وهي مكية في قول
الحسن ،
وعكرمة ،
وعطاء ،
وجابر .
قال
قتادة : إلا آية منها وهي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=48وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون فإنها مدنية ، وروي هذا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وأخرج
النحاس ،
وابن مردويه ،
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : نزلت سورة المرسلات
بمكة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021744بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزلت سورة المرسلات عرفا ، فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه وإن فاه لرطب بها إذ وثبت علينا حية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اقتلوها ، فابتدرناها فذهبت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وقيت شركم كما وقيتم شرها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=1021745أن أم الفضل سمعته وهو يقرأ : nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1والمرسلات عرفا فقالت : يا بني لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة ، إنها آخر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1والمرسلات عرفا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=2فالعاصفات عصفا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=3والناشرات نشرا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=4فالفارقات فرقا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=5فالملقيات ذكرا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=6عذرا أو نذرا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=7إنما توعدون لواقع nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=8فإذا النجوم طمست nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=9وإذا السماء فرجت nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=10وإذا الجبال نسفت nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=11وإذا الرسل أقتت nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=12لأي يوم أجلت nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=13ليوم الفصل nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=14وما أدراك ما يوم الفصل nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=15ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=16ألم نهلك الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=17ثم نتبعهم الآخرين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=18كذلك نفعل بالمجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=19ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=20ألم نخلقكم من ماء مهين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=21فجعلناه في قرار مكين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=22إلى قدر معلوم nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=23فقدرنا فنعم القادرون nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=24ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=25ألم نجعل الأرض كفاتا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=26أحياء وأمواتا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=27وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=28ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=treesubj&link=29048_28904_29747قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1والمرسلات عرفا قال جمهور المفسرين : هي الرياح ، وقيل هي الملائكة ، وبه قال
مقاتل ،
وأبو صالح ،
والكلبي ، وقيل هم الأنبياء ، فعلى الأول أقسم سبحانه بالرياح المرسلة لما يأمرها به كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=22وأرسلنا الرياح لواقح [ الحجر : 22 ] وقوله : يرسل الرياح وغير ذلك .
وعلى الثاني أقسم سبحانه بالملائكة المرسلة بوحيه وأمره ونهيه .
وعلى الثالث أقسم سبحانه برسله المرسلة إلى عباده لتبليغ شرائعه . وانتصاب ( عرفا ) إما على أنه مفعول لأجله أي : المرسلات لأجل العرف وهو ضد النكر ، ومنه قول الشاعر :
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
أو على أنه حال بمعنى متتابعة يتبع بعضها بعضا كعرف الفرس ، تقول العرب : سار الناس إلى فلان عرفا واحدا : إذا توجهوا إليه ، وهم على فلان كعرف الضبع : إذا تألبوا عليه ، أو على أنه مصدر كأنه قال : والمرسلات إرسالا : أي متتابعة ، أو على أنه منصوب بنزع الخافض : أي والمرسلات بالعرف .
قرأ الجمهور عرفا بسكون الراء : وقرأ
عيسى بن عمر بضمها ، وقيل المراد بالمرسلات السحاب لما فيها من نعمة ونقمة .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29048فالعاصفات عصفا وهي الرياح الشديدة الهبوب .
قال
القرطبي بغير اختلاف : يقال عصف بالشيء : إذا أباده وأهلكه ، وناقة عصوف : أي تعصف براكبها فتمضي كأنها ريح في السرعة ، ويقال عصفت الحرب بالقوم إذا ذهبت بهم ، وقيل هي الملائكة الموكلون بالرياح يعصفون بها ، وقيل يعصفون بروح الكافر ، وقيل هي الآيات المهلكة كالزلازل ونحوها .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29048_29747والناشرات نشرا يعني الرياح تأتي بالمطر وهي تنشر السحاب نشرا ، أو الملائكة الموكلون بالسحاب ينشرونها أو ينشرون أجنحتهم في الجو عند النزول بالوحي ، أو هي الأمطار لأنها تنشر النبات .
وقال
الضحاك : يريد ما ينشر من الكتب وأعمال بني آدم .
وقال
الربيع : إنه البعث للقيامة بنشر الأرواح ، وجاء بالواو هنا لأنه استئناف قسم آخر .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29048_29747فالفارقات فرقا يعني الملائكة تأتي بما يفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام .
وقال
مجاهد : هي الريح تفرق بين السحاب فتبدده .
وروي عنه أنها آيات القرآن تفرق بين الحق والباطل ، وقيل هي الرسل فرقوا ما بين ما أمر الله به ونهى عنه . وبه قال
الحسن .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29048_29747فالملقيات ذكرا هي الملائكة .
قال
القرطبي : بإجماع ؛ أي تلقي الوحي إلى الأنبياء ، وقيل هو
جبريل ، وسمي باسم الجمع تعظيما له ، وقيل هي الرسل يلقون إلى أممهم ما أنزل الله عليهم ، قال
قطرب .
قرأ الجمهور ( فالملقيات ) بسكون اللام وتخفيف القاف اسم فاعل ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بفتح اللام وتشديد القاف من التلقية وهي إيصال
[ ص: 1570 ] الكلام إلى المخاطب ، والراجح أن الثلاثة الأول للرياح ، والرابع والخامس للملائكة ، وهو الذي اختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ،
والقاضي وغيرهما .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=6عذرا أو نذرا انتصابهما على البدل من ذكرا أو على المفعولية ، والعامل فيهما المصدر المنون ، كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=14أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما [ البلد : 15 ، 14 ] أو على المفعول لأجله : أي للإعذار والإنذار ، أو على الحال بالتأويل المعروف : أي معذرين أو منذرين .
قرأ الجمهور بإسكان الذال فيهما .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت وابنه
nindex.php?page=showalam&ids=15786خارجة بن زيد ،
وطلحة بضمهما .
وقرأ الحرميان
وابن عامر ،
وأبو بكر بسكونها في ( عذرا ) وضمها في ( نذرا ) .
وقرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=6عذرا أو نذرا على العطف بأو .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12402إبراهيم التيمي ،
وقتادة على العطف بالواو بدون ألف ، والمعنى : أن الملائكة تلقي الوحي إعذارا من الله إلى خلقه وإنذارا من عذابه ، كذا قال
الفراء ، وقيل عذرا للمحقين ونذرا للمبطلين .
قال
أبو علي الفارسي : يجوز أن يكون العذر والنذر بالتثقيل جمع عاذر وناذر كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=56هذا نذير من النذر الأولى [ النجم : 56 ] فيكون نصبا على الحال من الإلقاء : أي يلقون الذكر في حال العذر والإنذار ، أو مفعولان ل ( ذكرا ) : أي تذكر عذرا أو نذرا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : هما بالتثقيل جمع ، والواحد عذير ونذير .
ثم ذكر سبحانه جواب القسم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=7إنما توعدون لواقع أي إن الذي توعدونه من مجيء الساعة والبعث كائن لا محالة .
ثم بين سبحانه متى يقع ذلك فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=8فإذا النجوم طمست أي محي نورها وذهب ضوؤها ، يقال طمس الشيء : إذا درس وذهب أثره .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=9وإذا السماء فرجت أي فتحت وشقت ، ومثله قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19وفتحت السماء فكانت أبوابا [ النبأ : 19 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29048وإذا الجبال نسفت أي قلعت من مكانها بسرعة ، يقال نسفت الشيء وأنسفته : إذا أخذته بسرعة .
وقال
الكلبي : سويت بالأرض ، والعرب تقول : نسفت الناقة الكلأ : إذا رعته ، وقيل جعلت كالحب الذي ينسف بالمنسف ، ومنه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=5وبست الجبال بسا [ الواقعة : 5 ] والأول أولى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : نسفت قلعت من مواضعها .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=29048وإذا الرسل أقتت الهمزة في أقتت بدل من الواو المضمومة ، وكل واو انضمت وكانت ضمتها لازمة يجوز إبدالها بالهمزة ، وقد قرأ بالواو
أبو عمرو ،
وشيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وقرأ الباقون بالهمزة . والوقت : الأجل الذي يكون عنده الشيء المؤخر إليه ، والمعنى : جعل لها وقتا للفصل والقضاء بينهم وبين الأمم كما في قوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109يوم يجمع الله الرسل [ المائدة : 109 ] وقيل هذا في الدنيا : أي جمعت الرسل لميقاتها الذي ضرب لها في إنزال العذاب بمن كذبها ، والأول أولى ، قال
أبو علي الفارسي : أي جعل يوم الدين والفصل لها وقتا ، وقيل أقتت : أرسلت لأوقات معلومة على ما علم الله به .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29048لأي يوم أجلت هذا الاستفهام للتعظيم والتعجيب : أي لأي يوم عظيم يعجب العباد منه لشدته ومزيد أهواله ضرب لهم الأجل لجمعهم ، والجملة مقول قول مقدر هو جواب ل ( إذا ) ، أو في محل نصب على الحال من الضمير في أقتت قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المراد بهذا التأقيت تبيين الوقت الذي يحضرون فيه للشهادة على أممهم .
ثم بين هذا اليوم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29048_30296ليوم الفصل قال
قتادة : يفصل فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة والنار .
ثم عظم ذلك اليوم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=14وما أدراك ما يوم الفصل أي وما أعلمك بيوم الفصل يعني أنه أمر بديع هائل لا يقادر قدره ، و " ما " مبتدأ و " أدراك " خبره ، أو العكس كما اختاره
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه .
ثم ذكر حال الذين كذبوا بذلك اليوم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=15ويل يومئذ للمكذبين أي ويل لهم في ذلك اليوم الهائل ، وويل أصل مصدر ساد مسد فعله ، وعدل به إلى الرفع للدلالة على الثبات . والويل الهلاك ، أو هو اسم واد في جهنم ، وكرر هذه الآية في هذه السورة لأنه قسم الويل بينهم على قدر تكذيبهم ، فإن لكل مكذب بشيء عذابا سوى تكذيبه بشيء آخر ، ورب شيء كذب به هو أعظم جرما من التكذيب بغيره ، فيقسم له من الويل على قدر ذلك التكذيب .
ثم ذكر سبحانه ما فعل بالكفار من الأمم الخالية فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=16nindex.php?page=treesubj&link=29048_30539_32016ألم نهلك الأولين أخبر سبحانه بإهلاك الكفار من الأمم الماضية من لدن
آدم إلى
محمد صلى الله عليه وسلم .
قال
مقاتل : يعني بالعذاب في الدنيا حين كذبوا رسلهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29048_30532ثم نتبعهم الآخرين يعني كفار
مكة ، ومن وافقهم حين كذبوا
محمدا صلى الله عليه وسلم .
قرأ الجمهور ( نتبعهم ) بالرفع على الاستئناف أي ثم نحن نتبعهم .
قال
أبو البقاء ليس بمعطوف لأن العطف يوجب أن يكون المعنى : أهلكنا الأولين ثم أتبعناهم الآخرين في الإهلاك .
وليس كذلك لأن إهلاك الآخرين لم يقع بعد .
ويدل على الرفع قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود " ثم سنتبعهم " . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ،
والعباس عن
أبي عمرو " نتبعهم " بالجزم عطفا على " نهلك " قال
شهاب الدين : على جعل الفعل معطوفا على مجموع الجملة من قوله : ( ألم نهلك ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29048_30532كذلك نفعل بالمجرمين أي مثل ذلك الفعل الفظيع نفعل بهم ، يريد من يهلكه فيما بعد ، والكاف في موضع نصب على النعت لمصدر محذوف : أي مثل ذلك الإهلاك نفعل بكل مشرك إما في الدنيا أو في الآخرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29048_30532ويل يومئذ للمكذبين أي ويل يوم ذلك الإهلاك للمكذبين بكتب الله ورسله ، قيل الويل الأول لعذاب الآخرة ، وهذا لعذاب الدنيا .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=20ألم نخلقكم من ماء مهين أي ضعيف حقير ، وهو النطفة .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=21فجعلناه في قرار مكين أي مكان حريز ، وهو الرحم .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=22إلى قدر معلوم أي إلى مقدار معلوم ، وهو مدة الحمل ، وقيل إلى أن يصور .
( فقدرنا ) قرأ الجمهور فقدرنا بالتخفيف .
وقرأ
نافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بالتشديد من التقدير .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : وهما لغتان بمعنى . تقول : قدرت كذا ، وقدرته .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=23فنعم القادرون أي نعم المقدرون نحن ، قيل المعنى : قدرناه قصيرا أو طويلا ، وقيل معنى قدرنا ملكنا .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=24ويل يومئذ للمكذبين بقدرتنا على ذلك .
ثم بين لهم بديع صنعه وعظيم قدرته ليعتبروا فقال
nindex.php?page=treesubj&link=29048_32438 : nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=25ألم نجعل الأرض كفاتا معنى الكفت في اللغة : الضم والجمع ، يقال كفت الشيء : إذا ضمه وجمعه ، ومن هذا يقال للجراب والقدر كفت ، والمعنى : ألم نجعل الأرض ضامة للأحياء على ظهرها والأموات في
[ ص: 1571 ] باطنها تضمهم وتجمعهم .
قال
الفراء : يريد تكفتهم أحياء على ظهرها في دورهم ومنازلهم .
وتكفتهم أمواتا في بطنها : أي تحوزهم وهو معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=26أحياء وأمواتا وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه :
كرام حين تنكفت الأفاعي إلى أجحارهن من الصقيع
قال
أبو عبيدة : كفاتا : أوعية ، ومنه قول الشاعر :
فأنت اليوم فوق الأرض حي وأنت غدا تضمن في كفات
أي في قبر ، وقيل معنى جعلها كفاتا : أنه يدفن فيها ما يخرج من الإنسان من الفضلات .
وقال
الأخفش ،
وأبو عبيدة : الأحياء والأموات وصفان للأرض : أي الأرض منقسمة إلى حي وهو الذي ينبت ، وإلى ميت وهو الذي لا ينبت .
قال
الفراء : انتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=26أحياء وأمواتا بوقوع الكفات عليه : أي ألم نجعل الأرض كفات أحياء وأموات ، فإذا نون نصب ما بعده ، وقيل نصبا على الحال من الأرض : أي منها كذا ومنها كذا ، وقيل هو مصدر نعت به للمبالغة .
وقال
الأخفش : كفاتا جمع كافتة ، والأرض يراد بها الجمع فنعتت بالجمع .
وقال
الخليل : التكفت : تقليب الشيء ظهرا لبطن أو بطنا لظهر ، ويقال انكفت القوم إلى منازلهم : أي ذهبوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=27وجعلنا فيها رواسي شامخات أي جبالا طوالا ، والرواسي : الثوابت ، والشامخات : الطوال ، وكل عال فهو شامخ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=27وأسقيناكم ماء فراتا أي عذبا ، والفرات الماء العذب يشرب منه ويسقى به .
قال
مقاتل : وهذا كله أعجب من البعث .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=28ويل يومئذ للمكذبين بما أنعمنا عليهم من نعمنا التي هذه من جملتها .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
والحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1والمرسلات عرفا قال : هي الملائكة أرسلت بالعرف .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1والمرسلات عرفا قال الريح
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=2فالعاصفات عصفا قال : الريح
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=3والناشرات نشرا قال : الريح .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12418ابن راهويه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
والحاكم وصححه
والبيهقي في الشعب أنه جاء رجل إلى
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، فقال ما العاصفات عصفا ؟ قال الرياح .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1والمرسلات عرفا قال : الريح
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=2فالعاصفات عصفا قال : الريح
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=4فالفارقات فرقا قال : الملائكة
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=5فالملقيات ذكرا قال : الملائكة .
وأخرج
ابن المنذر عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1والمرسلات عرفا قال : الملائكة
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=4فالفارقات فرقا قال : الملائكة ، فرقت بين الحق والباطل
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=5فالملقيات ذكرا قال : بالتنزيل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : ( ويل ) واد في جنهم يسيل فيه صديد أهل النار ، فجعل للمكذبين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=20من ماء مهين قال : ضعيف .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه كفاتا قال : كنا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=27رواسي شامخات قال : جبالا مشرفات ، وفي قوله : فراتا قال : عذبا .
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ
الْحَسَنِ ،
وَعِكْرِمَةَ ،
وَعَطَاءٍ ،
وَجَابِرٍ .
قَالَ
قَتَادَةُ : إِلَّا آيَةً مِنْهَا وَهِيَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=48وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ فَإِنَّهَا مَدَنِيَّةٌ ، وَرُوِيَ هَذَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَأَخْرَجَ
النَّحَّاسُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَتْ سُورَةُ الْمُرْسَلَاتِ
بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021744بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ بِمِنَى إِذْ نَزَلَتْ سُورَةُ الْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ، فَإِنَّهُ لَيَتْلُوهَا وَإِنِّي لَأَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ وَإِنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِهَا إِذْ وَثَبَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْتُلُوهَا ، فَابْتَدَرْنَاهَا فَذَهَبَتْ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وُقِيَتْ شَرَّكُمْ كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021745أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ سَمِعَتْهُ وَهُوَ يَقْرَأُ : nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَقَالَتْ : يَا بُنَيَّ لَقَدْ ذَكَّرْتَنِي بِقِرَاءَتِكَ هَذِهِ السُّورَةَ ، إِنَّهَا آخَرُ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فِي الْمَغْرِبِ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=2فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=3وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=4فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=5فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=6عُذْرًا أَوْ نُذْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=7إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=8فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=9وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=10وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=11وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=12لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=13لِيَوْمِ الْفَصْلِ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=14وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=15وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=16أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=17ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=18كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=19وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=20أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=21فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=22إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=23فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=24وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=25أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=26أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=27وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=28وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29048_28904_29747قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا قَالَ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ : هِيَ الرِّيَاحُ ، وَقِيلَ هِيَ الْمَلَائِكَةُ ، وَبِهِ قَالَ
مُقَاتِلٌ ،
وَأَبُو صَالِحٍ ،
وَالْكَلْبِيُّ ، وَقِيلَ هُمُ الْأَنْبِيَاءُ ، فَعَلَى الْأَوَّلِ أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بِالرِّيَاحِ الْمُرْسَلَةِ لِمَا يَأْمُرُهَا بِهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=22وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ [ الْحِجْرِ : 22 ] وَقَوْلِهِ : يُرْسِلُ الرِّيَاحَ وَغَيْرِ ذَلِكَ .
وَعَلَى الثَّانِي أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بِالْمَلَائِكَةِ الْمُرْسَلَةِ بِوَحْيِهِ وَأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ .
وَعَلَى الثَّالِثِ أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بِرُسُلِهِ الْمُرْسَلَةِ إِلَى عِبَادِهِ لِتَبْلِيغِ شَرَائِعِهِ . وَانْتِصَابُ ( عُرْفًا ) إِمَّا عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لِأَجْلِهِ أَيْ : الْمُرْسَلَاتُ لِأَجْلِ الْعُرْفِ وَهُوَ ضِدُّ النُّكْرِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ لَا يُعْدَمْ جَوَازِيهِ لَا يَذْهَبُ الْعُرْفُ بَيْنَ اللَّهِ وَالنَّاسِ
أَوْ عَلَى أَنَّهُ حَالٌ بِمَعْنَى مُتَتَابِعَةٍ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا كَعُرْفِ الْفَرَسِ ، تَقُولُ الْعَرَبُ : سَارَ النَّاسُ إِلَى فُلَانٍ عُرْفًا وَاحِدًا : إِذَا تَوَجَّهُوا إِلَيْهِ ، وَهُمْ عَلَى فُلَانٍ كَعُرْفِ الضَّبُعِ : إِذَا تَأَلَّبُوا عَلَيْهِ ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ كَأَنَّهُ قَالَ : وَالْمُرْسَلَاتُ إِرْسَالًا : أَيْ مُتَتَابِعَةً ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَنْصُوبٌ بِنَزْعِ الْخَافِضِ : أَيْ وَالْمُرْسَلَاتُ بِالْعُرْفِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ عُرْفًا بِسُكُونِ الرَّاءِ : وَقَرَأَ
عِيسَى بْنُ عُمَرَ بِضَمِّهَا ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْمُرْسَلَاتِ السَّحَابُ لِمَا فِيهَا مِنْ نِعْمَةٍ وَنِقْمَةٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29048فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا وَهِيَ الرِّيَاحُ الشَّدِيدَةُ الْهُبُوبِ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ بِغَيْرِ اخْتِلَافٍ : يُقَالُ عَصَفَ بِالشَّيْءِ : إِذَا أَبَادَهُ وَأَهْلَكَهُ ، وَنَاقَةٌ عُصُوفٌ : أَيْ تَعْصِفُ بِرَاكِبِهَا فَتَمْضِي كَأَنَّهَا رِيحٌ فِي السُّرْعَةِ ، وَيُقَالُ عَصَفَتِ الْحَرْبُ بِالْقَوْمِ إِذَا ذَهَبَتْ بِهِمْ ، وَقِيلَ هِيَ الْمَلَائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِالرِّيَاحِ يَعْصِفُونَ بِهَا ، وَقِيلَ يَعْصِفُونَ بِرُوحِ الْكَافِرِ ، وَقِيلَ هِيَ الْآيَاتُ الْمُهْلِكَةُ كَالزَّلَازِلِ وَنَحْوِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29048_29747وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا يَعْنِي الرِّيَاحَ تَأْتِي بِالْمَطَرِ وَهِيَ تَنْشُرُ السَّحَابَ نَشْرًا ، أَوِ الْمَلَائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِالسَّحَابِ يَنْشُرُونَهَا أَوْ يَنْشُرُونَ أَجْنِحَتَهُمْ فِي الْجَوِّ عِنْدَ النُّزُولِ بِالْوَحْيِ ، أَوْ هِيَ الْأَمْطَارُ لِأَنَّهَا تَنْشُرُ النَّبَاتَ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : يُرِيدُ مَا يُنْشَرُ مِنَ الْكُتُبِ وَأَعْمَالِ بَنِي آدَمَ .
وَقَالَ
الرَّبِيعُ : إِنَّهُ الْبَعْثُ لِلْقِيَامَةِ بِنَشْرِ الْأَرْوَاحِ ، وَجَاءَ بِالْوَاوِ هُنَا لِأَنَّهُ اسْتِئْنَافُ قَسَمٍ آخَرَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29048_29747فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ تَأْتِي بِمَا يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَالْحَلَّالِ وَالْحَرَامِ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : هِيَ الرِّيحُ تُفَرِّقُ بَيْنَ السَّحَابِ فَتُبَدِّدُهُ .
وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهَا آيَاتُ الْقُرْآنِ تَفْرُقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ، وَقِيلَ هِيَ الرُّسُلُ فَرَقُوا مَا بَيْنَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ . وَبِهِ قَالَ
الْحَسَنُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29048_29747فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا هِيَ الْمَلَائِكَةُ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : بِإِجْمَاعٍ ؛ أَيْ تُلْقِي الْوَحْيَ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ ، وَقِيلَ هُوَ
جِبْرِيلُ ، وَسُمِّيَ بِاسْمِ الْجَمْعِ تَعْظِيمًا لَهُ ، وَقِيلَ هِيَ الرُّسُلُ يُلْقُونَ إِلَى أُمَمِهِمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، قَالَ
قُطْرُبٌ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( فَالْمُلْقِيَاتِ ) بِسُكُونِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْقَافِ اسْمُ فَاعِلٍ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ الْقَافِ مِنَ التَّلْقِيَةِ وَهِيَ إِيصَالُ
[ ص: 1570 ] الْكَلَامِ إِلَى الْمُخَاطَبِ ، وَالرَّاجِحُ أَنَّ الثَّلَاثَةَ الْأُوَلَ لِلرِّيَاحِ ، وَالرَّابِعُ وَالْخَامِسُ لِلْمَلَائِكَةِ ، وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ،
وَالْقَاضِي وَغَيْرُهُمَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=6عُذْرًا أَوْ نُذْرًا انْتِصَابُهُمَا عَلَى الْبَدَلِ مِنْ ذِكْرًا أَوْ عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ ، وَالْعَامِلُ فِيهِمَا الْمَصْدَرُ الْمُنَوَّنُ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=14أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا [ الْبَلَدِ : 15 ، 14 ] أَوْ عَلَى الْمَفْعُولِ لِأَجْلِهِ : أَيْ لِلْإِعْذَارِ وَالْإِنْذَارِ ، أَوْ عَلَى الْحَالِ بِالتَّأْوِيلِ الْمَعْرُوفِ : أَيْ مُعَذِّرِينَ أَوْ مُنْذِرِينَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِإِسْكَانِ الذَّالِ فِيهِمَا .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَابْنُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15786خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ ،
وَطَلْحَةُ بِضَمِّهِمَا .
وَقَرَأَ الْحَرَمِيَّانِ
وَابْنُ عَامِرٍ ،
وَأَبُو بَكْرٍ بِسُكُونِهَا فِي ( عُذْرًا ) وَضَمِّهَا فِي ( نُذُرًا ) .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=6عُذْرًا أَوْ نُذْرًا عَلَى الْعَطْفِ بِأَوْ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12402إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ ،
وَقَتَادَةُ عَلَى الْعَطْفِ بِالْوَاوِ بِدُونِ أَلِفٍ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ الْمَلَائِكَةَ تُلْقِي الْوَحْيَ إِعْذَارًا مِنَ اللَّهِ إِلَى خَلْقِهِ وَإِنْذَارًا مِنْ عَذَابِهِ ، كَذَا قَالَ
الْفَرَّاءُ ، وَقِيلَ عُذْرًا لِلْمُحِقِّينَ وَنُذْرًا لِلْمُبْطِلِينَ .
قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْعُذُرُ وَالنُّذُرُ بِالتَّثْقِيلِ جَمْعُ عَاذِرٍ وَنَاذِرٍ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=56هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى [ النَّجْمِ : 56 ] فَيَكُونُ نَصْبًا عَلَى الْحَالِ مِنَ الْإِلْقَاءِ : أَيْ يُلْقُونَ الذِّكْرَ فِي حَالِ الْعُذْرِ وَالْإِنْذَارِ ، أَوْ مَفْعُولَانِ لِ ( ذِكْرًا ) : أَيْ تَذَكَّرْ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : هُمَا بِالتَّثْقِيلِ جَمْعٌ ، وَالْوَاحِدُ عَذِيرٌ وَنَذِيرٌ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ جَوَابَ الْقَسَمِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=7إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ أَيْ إِنَّ الَّذِي تُوعَدُونَهُ مِنْ مَجِيءِ السَّاعَةِ وَالْبَعْثِ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ مَتَى يَقَعُ ذَلِكَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=8فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ أَيْ مُحِيَ نُورُهَا وَذَهَبَ ضَوْؤُهَا ، يُقَالُ طُمِسَ الشَّيْءُ : إِذَا دَرَسَ وَذَهَبَ أَثَرُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=9وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ أَيْ فُتِحَتْ وَشُقَّتْ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا [ النَّبَأِ : 19 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29048وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ أَيْ قُلِعَتْ مِنْ مَكَانِهَا بِسُرْعَةٍ ، يُقَالُ نَسَفْتُ الشَّيْءَ وَأَنْسَفْتُهُ : إِذَا أَخَذْتَهُ بِسُرْعَةٍ .
وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : سُوِّيَتْ بِالْأَرْضِ ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ : نَسَفَتِ النَّاقَةُ الْكَلَأَ : إِذَا رَعَتْهُ ، وَقِيلَ جُعِلَتْ كَالْحَبِّ الَّذِي يُنْسَفُ بِالْمَنْسَفِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=5وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا [ الْوَاقِعَةِ : 5 ] وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : نُسِفَتْ قُلِعَتْ مِنْ مَوَاضِعِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=29048وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ الْهَمْزَةُ فِي أُقِّتَتْ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ الْمَضْمُومَةِ ، وَكُلُّ وَاوٍ انْضَمَّتْ وَكَانَتْ ضَمَّتُهَا لَازِمَةً يَجُوزُ إِبْدَالُهَا بِالْهَمْزَةِ ، وَقَدْ قَرَأَ بِالْوَاوِ
أَبُو عَمْرٍو ،
وَشَيْبَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْهَمْزَةِ . وَالْوَقْتُ : الْأَجَلُ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَهُ الشَّيْءُ الْمُؤَخَّرُ إِلَيْهِ ، وَالْمَعْنَى : جُعِلَ لَهَا وَقْتًا لِلْفَصْلِ وَالْقَضَاءِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْأُمَمِ كَمَا فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ [ الْمَائِدَةِ : 109 ] وَقِيلَ هَذَا فِي الدُّنْيَا : أَيْ جُمِعَتِ الرُّسُلُ لِمِيقَاتِهَا الَّذِي ضُرِبَ لَهَا فِي إِنْزَالِ الْعَذَابِ بِمَنْ كَذَّبَهَا ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : أَيْ جَعَلَ يَوْمَ الدِّينِ وَالْفَصْلِ لَهَا وَقْتًا ، وَقِيلَ أُقِّتَتْ : أُرْسِلَتْ لِأَوْقَاتٍ مَعْلُومَةٍ عَلَى مَا عَلِمَ اللَّهُ بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29048لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ هَذَا الِاسْتِفْهَامُ لِلتَّعْظِيمِ وَالتَّعْجِيبِ : أَيْ لِأَيِّ يَوْمٍ عَظِيمٍ يَعْجَبُ الْعِبَادُ مِنْهُ لِشَدَّتِهِ وَمَزِيدِ أَهْوَالِهِ ضُرِبَ لَهُمُ الْأَجَلُ لِجَمْعِهِمْ ، وَالْجُمْلَةُ مَقُولُ قَوْلٍ مُقَدَّرٍ هُوَ جَوَابٌ لِ ( إِذَا ) ، أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي أُقِّتَتْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمُرَادُ بِهَذَا الْتَّأْقِيتِ تَبْيِينُ الْوَقْتِ الَّذِي يَحْضُرُونَ فِيهِ لِلشَّهَادَةِ عَلَى أُمَمِهِمْ .
ثُمَّ بَيَّنَ هَذَا الْيَوْمَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29048_30296لِيَوْمِ الْفَصْلِ قَالَ
قَتَادَةُ : يُفْصَلُ فِيهِ بَيْنَ النَّاسِ بِأَعْمَالِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ .
ثُمَّ عَظَّمَ ذَلِكَ الْيَوْمَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=14وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ أَيْ وَمَا أَعْلَمَكَ بِيَوْمِ الْفَصْلِ يَعْنِي أَنَّهُ أَمْرٌ بَدِيعٌ هَائِلٌ لَا يُقَادَرُ قَدْرُهُ ، وَ " مَا " مُبْتَدَأٌ وَ " أَدْرَاكَ " خَبَرُهُ ، أَوِ الْعَكْسُ كَمَا اخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ .
ثُمَّ ذَكَرَ حَالَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِذَلِكَ الْيَوْمِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=15وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ أَيْ وَيْلٌ لَهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الْهَائِلِ ، وَوَيْلٌ أَصْلُ مَصْدَرٍ سَادٌّ مَسَدَّ فِعْلِهِ ، وَعَدَلَ بِهِ إِلَى الرَّفْعِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الثَّبَاتِ . وَالْوَيْلُ الْهَلَاكُ ، أَوْ هُوَ اسْمُ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ ، وَكَرَّرَ هَذِهِ الْآيَةَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ لِأَنَّهُ قَسَّمَ الْوَيْلَ بَيْنَهُمْ عَلَى قَدْرِ تَكْذِيبِهِمْ ، فَإِنَّ لِكُلِّ مُكَذِّبٍ بِشَيْءٍ عَذَابًا سِوَى تَكْذِيبِهِ بِشَيْءٍ آخَرَ ، وَرُبَّ شَيْءٍ كُذِّبَ بِهِ هُوَ أَعْظَمُ جُرْمًا مِنَ التَّكْذِيبِ بِغَيْرِهِ ، فَيَقْسِمُ لَهُ مِنَ الْوَيْلِ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ التَّكْذِيبِ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مَا فَعَلَ بِالْكُفَّارِ مِنَ الْأُمَمِ الْخَالِيَةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=16nindex.php?page=treesubj&link=29048_30539_32016أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ بِإِهْلَاكِ الْكُفَّارِ مِنَ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ مِنْ لَدُنْ
آدَمَ إِلَى
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : يَعْنِي بِالْعَذَابِ فِي الدُّنْيَا حِينَ كَذَّبُوا رُسُلَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29048_30532ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ يَعْنِي كُفَّارَ
مَكَّةَ ، وَمَنْ وَافَقَهُمْ حِينَ كَذَّبُوا
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( نُتْبِعُهُمُ ) بِالرَّفْعِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ أَيْ ثُمَّ نَحْنُ نُتْبِعُهُمُ .
قَالَ
أَبُو الْبَقَاءِ لَيْسَ بِمَعْطُوفٍ لِأَنَّ الْعَطْفَ يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : أَهْلَكْنَا الْأَوَّلِينَ ثُمَّ أَتْبَعْنَاهُمُ الْآخَرِينَ فِي الْإِهْلَاكِ .
وَلَيْسَ كَذَلِكَ لِأَنَّ إِهْلَاكَ الْآخَرِينَ لَمْ يَقَعْ بَعْدُ .
وَيَدُلُّ عَلَى الرَّفْعِ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ " ثُمَّ سَنُتْبِعُهُمُ " . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الْأَعْرَجُ ،
وَالْعَبَّاسُ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو " نُتْبِعْهُمْ " بِالْجَزْمِ عَطْفًا عَلَى " نُهْلِكْ " قَالَ
شِهَابُ الدِّينِ : عَلَى جَعْلِ الْفِعْلِ مَعْطُوفًا عَلَى مَجْمُوعِ الْجُمْلَةِ مِنْ قَوْلِهِ : ( أَلَمْ نُهْلِكِ ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29048_30532كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ أَيْ مِثْلَ ذَلِكَ الْفِعْلِ الْفَظِيعِ نَفْعَلُ بِهِمْ ، يُرِيدُ مَنْ يُهْلِكُهُ فِيمَا بَعْدُ ، وَالْكَافُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى النَّعْتِ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ مِثْلَ ذَلِكَ الْإِهْلَاكِ نَفْعَلُ بِكُلِّ مُشْرِكٍ إِمَّا فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي الْآخِرَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29048_30532وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ أَيْ وَيْلٌ يَوْمَ ذَلِكَ الْإِهْلَاكِ لِلْمُكَذِّبِينَ بِكُتُبِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ ، قِيلَ الْوَيْلُ الْأَوَّلُ لِعَذَابِ الْآخِرَةِ ، وَهَذَا لِعَذَابِ الدُّنْيَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=20أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ أَيْ ضَعِيفٍ حَقِيرٍ ، وَهُوَ النُّطْفَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=21فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ أَيْ مَكَانٍ حَرِيزٍ ، وَهُوَ الرَّحِمُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=22إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ أَيْ إِلَى مِقْدَارٍ مَعْلُومٍ ، وَهُوَ مُدَّةُ الْحَمْلِ ، وَقِيلَ إِلَى أَنْ يُصَوَّرَ .
( فَقَدَرْنَا ) قَرَأَ الْجُمْهُورُ فَقَدَرْنَا بِالتَّخْفِيفِ .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِالتَّشْدِيدِ مِنَ التَّقْدِيرِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : وَهُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى . تَقُولُ : قَدَرْتُ كَذَا ، وَقَدَّرْتُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=23فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ أَيْ نِعْمَ الْمُقَدِّرُونَ نَحْنُ ، قِيلَ الْمَعْنَى : قَدَرْنَاهُ قَصِيرًا أَوْ طَوِيلًا ، وَقِيلَ مَعْنَى قَدَرْنَا مُلْكَنَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=24وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ بِقُدْرَتِنَا عَلَى ذَلِكَ .
ثُمَّ بَيَّنَ لَهُمْ بَدِيعَ صُنْعِهِ وَعَظِيمَ قُدْرَتِهِ لِيَعْتَبِرُوا فَقَالَ
nindex.php?page=treesubj&link=29048_32438 : nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=25أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا مَعْنَى الْكَفْتُ فِي اللُّغَةِ : الضَّمُّ وَالْجَمْعُ ، يُقَالُ كَفَتَ الشَّيْءَ : إِذَا ضَمَّهُ وَجَمَعَهُ ، وَمِنْ هَذَا يُقَالُ لِلْجِرَابِ وَالْقِدْرِ كَفْتٌ ، وَالْمَعْنَى : أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ ضَامَّةً لِلْأَحْيَاءِ عَلَى ظَهْرِهَا وَالْأَمْوَاتِ فِي
[ ص: 1571 ] بَاطِنِهَا تَضُمُّهُمْ وَتَجْمَعُهُمْ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : يُرِيدُ تَكْفِتُهُمْ أَحْيَاءً عَلَى ظَهْرِهَا فِي دُورِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ .
وَتَكْفِتُهُمْ أَمْوَاتًا فِي بَطْنِهَا : أَيْ تَحُوزُهُمْ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=26أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ :
كِرَامٌ حِينَ تَنْكَفِتُ الْأَفَاعِي إِلَى أَجْحَارِهِنَّ مِنَ الصَّقِيعِ
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : كِفَاتًا : أَوْعِيَةً ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
فَأَنْتَ الْيَوْمَ فَوْقَ الْأَرْضِ حَيٌّ وَأَنْتَ غَدًا تُضَمَّنُ فِي كِفَاتِ
أَيْ فِي قَبْرٍ ، وَقِيلَ مَعْنَى جَعْلِهَا كِفَاتًا : أَنَّهُ يُدْفَنُ فِيهَا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْإِنْسَانِ مِنَ الْفَضَلَاتِ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ ،
وَأَبُو عُبَيْدَةَ : الْأَحْيَاءُ وَالْأَمْوَاتُ وَصْفَانِ لِلْأَرْضِ : أَيِ الْأَرْضُ مُنْقَسِمَةٌ إِلَى حَيٍّ وَهُوَ الَّذِي يَنْبُتُ ، وَإِلَى مَيِّتٍ وَهُوَ الَّذِي لَا يَنْبُتُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : انْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=26أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا بِوُقُوعِ الْكِفَاتِ عَلَيْهِ : أَيْ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتَ أَحْيَاءٍ وَأَمْوَاتٍ ، فَإِذَا نُوِّنَ نُصِبَ مَا بَعْدَهُ ، وَقِيلَ نَصْبًا عَلَى الْحَالِ مِنَ الْأَرْضِ : أَيْ مِنْهَا كَذَا وَمِنْهَا كَذَا ، وَقِيلَ هُوَ مَصْدَرٌ نُعِتَ بِهِ لِلْمُبَالَغَةِ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : كِفَاتًا جَمْعُ كَافِتَةٍ ، وَالْأَرْضُ يُرَادُ بِهَا الْجَمْعُ فَنُعِتَتْ بِالْجَمْعِ .
وَقَالَ
الْخَلِيلُ : التَّكَفُّتُ : تَقْلِيبُ الشَّيْءِ ظَهْرًا لِبَطْنٍ أَوْ بَطْنًا لِظَهْرٍ ، وَيُقَالُ انْكَفَتَ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلَهُمْ : أَيْ ذَهَبُوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=27وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ أَيْ جِبَالًا طُوَالًا ، وَالرَّوَاسِي : الثَّوَابِتُ ، وَالشَّامِخَاتُ : الطُّوَالُ ، وَكُلُّ عَالٍ فَهُوَ شَامِخٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=27وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا أَيْ عَذْبًا ، وَالْفُرَاتُ الْمَاءُ الْعَذْبُ يُشْرَبُ مِنْهُ وَيُسْقَى بِهِ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : وَهَذَا كُلُّهُ أَعْجَبُ مِنَ الْبَعْثِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=28وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ بِمَا أَنْعَمْنَا عَلَيْهِمْ مَنْ نِعَمِنَا الَّتِي هَذِهِ مِنْ جُمْلَتِهَا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا قَالَ : هِيَ الْمَلَائِكَةُ أُرْسِلَتْ بِالْعُرْفِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا قَالَ الرِّيحُ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=2فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا قَالَ : الرِّيحُ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=3وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا قَالَ : الرِّيحُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12418ابْنُ رَاهَوَيْهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ أَنَّهُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ مَا الْعَاصِفَاتُ عَصْفًا ؟ قَالَ الرِّيَاحَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا قَالَ : الرِّيحُ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=2فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا قَالَ : الرِّيحُ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=4فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا قَالَ : الْمَلَائِكَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=5فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا قَالَ : الْمَلَائِكَةُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا قَالَ : الْمَلَائِكَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=4فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا قَالَ : الْمَلَائِكَةُ ، فَرَّقَتْ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=5فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا قَالَ : بِالتَّنْزِيلِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : ( وَيْلٌ ) وَادٍ فِي جِنِّهِمْ يَسِيلُ فِيهِ صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ ، فَجُعِلَ لِلْمُكَذِّبِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=20مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ قَالَ : ضَعِيفٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ كِفَاتًا قَالَ : كِنًّا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=27رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ قَالَ : جِبَالًا مُشْرِفَاتٍ ، وَفِي قَوْلِهِ : فُرَاتًا قَالَ : عَذْبًا .