الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4436 - وعن نافع ، قال : كان ابن عمر إذا استجمر استجمر بألوة غير مطراة ، وبكافور يطرحه مع الألوة ، ثم قال : هكذا كان يستجمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . رواه مسلم .

التالي السابق


4436 - ( وعن نافع قال : كان ابن عمر إذا استجمر ) : أي تبخر وتعطر . قال الطيبي : أي استعمل الجمر وحصل الجمر فيه للبخور اهـ . وفيه إيماء إلى أنه مأخوذ من الجمرة ، ومنه المجمرة وهي وعاء يوضع فيه النار ، ثم العود ويتبخر به . قال النووي : الاستجمار هنا استعمال الطيب ، والتبخر به مأخوذ من مجمرة وهو البخور اهـ . وقيده لقوله هنا لأن الاستجمار قد يستعمل بمعنى الاستنجاء بالأحجار أو مطلقا ( استجمر بألوة ) : بفتح الهمزة ويضم ، بضم اللام وتشديد الواو ، وحكى الأزهري بكسر اللام مع فتح الهمزة وتشدد وتخفف . قال الفارسي : أراها فارسية معربة وهي عود يتخبر به وقوله : ( غير مطراة ) : صفة ، وهي بتشديد الراء أي غير مخلوطة بغيرها من الطيب كالمسك والعنبر . قال التوربشتي : والمطراة هي المرباة بما يزيد في الرائحة من الطيب ، والمعنى استجمر بهذه وحدها تارة ( وبكافور يطرحه ) : صفة كافور ( مع الألوة ) : أي تارة أخرى ( ثم قال ) : أي ابن عمر ( هكذا ) : أي انفرادا واجتماعا ( كان يستجمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . رواه مسلم ) .

[ ص: 2822 ]



الخدمات العلمية