الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها

                                                                                                                                                                                                                                        ولا تمش في الأرض مرحا أي ذا مرح وهو الاختيال . وقرئ مرحا وهو باعتبار الحكم أبلغ وإن كان المصدر آكد من صريح النعت . إنك لن تخرق الأرض لن تجعل فيها خرقا بشدة وطأتك . ولن تبلغ الجبال طولا بتطاولك وهو تهكم بالمختال ، وتعليل للنهي بأن الاختيال حماقة مجردة لا تعود بجدوى ليس في التذلل .

                                                                                                                                                                                                                                        كل ذلك إشارة إلى الخصال الخمس والعشرين المذكورة . من قوله تعالى : لا تجعل مع الله إلها آخر وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : أنها المكتوبة في ألواح موسى عليه السلام . كان سيئه يعني المنهي عنه فإن المذكورات مأمورات ومناه . وقرأ الحجازيان والبصريان سيئه على أنها خبر كان والاسم ضمير كل ، و ذلك إشارة إلى ما نهى عنه خاصة وعلى هذا قوله : عند ربك مكروها بدل من سيئه أو صفة لها محمولة على المعنى ، فإنه بمعنى سيئا وقد قرئ به ، ويجوز أن ينتصب مكروها على الحال من المستكن في كان أو في الظرف على أنه صفة سيئه ، والمراد به المبغوض المقابل [ ص: 256 ] للمرضى لا ما يقابل المراد لقيام القاطع على أن الحوادث كلها واقعة بإرادته تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية