الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولولا رجال مؤمنون الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج الحسن بن سفيان وأبو يعلى، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن قانع والباوردي والطبراني ، وابن مردويه، وأبو نعيم بسند جيد عن أبي [ ص: 504 ] جمعة جنيد بن سبع قال : قاتلت النبي صلى الله عليه وسلم أول النهار كافرا وقاتلت معه آخر النهار مسلما وفينا نزلت ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات وكنا تسعة نفر سبعة رجال وامرأتين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه، عن ابن عباس ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم قال : حين ردوا النبي صلى الله عليه وسلم أن تطئوهم بقتلهم إياهم لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما يقول : لو تزيل الكفار من المؤمنين لعذبهم الله عذابا أليما بقتلهم إياهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : ولولا رجال مؤمنون قال : دفع الله عن المشركين يوم الحديبية بأناس من المؤمنين كانوا بين أظهرهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر ، عن قتادة في الآية قال : هم أناس كانوا بمكة علموا بالإسلام، كره الله أن يؤذوا وأن يوطئوا حين رد محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم الحديبية فتصيب المسلمين يومئذ منهم معرة يقول : ذنب بغير علم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 505 ] وأخرج ابن جرير عن ابن زيد : فتصيبكم منهم معرة بغير علم قال : إثم لو تزيلوا قال : لو تفرقوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما قال : هو القتل والسباء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن قتادة : لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما قال : إن الله عز وجل يدفع بالمؤمنين عن الكفار .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية