الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم وقال مجاهد تلقونه يرويه بعضكم عن بعض تفيضون تقولون

                                                                                                                                                                                                        4474 حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سليمان عن حصين عن أبي وائل عن مسروق عن أم رومان أم عائشة أنها قالت لما رميت عائشة خرت مغشيا عليها [ ص: 340 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 340 ] قوله : باب قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب في رواية أبي ذر بعد قوله : ( أفضتم فيه ) الآية .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أفضتم قلتم ) ثبت هذا لأبي نعيم في رواية " المستخرج " : وقال أبو عبيدة في قوله : أفضتم أي خضتم فيه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( تفيضون فيه تقولون ) هو قول أبي عبيدة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال مجاهد تلقونه يرويه بعضكم عن بعض ) وصله الفريابي من طريقه وقال : معناه من التلقي للشيء وهو أخذه وقبوله ، وهو على القراءة المشهورة ، وبذلك جزم أبو عبيدة وغيره . وتلقونه بحذف إحدى التاءين ، وقرأ ابن مسعود بإثباتها ، وقراءة عائشة ويحيى بن يعمر " تلقونه " بكسر اللام وتخفيف القاف من الولق بسكون اللام وهو الكذب . وقال الفراء : الولق الاستمرار في السير وفي الكذب ، ويقال للذي أدمن الكذب الألق بسكون اللام وبفتحها أيضا ، وقال الخليل : أصل الولق الإسراع ، ومنه جاءت الإبل تلق ، وقد تقدم في غزوة المريسيع التصريح بأن عائشة قرأته كذلك ، وأن ابن أبي مليكة قال : هي أعلم من غيرها بذلك لكونه نزل فيها . وقد تقدم فيه أيضا الكلام على إسناد حديث أم رومان المذكور في هذا الباب ، والمذكور هنا طرف من حديثها وقد تقدم بتمامه هناك ، وتقدم شرحه مستوفى في الباب الذي قبله في أثناء حديث عائشة . وقال الإسماعيلي : هذا الذي ذكره من حديث أم رومان لا يتعلق بالترجمة ، وهو كما قال . إلا أن الجامع بينهما قصة الإفك في الجملة .

                                                                                                                                                                                                        وقوله في هذه الرواية : " حدثنا محمد بن كثير حدثنا سليمان عن حصين " كذا للأكثر ، وسليمان هو ابن كثير أخو محمد الراوي عنه ، وللأصيلي عن الجرجاني سفيان بدل " سليمان " قال أبو علي الجياني : هو خطأ والصواب سليمان . وهو كما قال .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 341 ]



                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية