الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين

                                                                                                                                                                                                بدا لهم : فاعله مضمر، لدلالة ما يفسره عليه، وهو: "ليسجننه"، والمعنى: بدا لهم بداء، أي: ظهر لهم رأي ليسجننه، والضمير في "لهم": للعزيز وأهله، من بعد ما رأوا الآيات : وهي الشواهد على براءته، وما كان ذلك إلا باستنزال المرأة لزوجها، وفتلها منه في الذروة والغارب، وكان مطواعة لها وجميلا ذلولا زمامه في يدها، حتى أنساه ذلك ما عاين من الآيات وعمل برأيها في سجنه، وإلحاق الصغار به كما أوعدته به، وذلك لما أيست من طاعته لها، أو لطمعها في أن يذلله السجن ويسخره لها، وفي قراءة الحسن: "لتسجننه" بالتاء على الخطاب: خاطب به بعضهم العزيز ومن يليه، أو العزيز وحده على وجه التعظيم، حتى حين : إلى زمان، كأنها اقترحت أن يسجن زمانا حتى تبصر ما يكون [ ص: 283 ] منه، وفي قراءة ابن مسعود : "عتى حين"، وهي لغة هذيل، وعن عمر -رضي الله عنه- أنه سمع رجلا يقرأ: "عتى حين"، فقال: من أقرأك ؟ قال: ابن مسعود ، فكتب إليه: "إن الله أنزل هذا القرآن فجعله عربيا وأنزله بلغة قريش، فأقرئ الناس بلغة قريش ولا تقرئهم بلغة هذيل، والسلام".

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية