الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم هو النبي صلى الله عليه وسلم ، لما معه من المعجز الذي يشهد بصدقه. وأنزلنا إليكم نورا مبينا يعني القرآن سمي نورا لأنه يظهر به الحق ، كما تظهر المرئيات بالنور. قوله تعالى: فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فيه قولان: أحدهما: اعتصموا بالقرآن ، وهذا قول ابن جريج. والثاني: اعتصموا بالله من زيغ الشيطان وهوى الإنسان. فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما في الهداية قولان: أحدهما: أن يعطيهم في الدنيا ما يؤديهم إلى نعيم الآخرة ، وهذا قول الحسن . [ ص: 548 ]

                                                                                                                                                                                                                                        والثاني: هو الأخذ بهم في الآخرة إلى طريق الجنة ، وهو قول بعض المفسرين البصريين.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية