الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا علي بن المنذر ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا محمد بن عبد الله أبو رجاء الحبطي من أهل تستر ، ثنا شعبة بن الحجاج ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن الحارث ، قال : سأل علي ابنه الحسن [ ص: 36 ] عن أشياء من أمر المروءة ، فقال : يا بني ما السداد ؟ قال :يا أبت السداد دفع المنكر بالمعروف ، قال : فما الشرف ؟ قال : اصطناع العشيرة ، وحمل الجريرة ، قال : فما المروءة ؟ قال : العفاف وإصلاح المال ، قال : فما الرأفة ؟ قال : النظر في اليسير ومنع الحقير ، قال : فما اللؤم ؟ قال : إحراز المرء نفسه وبذله عرسه ، قال : فما السماح ؟ قال : البذل في العسر واليسر ، قال : فما الشح ؟ قال :أن ترى ما في يديك شرفا ، وما أنفقته تلفا ، قال : فما الإخاء ؟ قال : المواساة في الشدة والرخاء ، قال : فما الجبن ؟ قال : الجرأة على الصديق ، والنكول عن العدو ، قال : فما الغنيمة ؟ قال : الرغبة في التقوى ، والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة ، قال : فما الحلم ؟ قال : كظم الغيظ وملك النفس ، قال : فما الغنى ؟ قال : رضى النفس بما قسم الله تعالى لها وإن قل ، وإنما الغنى غنى النفس ، قال : فما الفقر ؟ قال : شره النفس في كل شيء ، قال : فما المنعة ؟ قال : شدة البأس ومنازعة أعزاء الناس ، قال : فما الذل ؟ قال : الفزع عند المصدوقة ، قال : فما العي ؟ قال : العبث باللحية وكثرة البزق عند المخاطبة ، قال : فما الجرأة ؟ قال : موافقة الأقران ، قال : فما الكلفة ؟ قال : كلامك فيما لا يعنيك ، قال : فما المجد ؟ قال :أن تعطي في العزم وتعفو عن الجرم ، قال : فما العقل ؟ قال : حفظ القلب كلما استوعيته ، قال : فما الخرق ؟ قال : معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك ، قال : فما السناء ؟ قال : إتيان الجميل وترك القبيح ، قال : فما الحزم ؟ قال : طول الأناة والرفق بالولاة ، قال : فما السفه ؟ قال : اتباع الدناة ومصاحبة الغواة ، قال : فما الغفلة ؟ قال : ترك المجد وطاعتك المفسد ، قال : فما الحرمان ؟ قال : تركك حظك وقد عرض عليك ، قال : فما السيد ؟ قال : الأحمق في ماله والمتهاون في عرضه يشتم فلا يجيب والمتحزن بأمر عشيرته هو السيد ، فقال علي : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا فقر أشد من الجهل ، ولا مال أعود من العقل " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية