الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 377 ] 74 - باب فرش حروف من سورة النبإ إلى سورة العلق


1 - وقل لابثين القصر فاش وقل ولا كذابا بتخفيف الكسائي أقبلا



قرأ حمزة: لابثين فيها أحقابا بالقصر، والمراد به حذف الألف بعد اللام، وقرأ غيره بالمد، والمراد به: إثبات الألف بعد اللام، وقرأ الكسائي: لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا بتخفيف الذال، وقرأ غيره بتشديدها، وتقييد لفظ (كذابا) باقترانه بكلمة (ولا) لإخراج: وكذبوا بآياتنا كذابا فقد اتفق القراء على تشديد الذال فيه.


2 - وفي رفع با رب السماوات خفضه     ذلول وفي الرحمن ناميه كملا



قرأ ابن عامر والكوفيون: " رب السماوات " بخفض رفع الباء، وقرأ الباقون برفعها. وقرأ عاصم وابن عامر: وما بينهما الرحمن بخفض رفع النون، وقرأ غيرهما برفعها، فيتلخص أن عاصما وابن عامر يقرءان بخفض باء (رب) ونون (الرحمن)، وأن حمزة والكسائي يقرءان بخفض باء (رب) ورفع نون (الرحمن)، وأن نافعا وابن كثير وأبا عمرو يقرءون برفع باء (رب) ونون (الرحمن).


3 - وناخرة بالمد صحبتهم وفي     تزكى تصدى الثان حرمي اثقلا



قرأ شعبة وحمزة والكسائي: (عظاما ناخرة) بالمد أي بإثبات ألف بعد النون، وقرأ غيرهم بالقصر أي: حذف الألف بعد النون، وقرأ الحرميان: إلى أن تزكى ، فأنت له تصدى ، بتشديد الحرف الثاني في الفعلين، أي تشديد الزاي في (تزكى)، والصاد في (تصدى)، وقرأ الباقون بتخفيف الحرفين.


4 - فتنفعه في رفعه نصب عاصم     وأنا صببنا فتحه ثبته تلا



قرأ عاصم: فتنفعه الذكرى بالنصب في مكان الرفع أي: بنصب العين بدلا عن رفعها في قراءة غيره، وقرأ الكوفيون: أنا صببنا الماء بفتح همزة (إنا)، فتكون قراءة غيرهم بكسرها.

[ ص: 378 ]

5 - وخفف حق سجرت ثقل نشرت     شريعة حق سعرت عن أولي ملا



قرأ ابن كثير وأبو عمرو: وإذا البحار سجرت بتخفيف الجيم، وقرأ غيرهما بتشديدها، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي: وإذا الصحف نشرت بتشديد الشين، فتكون قراءة غيرهم بتخفيفها. وقرأ حفص ونافع وابن ذكوان: وإذا الجحيم سعرت بتشديد العين، وأخذ هذا من العطف على ما قبله، والعاطف محذوف، وقرأ الباقون بتخفيف العين.


6 - وظا بضنين حق راو وخف في     فعدلك الكوفي وحقك يوم لا



قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: (وما هو على الغيب بظنين) بالظاء في مكان الضاد في قراءة غيرهم، وقرأ الكوفيون: فعدلك بتخفيف الدال، فتكون قراءة غيرهم بتشديدها، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: يوم لا تملك برفع (يوم) على ما لفظ به، فتكون قراءة غيرهما بنصبه.


7 - وفي فاكهين اقصر علا وختامه     بفتح وقدم مده راشدا ولا



قرأ حفص: انقلبوا فكهين بالقصر أي بحذف الألف بعد الفاء، وقرأ غيره بالمد أي بإثبات الألف بعد الفاء، وقرأ الكسائي: ختامه مسك بفتح الخاء وتقديم المد أي الألف بجعلها بعد الخاء بدلا من تأخيرها وجعلها بعد التاء، فتكون قراءة الكسائي بخاء مفتوحة بعدها ألف، وبعد الألف تاء مفتوحة، وتكون قراءة غيره بكسر الخاء وبعدها تاء مفتوحة بعدها ألف.


8 - يصلى ثقيلا ضم عم رضا دنا     وبا تركبن اضمم حيا عم نهلا



قرأ نافع وابن عامر والكسائي وابن كثير: ويصلى سعيرا بضم الياء وتشديد اللام ويلزمه فتح الصاد، وقرأ غيرهم بفتح الياء وتخفيف اللام، ويلزمه سكون الصاد، وقرأ أبو عمرو ونافع وابن عامر وعاصم: لتركبن بضم الباء، فتكون قراءة غيرهم بفتحها.


9 - ومحفوظ اخفض رفعه خص وهو في ال     مجيد شفا والخف قدر رتلا



[ ص: 379 ] قرأ السبعة إلا نافعا: في لوح محفوظ بخفض رفع الظاء، وقرأ نافع برفعها، وقرأ حمزة والكسائي: ذو العرش المجيد بخفض رفع الدال، وقرأ غيرهما برفعها، فقوله (وهو) أي خفض الرفع في دال (المجيد) قراءة حمزة والكسائي، فتكون قراءة غيرهما بالرفع. وقرأ الكسائي: والذي قدر بتخفيف الدال، فتكون قراءة غيره بتشديدها.


10 - وبل يؤثرون حز وتصلى يضم حز     صفا يسمع التذكير حق وذو جلا
11 - وضم أولو حق ولاغية لهم     مصيطر اشمم ضاع والخلف قللا
12 - وبالسين لذ والوتر بالكسر شائع     فقدر يروي اليحصبي مثقلا



قرأ أبو عمرو: (بل يؤثرون الحياة الدنيا) بياء الغيب كما لفظ به، وقرأ غيره بتاء الخطاب. وقرأ أبو عمرو وشعبة: تصلى نارا بضم التاء، وقرأ غيرهما بفتحها، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (لا تسمع) بياء التذكير، فتكون قراءة غيرهما بتاء التأنيث، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بضم حرف المضارعة، وقرأ غيرهم بفتحه، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: لاغية برفع التاء كما لفظ به، وقرأ غيرهم بنصبها.

فيتلخص: أن نافعا يقرأ بتاء التأنيث مضمومة وبرفع تاء لاغية ، وأن ابن كثير وأبا عمرو يقرءان بياء التذكير مضمومة ورفع تاء لاغية ، وأن الباقين يقرءون بتاء التأنيث مفتوحة ونصب لاغية ، وقرأ خلف وخلاد بخلف عنه: (لست عليهم بمصيطر) بإشمام الصاد صوت الزاي، وقرأ هشام بالسين، وقرأ الباقون بالصاد الخالصة وهو الوجه الثاني لخلاد، وقرأ حمزة والكسائي: والوتر بكسر الواو، وقرأ غيرهما بفتحها، وقرأ اليحصبي ابن عامر: فقدر عليه رزقه بتشديد الدال، وقرأ غيره بتخفيفها.


13 - وأربع غيب بعد بل لا حصولها     تحضون فتح الضم بالمد ثملا



قرأ أبو عمرو الكلمات الأربع المذكورة بعد (بل لا) وهي: (تكرمون)، (تحضون)، (وتأكلون)، (وتحبون)، بياء الغيب، وقرأ غيره بتاء الخطاب فيها.

وقرأ الكوفيون: (تحضون) بفتح ضم الحاء مع مدها أي إثبات ألف بعدها، وقرأ الباقون بضم الحاء من غير ألف بعدها.

[ ص: 380 ]

14 - يعذب فافتحه ويوثق راويا     وياءان في ربي وفك ارفعا ولا
15 - وبعد اخفضا واكسر ومد منونا     مع الرفع إطعام ندى عم فانهلا



قرأ الكسائي: فيومئذ لا يعذب بفتح ذال " يعذب " ، ولا يوثق بفتح الثاء، وقرأ غيره بكسر الذال والثاء.

وفي سورة الفجر من ياءات الإضافة: ربي أكرمن ، ربي أهانن .

وقرأ عاصم ونافع وابن عامر وحمزة: فك رقبة أو إطعام برفع كاف (فك) وخفض تاء (رقبة)، و(إطعام) بكسر الهمزة ومد العين أي إثبات ألف بعدها وتنوين الميم ورفعها، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (فك) بفتح الكاف، و(رقبة) بنصب التاء، و(إطعام) بفتح الهمزة وقصر العين، أي حذف الألف بعدها وحذف تنوين الميم وفتحها.


16 - ومؤصدة فاهمز معا عن فتى حمى     ولا عم في والشمس بالفاء وانجلا



قرأ حفص وحمزة وأبو عمرو: مؤصدة هنا وفي سورة الهمزة، بهمزة ساكنة بعد الميم، وقرأ غيرهم بالواو الساكنة في مكان الهمزة الساكنة، وقرأ نافع وابن عامر:

(فلا يخاف عقباها) بالفاء في مكان الواو في قراءة غيرهما.

التالي السابق


الخدمات العلمية