الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
49 أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد حدثني nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت nindex.php?page=hadith&LINKID=650047أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال nindex.php?page=treesubj&link=30457_26777_26778إني خرجت لأخبركم بليلة القدر وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم التمسوها في السبع والتسع والخمس
[ ص: 139 ]
[ ص: 139 ] قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد ) هو الطويل ( عن أنس ) ، وللأصيلي " حدثناه أنس بن مالك " فأمنا تدليس حميد . وهو من رواية صحابي عن صحابي ، أنس عن عبادة بن الصامت .
قوله : ( خرج يخبر بليلة القدر ) أي : بتعيين ليلة القدر .
قوله : ( فتلاحى ) بفتح الحاء المهملة مشتق من التلاحي بكسرها وهو التنازع والمخاصمة ، والرجلان أفاد ابن دحية أنهما عبد الله بن أبي حدرد - بحاء مفتوحة ودال ساكنة مهملتين ، ثم راء مفتوحة ودال مهملة أيضا - nindex.php?page=showalam&ids=331وكعب بن مالك . وقوله " فرفعت " أي فرفع تعيينها عن ذكري ، هذا هو المعتمد هنا . والسبب فيه ما أوضحه مسلم من حديث أبي سعيد في هذه القصة قال فجاء رجلان يحتقان بتشديد القاف أي : يدعي كل منهما أنه المحق معهما الشيطان ، فنسيتها . قال القاضي عياض : فيه دليل على أن nindex.php?page=treesubj&link=19153_26778المخاصمة مذمومة ، وأنها سبب في العقوبة المعنوية أي : الحرمان . وفيه أن المكان الذي يحضره الشيطان ترفع منه البركة والخير . فإن قيل كيف تكون المخاصمة في طلب الحق مذمومة ؟ قلت : إنما كانت كذلك لوقوعها في المسجد ، وهو محل الذكر لا اللغو ، ثم في الوقت المخصوص أيضا بالذكر لا اللغو وهو شهر رمضان ، فالذم لما عرض فيها لا لذاتها ، ثم إنها مستلزمة لرفع الصوت ورفعه بحضرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهي عنه لقوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي - إلى قوله تعالى - nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ومن هنا يتضح مناسبة هذا الحديث للترجمة ومطابقتها له ، وقد خفيت على كثير من المتكلمين على هذا الكتاب . فإن قيل قوله : وأنتم لا تشعرون يقتضي المؤاخذة بالعمل الذي لا قصد فيه . فالجواب أن المراد وأنتم لا تشعرون بالإحباط لاعتقادكم صغر الذنب ، فقد يعلم المرء الذنب ولكن لا يعلم أنه كبيرة ، كما قيل في قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=883479إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أي : عندهما ، ثم قال وإنه لكبير أي : في نفس الأمر . وأجاب nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي بأن المؤاخذة تحصل بما لم يقصد في الثاني إذا قصد في الأول ; لأن مراعاة القصد إنما هو في الأول ثم يسترسل حكم النية الأولى على مؤتنف العمل وإن عزب القصد خيرا كان أو شرا . والله أعلم .
قوله : ( وعسى أن يكون خيرا ) أي : وإن كان عدم الرفع أزيد خيرا وأولى منه ; لأنه متحقق فيه ، لكن في الرفع خير مرجو لاستلزامه مزيد الثواب ; لكونه سببا لزيادة الاجتهاد في التماسها ، وإنما حصل ذلك ببركة الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
قوله ( في السبع والتسع ) كذا في معظم الروايات بتقديم السبع التي أولها السين على التسع ، ففيه إشارة إلى أن رجاءها في السبع أقوى للاهتمام بتقديمه . ووقع عند أبي نعيم في المستخرج بتقديم التسع على ترتيب [ ص: 140 ] التدلي . واختلف في المراد بالتسع وغيرها فقيل لتسع يمضين من العشر وقيل لتسع يبقين من الشهر ، وسنذكر بسط هذا في محله حيث ذكره المصنف في كتاب الاعتكاف إن شاء الله تعالى .