nindex.php?page=treesubj&link=28988_18896_32407_34087_34513nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=100قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا
"لو" : حقها أن تدخل على الأفعال دون الأسماء، فلا بد من فعل بعدها في:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=100لو أنتم تملكون ، وتقديره: لو تملكون تملكون، فأضمر تملك إضمارا على شريطة التفسير، وأبدل من الضمير المتصل الذي هو الواو ضمير منفصل، وهو: أنتم، لسقوط ما يتصل به من اللفظ، فأنتم: فاعل الفعل المضمر، وتملكون: تفسيره، وهذا هو الوجه الذي يقتضيه علم الإعراب، فأما ما يقتضيه علم البيان، فهو: أن أنتم تملكون فيه دلالة على الاختصاص; وأن الناس هم المختصون بالشح المتبالغ ونحوه قول
حاتم: لو ذات سوار لطمتني
وقول
المتلمس [من الطويل]:
ولو غير أخوالي أرادوا نقيصتي ... ............................
[ ص: 556 ] وذلك لأن الفعل الأول لما سقط لأجل المفسر، برز الكلام في صورة المبتدأ والخبر، ورحمة الله: رزقه وسائر نعمه على خلقه، ولقد بلغ هذا الوصف بالشح الغاية التي لا يبلغها الوهم، وقيل: هو لأهل
مكة الذين اقترحوا ما اقترحوا من الينبوع والأنهار وغيرها، وأنهم لو ملكوا خزائن الأرزاق لبخلوا بها، "قتورا": ضيقا بخيلا.
فإن قلت: هل يقدر "لأمسكتم" مفعول ؟
قلت: لا; لأن معناه: لبخلتم، من قولك للبخيل: ممسك.
nindex.php?page=treesubj&link=28988_18896_32407_34087_34513nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=100قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُورًا
"لَوْ" : حَقُّهَا أَنْ تَدْخُلَ عَلَى الْأَفْعَالِ دُونَ الْأَسْمَاءِ، فَلَا بُدَّ مِنْ فِعْلٍ بَعْدَهَا فِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=100لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ ، وَتَقْدِيرُهُ: لَوْ تَمْلِكُونَ تَمْلِكُونَ، فَأَضْمَرَ تَمْلِكُ إِضْمَارًا عَلَى شَرِيطَةِ التَّفْسِيرِ، وَأُبْدِلَ مِنَ الضَّمِيرِ الْمُتَّصِلِ الَّذِي هُوَ الْوَاوُ ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ، وَهُوَ: أَنْتُمْ، لِسُقُوطِ مَا يَتَّصِلُ بِهِ مِنَ اللَّفْظِ، فَأَنْتُمْ: فَاعِلُ الْفِعْلِ الْمُضْمَرِ، وَتَمْلِكُونَ: تَفْسِيرُهُ، وَهَذَا هُوَ الْوَجْهُ الَّذِي يَقْتَضِيهِ عِلْمُ الْإِعْرَابِ، فَأَمَّا مَا يَقْتَضِيهِ عِلْمُ الْبَيَانِ، فَهُوَ: أَنَّ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى الِاخْتِصَاصِ; وَأَنَّ النَّاسَ هُمُ الْمُخْتَصُّونَ بِالشُّحِّ الْمُتَبَالِغِ وَنَحْوُهُ قَوْلُ
حَاتِمٍ: لَوْ ذَاتُ سِوَارٍ لَطَمَتْنِي
وَقَوْلُ
الْمُتَلَمِّسِ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
وَلَوْ غَيْرُ أَخْوَالِي أَرَادُوا نَقِيصَتِي ... ............................
[ ص: 556 ] وَذَلِكَ لِأَنَّ الْفِعْلَ الْأَوَّلَ لَمَّا سَقَطَ لِأَجْلِ الْمُفَسِّرِ، بَرَزَ الْكَلَامُ فِي صُورَةِ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ: رِزْقُهُ وَسَائِرُ نِعَمِهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَلَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْوَصْفُ بِالشُّحِّ الْغَايَةَ الَّتِي لَا يَبْلُغُهَا الْوَهْمُ، وَقِيلَ: هُوَ لِأَهْلِ
مَكَّةَ الَّذِينَ اقْتَرَحُوا مَا اقْتَرَحُوا مِنَ الْيَنْبُوعِ وَالْأَنْهَارِ وَغَيْرِهَا، وَأَنَّهُمْ لَوْ مَلَكُوا خَزَائِنَ الْأَرْزَاقِ لَبَخِلُوا بِهَا، "قَتُورًا": ضَيِّقًا بَخِيلًا.
فَإِنْ قُلْتَ: هَلْ يُقَدَّرُ "لِأَمْسَكْتُمْ" مَفْعُولٌ ؟
قُلْتُ: لَا; لِأَنَّ مَعْنَاهُ: لَبَخِلْتُمْ، مِنْ قَوْلِكَ لِلْبَخِيلِ: مُمْسِكٌ.