الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وجاءوا أباهم عشاء يبكون قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين

                                                                                                                                                                                                [ ص: 262 ] وعن الحسن: "عشيا": على تصغير عشي، يقال: لقيته عشيا وعشيانا، وأصيلا وأصيلانا، ورواه ابن جني : "عشى" بضم العين والقصر، وقال: "عشوا" من البكاء، وروى أن امرأة حاكمت إلى شريح فبكت، فقال له الشعبي : يا أبا أمية، أما تراها تبكي؟ فقال: قد جاء إخوة يوسف يبكون وهم ظلمة، ولا ينبغي لأحد أن يقضي إلا بما أمر أن يقضي به من السنة المرضية، وروي أنه لما سمع صوتهم فزع وقال: مالكم يا بني ؟ هل أصابكم في غنمكم شيء ؟ قالوا: لا، قال: فما لكم وأين يوسف؟ قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق : أي: نتسابق، والافتعال والتفاعل يشتركان كالانتضال والتناضل، والارتماء والترامي، وغير ذلك، والمعنى: نتسابق في العدو أو في الرمي، وجاء في التفسير: ننتضل، بمؤمن لنا : بمصدق لنا، ولو كنا صادقين : ولو كنا عندك من أهل الصدق والثقة، لشدة محبتك ليوسف، فكيف وأنت سيئ الظن بنا، غير واثق بقولنا؟

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية