nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15فلذلك أي إذا كان الأمر كما ذكر فلأجل ذلك التفرق ولما حدث بسببه من تشعب الكفر في الأمم السالفة شعبا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15فادع إلى الائتلاف والاتفاق على الملة الحنيفية القديمة
nindex.php?page=treesubj&link=19893_28657_30347_30530_30561_32022_32509_33536_34447_34513_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15واستقم كما أمرت أي اثبت على الدعاء كما أوحي إليك، وقيل: الإشارة إلى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شرع لكم وما يتصل به ونقل عن
nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي أي ولأجل ذلك من التوصية التي شوركت فيها مع نوح ومن بعده ولأجل ذلك الأمر بالإقامة والنهي عن التفرق فادع، وما ذكر أولا أولى لأن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أن أقيموا شمل النبي عليه الصلاة والسلام وأتباعه كما سمعت، ويدل عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13كبر على المشركين ما تدعوهم إليه فقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15فلذلك فادع إلخ لا يتسبب عنه لما يظهر من التكرار وهو تفرع الأمر عن الأمر، وأما تسببه عن تفرقهم فظاهر على معنى فلما أحدثوا من التفرق وأبدعوا فاثبت أنت على الدعاء الذي أمرت به واستقم وهذا ظاهر للمتأمل.
ومن الناس من جعل المشار إليه الشرع السابق ولم يدخل فيه الأمر بالإقامة لئلا يلزم التكرار أي فلأجل أنه شرع لهم الدين القويم القديم الحقيق بأن يتنافس فيه المتنافسون فادع، وقيل: هو الكتاب، وقيل: هو العلم المذكور في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=14جاءهم العلم وقيل: هو الشك ورجح بالقرب وليس بذاك، واللام على جميع الأقوال المذكورة للتعليل، وقيل: على بعضها هي بمعنى إلى صلة الدعاء فما بعدها هو المدعو إليه، وأنت تعلم أنه لا حاجة في إرادة ذلك إلى جعلها بمعنى إلى فإن الدعاء يتعدى بها أيضا كما في قوله:
دعوت لما نابني مسورا
ونقل ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج ، وأيا ما كان فالفاء الأولى واقعة في جواب شرط مقدر كما أشرنا إليه والفاء الثانية مؤكدة للأولى، وقيل: كان الناس بعد الطوفان أمة واحدة موحدين فاختلف أبناؤهم بعد موتهم حين بعث الله تعالى النبيين مبشرين ومنذرين، وجعل ضمير (تفرقوا) لأخلاف أولئك الموحدين والذين أورثوا الكتاب باق على ما تقدم والأول أظهر.
وقيل: ضمير تفرقوا لأهل الكتاب تفرقوا من بعد ما جاءهم العلم بمبعث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فهذا كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=4وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وإنما تفرقوا حسدا له عليه الصلاة والسلام لا لشبهة، والمراد بالذين أورثوا الكتاب من بعدهم مشركو
مكة وأحزابهم لأنهم أورثوا القرآن فالكتاب القرآن وضمير منه له وقيل للرسول وهو خلاف الظاهر، واختار كون المتفرقين أهل الكتاب
[ ص: 24 ] اليهود والنصارى والمورثين الشاكين مشركي
مكة وأحزابهم
شيخ الإسلام واستظهر الخطاب في
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه لأمته صلى الله تعالى عليه وسلم. وتعقب القول بكون المتفرق كل أمة بعد نبيها والقول بكونه أخلاف الموحدين الذين كانوا بعد الطوفان فقال: يرد ذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=14ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم فإن مشاهير الأمم المذكورة قد أصابهم عذاب الاستئصال من غير إنظار وإمهال على أن مساق النظم الكريم لبيان أحوال هذه الأمة وإنما ذكر من ذكر من الأنبياء عليهم السلام لتحقيق أن ما شرع لهؤلاء دين قديم أجمع عليه أولئك الأعلام عليهم الصلاة والسلام تأكيد الوجوب إقامته وتشديدا للزجر عن التفرق والاختلاف فيه فالتعرض لبيان تفرق أممهم عنه ربما يوهم الإخلال بذلك المرام انتهى.
وأجيب عن الأول بأن ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=14بينهم لأولئك الذين تفرقوا وقد علمت أن المراد بهم المتفرقون بعد وفاة أنبيائهم وهم لم يصبهم عذاب الاستئصال وإنما أصاب الذين لم يؤمنوا في عهد أنبيائهم وإطلاق المتفرقين ليس بذاك الظهور، وقيل: المراد لقضي بينهم ريثما افترقوا ولم يمهلوا أعواما، وقيل: المراد لقضي بينهم بإهلاك المبطلين وإثابة المحقين إثابتهم في العقبى وهو كما ترى، وعن الثاني بأنا لا نسلم إيهام التعرض لبيان تفرق الأمم الإخلال بالمرام بعد بيان أنه لم يكن إلا بعد أن جاءهم العلم بأنه ضلال وفساد وأمر متوعد عليه وأنه كان بغيا بينهم ولم يكن لشبهة في صحة الدين، وقيل: ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=14تفرقوا للمشركين في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13كبر على المشركين .
حكي في البحر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال: وما تفرقوا يعني
قريشا والعلم
محمد صلى تعالى عليه وسلم وكانوا يتمنون أن يبعث إليهم نبي كما قال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=42وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير الآية، وقد يقال عليه: المراد بالذين أورثوا الكتاب أهل الكتاب الذين عاصروا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ومعنى من بعدهم على ما قال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان من بعد أسلافهم.
ونقل
الطبرسي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ما يدل على أن المراد من بعد أحبارهم وفسر الموصول بعوام أهل الكتاب، وقيل: ضمير بعدهم للمشركين أيضا والبعدية رتبية كما قيل في قوله تعالى: (والأرض بعد ذلك دحاها) ولا يخفى عليك أنه لا بأس بعود ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=14تفرقوا للمشركين لو وجد للذين أورثوا الكتاب توجيه يقع في حيز القبول والله تعالى الموفق، وجعل متعلق " استقم " الدعاء لا تخفى مناسبته. وجوز جعله عاما فيكون استقم أمرا بالاستقامة في جميع أموره عليه الصلاة والسلام، والاستقامة أن يكون على خط مستقيم، وفسرها
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب بلزوم المنهج المستقيم فلا حاجة إلى التأويل بالدوام على الاستقامة أي دم على الاستقامة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15ولا تتبع أهواءهم أي شيئا من أهوائهم الباطلة على أن الإضافة للجنس
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب أي بجميع الكتب المنزلة لأن ما من أدوات العموم، وتنكير (كتاب) المبين مؤيد لذلك، وفي هذا القول تحقيق للحق وبيان لاتفاق الكتب في الأصول وتأليف لقلوب أهل الكتابين وتعريض بهم حيث لم يؤمنوا بجميعها
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وأمرت لأعدل بينكم أي أمرني الله تعالى بما أمرني به لأعدل بينكم في تبليغ الشرائع والأحكام فلا أخص بشيء منها شخصا دون شخص وقيل: لأعدل بينكم في الحكم إذا تخاصمتم، وقيل: بتبليغ الشرائع وفصل الخصومة واختاره غير واحد، وقيل: لأسوي بيني وبينكم ولا آمركم بما لا أعمله ولا أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ولا أفرق بين أصاغركم وأكابركم في إجراء حكم الله عز وجل، فاللام للتعليل والمأمور به محذوف، وقيل: اللام مزيدة أي أمرت أن أعدل ويحتاج
[ ص: 25 ] لتقدير الباء أي بأن أعدل، ولا يخلو عن بعد
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15الله ربنا وربكم أي خالق الكل ومتولي أمره فليس المراد خصوص المتكلم والمخاطب
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15لنا أعمالنا لا يتخطانا جزاؤها ثوابا كان أو عقابا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15ولكم أعمالكم لا يجاوزكم آثارها لننتفع بحسناتكم ونتضرر بسيئاتكم
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15لا حجة بيننا وبينكم أي لا احتجاج ولا خصومة لأن الحق قد ظهر فلم يبق للاحتجاج حاجة ولا للمخالفة محمل سوى المكابرة والعناد، وجاءت الحجة هنا على أصلها فإنها في الأصل مصدر بمعنى الاحتجاج كما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب وشاعت بمعنى الدليل وليس بمراد
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15الله يجمع بيننا يوم القيامة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وإليه المصير فيفصل سبحانه بيننا وبينكم، وليس في الآية ما يدل على متاركة الكفار رأسا حتى تكون منسوخة بآية السيف، وادعى
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان أن ما يظهر منها الموادعة المنسوخة بتلك الآية.
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15فَلِذَلِكَ أَيْ إِذَا كَانَ اَلْأَمْرُ كَمَا ذُكِرَ فَلِأَجْلِ ذَلِكَ اَلتَّفَرُّقِ وَلِمَا حَدَثَ بِسَبَبِهِ مِنْ تَشَعُّبِ اَلْكَفْرِ فِي اَلْأُمَمِ اَلسَّالِفَةِ شُعَبًا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15فَادْعُ إِلَى اَلِائْتِلَافِ وَالِاتِّفَاقِ عَلَى اَلْمِلَّةِ اَلْحَنِيفِيَّةِ اَلْقَدِيمَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=19893_28657_30347_30530_30561_32022_32509_33536_34447_34513_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ أَيِ اُثْبُتْ عَلَى اَلدُّعَاءِ كَمَا أُوحِيَ إِلَيْكَ، وَقِيلَ: اَلْإِشَارَةُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شَرَعَ لَكُمْ وَمَا يَتَّصِلُ بِهِ وَنُقِلَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15466اَلْوَاحِدِيِّ أَيْ وَلِأَجْلِ ذَلِكَ مِنَ اَلتَّوْصِيَةِ اَلَّتِي شُورِكْتَ فِيهَا مَعَ نُوحٍ وَمَنْ بَعْدَهُ وَلِأَجْلِ ذَلِكَ اَلْأَمْرِ بِالْإِقَامَةِ وَالنَّهْيِ عَنِ اَلتَّفَرُّقِ فَادْعُ، وَمَا ذُكِرَ أَوَّلًا أَوْلَى لِأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أَنْ أَقِيمُوا شَمِلَ اَلنَّبِيَّ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَأَتْبَاعَهُ كَمَا سَمِعْتَ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ فَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15فَلِذَلِكَ فَادْعُ إِلَخْ لَا يَتَسَبَّبُ عَنْهُ لِمَا يَظْهَرُ مِنَ اَلتَّكْرَارِ وَهُوَ تَفَرُّعُ اَلْأَمْرِ عَنِ اَلْأَمْرِ، وَأَمَّا تَسَبُّبُهُ عَنْ تَفَرُّقِهِمْ فَظَاهِرٌ عَلَى مَعْنَى فَلِمَا أَحْدَثُوا مِنَ اَلتَّفَرُّقِ وَأَبْدَعُوا فَاثْبُتْ أَنْتَ عَلَى اَلدُّعَاءِ اَلَّذِي أُمِرْتَ بِهِ وَاسْتَقِمْ وَهَذَا ظَاهِرٌ لِلْمُتَأَمِّلِ.
وَمِنَ اَلنَّاسِ مَنْ جَعَلَ اَلْمُشَارَ إِلَيْهِ اَلشَّرْعَ اَلسَّابِقَ وَلَمْ يُدْخِلْ فِيهِ اَلْأَمْرَ بِالْإِقَامَةِ لِئَلَّا يَلْزَمَ اَلتَّكْرَارُ أَيْ فَلِأَجْلِ أَنَّهُ شَرَعَ لَهُمُ اَلدِّينَ اَلْقَوِيمَ اَلْقَدِيمَ اَلْحَقِيقَ بِأَنْ يَتَنَافَسَ فِيهِ اَلْمُتَنَافِسُونَ فَادْعُ، وَقِيلَ: هُوَ اَلْكِتَابُ، وَقِيلَ: هُوَ اَلْعِلْمُ اَلْمَذْكُورُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=14جَاءَهُمُ الْعِلْمُ وَقِيلَ: هُوَ اَلشَّكُّ وَرُجِّحَ بِالْقُرْبِ وَلَيْسَ بِذَاكَ، وَاللَّامُ عَلَى جَمِيعِ اَلْأَقْوَالِ اَلْمَذْكُورَةِ لِلتَّعْلِيلِ، وَقِيلَ: عَلَى بَعْضِهَا هِيَ بِمَعْنَى إِلَى صِلَةِ اَلدُّعَاءِ فَمَا بَعْدَهَا هُوَ اَلْمَدْعُوُّ إِلَيْهِ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَا حَاجَةَ فِي إِرَادَةِ ذَلِكَ إِلَى جَعْلِهَا بِمَعْنَى إِلَى فَإِنَّ اَلدُّعَاءَ يَتَعَدَّى بِهَا أَيْضًا كَمَا فِي قَوْلِهِ:
دَعَوْتُ لِمَا نَابَنِي مِسْوَرَا
وَنُقِلَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14888اَلْفَرَّاءِ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجِ ، وَأَيًّا مَا كَانَ فَالْفَاءُ اَلْأُولَى وَاقِعَةٌ فِي جَوَابِ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ وَالْفَاءُ اَلثَّانِيَةُ مُؤَكِّدَةٌ لِلْأُولَى، وَقِيلَ: كَانَ اَلنَّاسُ بَعْدَ اَلطُّوفَانِ أُمَّةً وَاحِدَةً مُوَحِّدِينَ فَاخْتَلَفَ أَبْنَاؤُهُمْ بَعْدَ مَوْتِهِمْ حِينَ بَعَثَ اَللَّهُ تَعَالَى اَلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، وَجَعَلَ ضَمِيرَ (تَفَرَّقُوا) لِأَخْلَافِ أُولَئِكَ اَلْمُوَحِّدِينَ وَاَلَّذِينَ أُورِثُوا اَلْكِتَابَ بَاقٍ عَلَى مَا تَقَدَّمَ وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ.
وَقِيلَ: ضَمِيرُ تَفَرَّقُوا لِأَهْلِ اَلْكِتَابِ تَفَرَّقُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ اَلْعِلْمُ بِمَبْعَثِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=4وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ وَإِنَّمَا تَفَرَّقُوا حَسَدًا لَهُ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَا لِشُبْهَةٍ، وَالْمُرَادُ بِاَلَّذِينِ أُورِثُوا اَلْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ مُشْرِكُو
مَكَّةَ وَأَحْزَابُهُمْ لِأَنَّهُمْ أُورِثُوا اَلْقُرْآنَ فَالْكِتَابُ اَلْقُرْآنُ وَضَمِيرُ مِنْهُ لَهُ وَقِيلَ لِلرَّسُولِ وَهُوَ خِلَافُ اَلظَّاهِرِ، وَاخْتَارَ كَوْنَ اَلْمُتَفَرِّقِينَ أَهْلَ اَلْكِتَابِ
[ ص: 24 ] اَلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى وَالْمُورَثِينَ اَلشَّاكِّينَ مُشْرِكِي
مَكَّةَ وَأَحْزَابَهُمْ
شَيْخُ اَلْإِسْلَامِ وَاسْتَظْهَرَ اَلْخِطَابَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ لِأُمَّتِهِ صَلَّى اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَتَعَقَّبَ اَلْقَوْلَ بِكَوْنِ اَلْمُتَفَرِّقِ كُلَّ أُمَّةٍ بَعْدَ نَبِيِّهَا وَالْقَوْلَ بِكَوْنِهِ أَخْلَافَ اَلْمُوَحِّدِينَ اَلَّذِينَ كَانُوا بَعْدَ اَلطُّوفَانِ فَقَالَ: يَرُدُّ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=14وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فَإِنَّ مَشَاهِيرَ اَلْأُمَمِ اَلْمَذْكُورَةِ قَدْ أَصَابَهُمْ عَذَابُ اَلِاسْتِئْصَالِ مِنْ غَيْرِ إِنْظَارٍ وَإِمْهَالٍ عَلَى أَنَّ مَسَاقَ اَلنَّظْمِ اَلْكَرِيمِ لِبَيَانِ أَحْوَالِ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ وَإِنَّمَا ذَكَرَ مَنْ ذَكَرَ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ اَلسَّلَامُ لِتَحْقِيقِ أَنَّ مَا شُرِعَ لِهَؤُلَاءِ دِينٌ قَدِيمٌ أَجْمَعَ عَلَيْهِ أُولَئِكَ اَلْأَعْلَامُ عَلَيْهِمُ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تَأْكِيدَ اَلْوُجُوبِ إِقَامَتَهُ وَتَشْدِيدًا لِلزَّجْرِ عَنِ اَلتَّفَرُّقِ وَالِاخْتِلَافِ فِيهِ فَالتَّعَرُّضُ لِبَيَانِ تَفَرُّقِ أُمَمِهِمْ عَنْهُ رُبَّمَا يُوهِمُ اَلْإِخْلَالَ بِذَلِكَ اَلْمَرَامِ اِنْتَهَى.
وَأُجِيبَ عَنِ اَلْأَوَّلِ بِأَنَّ ضَمِيرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=14بَيْنَهُمْ لِأُولَئِكَ اَلَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ اَلْمُرَادَ بِهِمُ اَلْمُتَفَرِّقُونَ بَعْدَ وَفَاةِ أَنْبِيَائِهِمْ وَهُمْ لَمْ يُصِبْهُمْ عَذَابُ اَلِاسْتِئْصَالِ وَإِنَّمَا أَصَابَ اَلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا فِي عَهْدِ أَنْبِيَائِهِمْ وَإِطْلَاقُ اَلْمُتَفَرِّقِينَ لَيْسَ بِذَاكَ اَلظُّهُورِ، وَقِيلَ: اَلْمُرَادُ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ رَيْثَمَا اِفْتَرَقُوا وَلَمْ يُمْهَلُوا أَعْوَامًا، وَقِيلَ: اَلْمُرَادُ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِإِهْلَاكِ اَلْمُبْطِلِينَ وَإِثَابَةِ اَلْمُحِقِّينَ إِثَابَتَهُمْ فِي اَلْعُقْبَى وَهُوَ كَمَا تَرَى، وَعَنِ اَلثَّانِي بِأَنَّا لَا نُسَلِّمُ إِيهَامَ اَلتَّعَرُّضِ لِبَيَانِ تَفَرُّقِ اَلْأُمَمِ اَلْإِخْلَالَ بِالْمَرَامِ بَعْدَ بَيَانِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ إِلَّا بَعْدَ أَنْ جَاءَهُمُ اَلْعِلْمُ بِأَنَّهُ ضَلَالٌ وَفَسَادٌ وَأَمْرٌ مُتَوَعَّدٌ عَلَيْهِ وَأَنَّهُ كَانَ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لِشُبْهَةٍ فِي صِحَّةِ اَلدِّينِ، وَقِيلَ: ضَمِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=14تَفَرَّقُوا لِلْمُشْرِكِينَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ .
حُكِيَ فِي اَلْبَحْرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11اِبْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: وَمَا تَفَرَّقُوا يَعْنِي
قُرَيْشًا وَالْعِلْمُ
مُحَمَّدٌ صَلَّى تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانُوا يَتَمَنَّوْنَ أَنْ يُبْعَثَ إِلَيْهِمْ نَبِيٌّ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=42وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ اَلْآيَةَ، وَقَدْ يُقَالُ عَلَيْهِ: اَلْمُرَادُ بِاَلَّذِينِ أُورِثُوا اَلْكِتَابَ أَهْلُ اَلْكِتَابِ اَلَّذِينَ عَاصَرُوا اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعْنَى مِنْ بَعْدِهِمْ عَلَى مَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ مَنْ بَعْدَ أَسْلَافِهِمْ.
وَنَقَلَ
اَلطَّبْرَسِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468اَلسُّدِّيِّ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اَلْمُرَادَ مِنْ بَعْدِ أَحْبَارِهِمْ وَفُسِّرَ اَلْمَوْصُولُ بِعَوَامِّ أَهْلِ اَلْكِتَابِ، وَقِيلَ: ضَمِيرُ بَعْدِهِمْ لِلْمُشْرِكِينَ أَيْضًا وَالْبَعْدِيَّةُ رُتَبِيَّةٌ كَمَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) وَلَا يَخْفَى عَلَيْكَ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِعَوْدِ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=14تَفَرَّقُوا لِلْمُشْرِكِينَ لَوْ وُجِدَ لِلَّذِينِ أُورِثُوا اَلْكِتَابَ تَوْجِيهٌ يَقَعُ فِي حَيِّزِ اَلْقَبُولِ وَاَللَّهُ تَعَالَى اَلْمُوَفِّقُ، وَجُعِلَ مُتَعَلِّقُ " اِسْتَقِمْ " اَلدُّعَاءِ لَا تَخْفَى مُنَاسَبَتُهُ. وَجُوِّزَ جَعْلُهُ عَامَّا فَيَكُونُ اِسْتَقِمْ أَمْرًا بِالِاسْتِقَامَةِ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَالِاسْتِقَامَةُ أَنْ يَكُونَ عَلَى خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ، وَفَسَّرَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=14343اَلرَّاغِبُ بِلُزُومِ اَلْمَنْهَجِ اَلْمُسْتَقِيمِ فَلَا حَاجَةَ إِلَى اَلتَّأْوِيلِ بِالدَّوَامِ عَلَى اَلِاسْتِقَامَةِ أَيْ دُمْ عَلَى اَلِاسْتِقَامَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ أَيْ شَيْئًا مِنْ أَهْوَائِهِمُ اَلْبَاطِلَةِ عَلَى أَنَّ اَلْإِضَافَةَ لِلْجِنْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ أَيْ بِجَمِيعِ اَلْكُتُبِ اَلْمُنْزَلَةِ لِأَنَّ مَا مِنْ أَدَوَاتِ اَلْعُمُومِ، وَتَنْكِيرُ (كِتَابٍ) اَلْمُبَيَّنُ مُؤَيِّدٌ لِذَلِكَ، وَفِي هَذَا اَلْقَوْلِ تَحْقِيقٌ لِلْحَقِّ وَبَيَانٌ لِاتِّفَاقِ اَلْكُتُبِ فِي اَلْأُصُولِ وَتَأْلِيفٌ لِقُلُوبِ أَهْلِ اَلْكِتَابَيْنِ وَتَعْرِيضٌ بِهِمْ حَيْثُ لَمْ يُؤْمِنُوا بِجَمِيعِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ أَيْ أَمَرَنِي اَللَّهُ تَعَالَى بِمَا أَمَرَنِي بِهِ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ فِي تَبْلِيغِ اَلشَّرَائِعِ وَالْأَحْكَامِ فَلَا أَخُصُّ بِشَيْءٍ مِنْهَا شَخْصًا دُونَ شَخْصٍ وَقِيلَ: لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ فِي اَلْحُكْمِ إِذَا تَخَاصَمْتُمْ، وَقِيلَ: بِتَبْلِيغِ اَلشَّرَائِعِ وَفَصْلِ اَلْخُصُومَةِ وَاخْتَارَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَقِيلَ: لِأُسَوِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَلَا آمُرَكُمْ بِمَا لَا أَعْمَلُهُ وَلَا أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ وَلَا أُفَرِّقَ بَيْنَ أَصَاغِرِكُمْ وَأَكَابِرِكُمْ فِي إِجْرَاءِ حُكْمِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَاللَّامُ لِلتَّعْلِيلِ وَالْمَأْمُورُ بِهِ مَحْذُوفٌ، وَقِيلَ: اَللَّامُ مَزِيدَةٌ أَيْ أُمِرْتُ أَنْ أَعْدِلَ وَيَحْتَاجُ
[ ص: 25 ] لِتَقْدِيرِ اَلْبَاءِ أَيْ بِأَنْ أَعْدِلَ، وَلَا يَخْلُو عَنْ بُعْدٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ أَيْ خَالِقُ اَلْكُلِّ وَمُتَوَلِّي أَمْرِهِ فَلَيْسَ اَلْمُرَادُ خُصُوصَ اَلْمُتَكَلِّمِ وَالْمُخَاطَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15لَنَا أَعْمَالُنَا لَا يَتَخَطَّانَا جَزَاؤُهَا ثَوَابًا كَانَ أَوْ عِقَابًا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا يُجَاوِزُكُمْ آثَارُهَا لِنَنْتَفِعَ بِحَسَنَاتِكُمْ وَنَتَضَرَّرَ بِسَيِّئَاتِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ أَيْ لَا اِحْتِجَاجَ وَلَا خُصُومَةَ لِأَنَّ اَلْحَقَّ قَدْ ظَهَرَ فَلَمْ يَبْقَ لِلِاحْتِجَاجِ حَاجَةٌ وَلَا لِلْمُخَالَفَةِ مَحْمَلٌ سِوَى اَلْمُكَابَرَةِ وَالْعِنَادِ، وَجَاءَتِ اَلْحُجَّةُ هُنَا عَلَى أَصْلِهَا فَإِنَّهَا فِي اَلْأَصْلِ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى اَلِاحْتِجَاجِ كَمَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14343اَلرَّاغِبُ وَشَاعَتْ بِمَعْنَى اَلدَّلِيلِ وَلَيْسَ بِمُرَادٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ فَيَفْصِلُ سُبْحَانَهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ، وَلَيْسَ فِي اَلْآيَةِ مَا يَدُلُّ عَلَى مُتَارَكَةِ اَلْكُفَّارِ رَأْسًا حَتَّى تَكُونَ مَنْسُوخَةً بِآيَةِ اَلسَّيْفِ، وَادَّعَى
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ أَنَّ مَا يَظْهَرُ مِنْهَا اَلْمُوَادَعَةُ اَلْمَنْسُوخَةُ بِتِلْكَ اَلْآيَةِ.