها ، وهي إضمار كما أن الهاء إضمار ، وهذا غلط فاحش لأنها ليست مثلها في الخفاء .

                                                                                                                                                                                                                                        غير المغضوب عليهم خفض على البدل من الذين وإن شئت نعتا . قال ابن كيسان : ويجوز أن يكون بدلا من [ ص: 176 ] الهاء والميم في عليهم وروى الخليل رحمه الله ، عن عبد الله بن كثير : ( غير المغضوب ) بالنصب ، قال الأخفش : هو نصب على الحال ، وإن شئت على الاستثناء . قال أبو العباس : هو استثناء ليس من الأول . قال الكوفيون : لا يكون استثناءا ؛ لأن بعده ( ولا ) ولا تزاد ( لا ) في الاستثناء . قال أبو جعفر : وذا لا يلزم ؛ لأن فيه معنى النفي . وقال : غير المغضوب عليهم ولم يقل : " المغضوبين " ؛ لأنه لا ضمير فيه . قال ابن كيسان : هو موحد في معنى جمع ، وكذلك كل فعل المفعول إذا لم يكن فيه خفض مرفوع ، نحو المنظور إليهم والمرغوب فيهم .

                                                                                                                                                                                                                                        و المغضوب بإضافة " غير " إليه ، و " عليهم " في موضع رفع ؛ لأنه اسم ما لم يسم فاعله ( لا ) : زائدة عند البصريين ، وبمعنى " غير " عند الكوفيين . و الضالين عطف على " المغضوب عليهم " ، والكوفيون يقولون : نسق ، وسيبويه يقول : إشراك .

                                                                                                                                                                                                                                        والأصل في " الضالين " : الضاللين ، ثم أدغمت اللام في اللام ، فاجتمع ساكنان ، وجاز ذلك لأن في الألف مدة ، والثاني مدغم ، إلا أن أيوب السختياني همز فقرأ : ( ولا الضألين ) .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية