الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم

                                                                                                                                                                                                                                        ( ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ) ما ينبغي وما يصح لنا . ( أن نتكلم بهذا ) يجوز أن تكون الإشارة إلى القول المخصوص وأن تكون إلى نوعه ، فإن قذف آحاد الناس محرم شرعا فضلا عن تعرض الصديقة ابنة الصديق حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( سبحانك ) تعجب من ذلك الإفك أو ممن يقول ذلك ، وأصله أن يذكر عند كل متعجب تنزيها لله تعالى من أن يصعب عليه مثله ثم كثر فاستعمل لكل متعجب ، أو تنزيه لله تعالى من أن تكون حرمة نبيه فاجرة فإن فجورها ينفر عنه ويخل بمقصود الزواج بخلاف كفرها فيكون تقريرا لما قبله وتمهيدا لقوله : ( هذا بهتان عظيم ) لعظمة المبهوت عليه فإن حقارة الذنوب وعظمها باعتبار متعلقاتها .

                                                                                                                                                                                                                                        ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله ) كراهة أن تعودوا أو في أن تعودوا . ( أبدا ) ما دمتم أحياء مكلفين . ( إن كنتم مؤمنين ) فإن الإيمان يمنع عنه وفيه تهييج وتقريع .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ويبين الله لكم الآيات ) الدالة على الشرائع ومحاسن الآداب كي تتعظوا وتتأدبوا . ( والله عليم ) بالأحوال كلها . ( حكيم ) في تدابيره ولا يجوز الكشخنة على نبيه ولا يقرره عليها .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 102 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية