nindex.php?page=treesubj&link=20009_28328_28662_28735_28739_29638_30172_30527_32064_34513_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمن الرسول أي بما ظهر له من المعجزة القائمة على أن الآتي إليه بهذا الوحي ملك من عند الله سبحانه وتعالى كما آمن الملك به بما ظهر له من المعجزة الدالة على أن الذي أتى به كلام الله أمره الله سبحانه وتعالى بإنزاله فعرفه إشارة إلى أنه أكمل الرسل في هذا الوصف باعتبار إرساله إلى جميع الخلائق
[ ص: 169 ] الذين هم لله سبحانه وتعالى، وأنه الجامع لما تفرق فيهم من الكمال، وأنه المخصوص بما لم يعطه أحد منهم من المزايا والأفضال
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285بما أنـزل إليه أي من أن الله سبحانه وتعالى يحاسب بما ذكر وغير ذلك مما أمر بتبليغه ومما اختص هو به ورغب في الإيمان بما آمن به بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285من ربه أي المحسن إليه بجليل التربية المزكي [له] بجميل التزكية فهو لا ينزل إليه إلا ما هو غاية في الخير ومنه ما حصل له في دنياه من المشقة.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي: فقبل الرسول هذا الحساب الأول العاجل الميسر ليستوفي أمره منه وحظه في دنياه،
nindex.php?page=hadith&LINKID=654103قال صلى الله عليه وسلم لما قالت [له] nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة رضي الله تعالى عنها عند موته: واكرباه! : "لا كرب على أبيك بعد اليوم" وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله تعالى عنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=889549 "ما أوذي أحد في الله ما أوذيت" فنال حظه من حكمة ربه في دنياه حتى كان يوعك كما يوعك عشرة رجال، وما شبع من خبز بر ثلاثا تباعا عاجلا حتى لقي الله; وكذلك المؤمن لا راحة له دون لقاء ربه ولا سجن
[ ص: 170 ] عليه بعد خروجه من دنياه،
nindex.php?page=hadith&LINKID=847784 "الحمى حظ كل مؤمن من النار" انتهى. ولما أخبر عن الرأس أخبر عمن يليه فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285والمؤمنون معبرا بالوصف الدال على الرسوخ أي آمنوا بما ظهر لهم من المعجزة التي أثبتت أنه كلام الله سبحانه وتعالى بما دلت على أن الآتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما أجمل فصل فقال مبتدئا:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285كل أي منهم. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي: فجمعهم في كلية كأن قلوبهم قلب واحد لم يختلفوا، لأن القبول واحد والرد يقع مختلفا. انتهى. ثم أخبر عن ذلك المبتدإ بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمن بالله أي لما يستحقه من ذلك لذاته لما له من الإحاطة بالكمال
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وملائكته الذين منهم النازلون بالكتب، لأن
nindex.php?page=treesubj&link=28739الإيمان بالمنزل يستلزم ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وكتبه أي كلها
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285ورسله كلهم، من البشر كانوا أو من الملائكة، فإن فيما أنزل إليه صلى الله عليه وسلم الإخبار
[ ص: 171 ] بذلك. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي: انقيادا لامتثال من البشر.
ولما كان في الناس من يؤمن ببعض الأنبياء ويكفر ببعض قال مؤكدا لما أفهمته صيغة الجمع المضاف من الاستغراق أي قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285لا نفرق كما فعل أهل الكتاب وعبر بما يشمل الاثنين فما فوقهما فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285بين أحد أي واحد وغيره
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285من رسله أي لا نجعل أحدا منهم على صفة الفرقة البليغة من صاحبه في ذلك بل نؤمن بكل واحد منهم، والذي دل على تقدير "قالوا" دون غيره أنه لما أكمل قولهم في القوة النظرية الكفيلة باعتقاد المبدإ أتبعه قولهم في القوة العملية الكائنة في الوسط عطفا عليها:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وقالوا سمعنا أي بآذان عقولنا كل ما يمكن أن يسمع عنك وعلمناه وأذعنا له
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وأطعنا أي لكل ما فيه من أمرك.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي: فشاركوا أهل الكتاب في طليعة الإباء وخالفوهم في معاجلة التوبة والإقرار بالسمع والطاعة فكان لهؤلاء ما للتائب وعلى أولئك ما على المصر. انتهى.
[ ص: 172 ] ولما كان الإنسان محل الزلل والنقصان أشاروا إلى ذلك تواضعا منهم كما هو الأولى بهم لمقام الألوهية فقالوا مع طاعتهم معترفين بالمعاد:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285غفرانك أي اغفر لنا أو نسألك غفرانك الذي يليق إضافته إليك لما له من الكمال والشرف والجلال ما قصرنا فيه ولا تؤاخذنا به فإنك إن فعلت ذلك هلكنا، والحاصل أنهم طلبوا أن يعاملهم بما هو أهله لا بما هم أهله فجرى بما جراهم عليه في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284فيغفر لمن يشاء قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي: فهذا القول من الرسول صلى الله عليه وسلم كشف عيان، ومن المؤمنين نشء إيمان، ومن القائلين للسمع والطاعة قول إذعان، فهو شامل للجميع كل على رتبته. انتهى. وزادوا تملقا بقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285ربنا ذاكرين وصف الإحسان في مقام طلب الغفران. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي: وهو خطاب قرب من حيث لم يظهر [فيه] أداة نداء، ولم يجر الله سبحانه وتعالى على ألسنة المؤمنين في كتابه العزيز نداء بعد قط; والغفران فعلان صيغة مبالغة تعطي الملء ليكون غفرا للظاهر والباطن وهو مصدر محيط المعنى نازل
[ ص: 173 ] منزلة الاستغفار الجامع لما أحاط به الظاهر والباطن مما أودعته الأنفس التي هي مظهر حكمة الله سبحانه وتعالى التي وقع فيها مجموع الغفران والعذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ففي ضمنه بشرى بتعيين القائلين المذعنين ومن تبعهم بالقول لحال المغفرة، لأن هذه الخواتيم مقبولة من العبد بمنزلة الفاتحة لاجتماعهما في كونهما من الكنز الذي تحت العرش، وعلى ما ورد من قوله:
nindex.php?page=hadith&LINKID=657606 "حمدني عبدي، إلى أن قال: ولعبدي ما سأل" وعلى ما ورد في دعاء هذا الختم في قوله: "قد فعلت قد فعلت" وبما ابتدأ تعالى به آية هذا الحساب وختمها به من سلب الأمر أولا وسلب القدرة عما سواه آخرا، وكان في الابتداء والختم إقامة عذر القائلين، فوجب لهم تحقق الغفران كما كان لأبيهم
آدم حيث تلقى الكلمات من ربه. انتهى.
ولما كان التقدير بما أرشد إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285ربنا فإنه منك مبدأنا، عطف عليه قوله حثا على
nindex.php?page=treesubj&link=22239الاجتهاد في كل ما أمر به ونهى عنه على وجه الإخلاص:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وإليك أي لا إلى غيرك
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285المصير أي مطلقا لنا ولغيرنا. وقال
ابن الزبير : ولما بين سبحانه وتعالى أن الكتاب هو الصراط المستقيم ذكر افتراق الأمم كما يشاء وأحوال الزائغين والمتنكبين تحذيرا من حالهم ونهيا عن مرتكبهم وحصل
[ ص: 174 ] قبيل النزول بجملته وانحصار التاركين وأعقب بذكر ملتزمات المتقين وما ينبغي لهم امتثاله والأخذ به من الأوامر والأحكام والحدود وأعقب ذلك بأن المرء يجب أن ينطوي على ذلك ويسلم الأمر لمالكه فقال سبحانه وتعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمن الرسول بما أنـزل فأعلم أن هذا إيمان الرسول ومن كان معه على إيمانه وأنهم قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285سمعنا وأطعنا لا كقول بني إسرائيل.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93سمعنا وعصينا وأنه أثابهم على إيمانهم رفع الإصر والمشقة والمؤاخذة بالخطإ والنسيان فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فحصل من هذه السورة بأسرها بيان الصراط المستقيم على الاستيفاء والكمال أخذا وتركا وبيان شرف من أخذ به وسوء حال من تنكب عنه. وكان العباد لما علموا
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهدنا الصراط المستقيم - إلى آخر السورة قيل لهم: عليكم بالكتاب - إجابة لسؤالهم; ثم بين لهم حال من سلك ما طلبوا فكان قيل لهم: أهل الصراط المستقيم وسالكوه هم الذين بين شأنهم وأمرهم، والمغضوب عليهم من المتنكبين هم اليهود الذين بين أمرهم وشأنهم، والضالون هم النصارى الذين بين
[ ص: 175 ] أمرهم وشأنهم; فيجب على من رغب في سلوك الصراط المستقيم أن يحذر ما أصاب هؤلاء مما نبه عليه وأن يأخذ نفسه بكذا وكذا وأن ينسحب إيمانه على كل ذلك، وأن يسلم الأمر لله الذي تطلب منه الهداية، ويتضرع إليه بأن لا يؤاخذه بما يثمره الخطأ والنسيان، وأن لا يحمله ما ليس في وسعه، وأن يعفو عنه - إلى آخر السورة - انتهى.
nindex.php?page=treesubj&link=20009_28328_28662_28735_28739_29638_30172_30527_32064_34513_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمَنَ الرَّسُولُ أَيْ بِمَا ظَهَرَ لَهُ مِنَ الْمُعْجِزَةِ الْقَائِمَةِ عَلَى أَنَّ الْآتِيَ إِلَيْهِ بِهَذَا الْوَحْيِ مَلَكٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَمَا آمَنَ الْمَلَكُ بِهِ بِمَا ظَهَرَ لَهُ مِنَ الْمُعْجِزَةِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ الَّذِي أَتَى بِهِ كَلَامُ اللَّهِ أَمَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِإِنْزَالِهِ فَعَرَفَهُ إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ أَكْمَلُ الرُّسُلِ فِي هَذَا الْوَصْفِ بِاعْتِبَارِ إِرْسَالِهِ إِلَى جَمِيعِ الْخَلَائِقِ
[ ص: 169 ] الَّذِينَ هُمْ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَأَنَّهُ الْجَامِعُ لِمَا تَفَرَّقَ فِيهِمْ مِنَ الْكَمَالِ، وَأَنَّهُ الْمَخْصُوصُ بِمَا لَمْ يُعْطَهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنَ الْمَزَايَا وَالْأَفْضَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285بِمَا أُنْـزِلَ إِلَيْهِ أَيْ مِنْ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُحَاسِبُ بِمَا ذَكَرَ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أُمِرَ بِتَبْلِيغِهِ وَمِمَّا اخْتَصَّ هُوَ بِهِ وَرَغَّبَ فِي الْإِيمَانِ بِمَا آمَنَ بِهِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285مِنْ رَبِّهِ أَيِ الْمُحْسِنِ إِلَيْهِ بِجَلِيلِ التَّرْبِيَةِ الْمُزَكِّي [لَهُ] بِجَمِيلِ التَّزْكِيَةِ فَهُوَ لَا يُنْزِلُ إِلَيْهِ إِلَّا مَا هُوَ غَايَةٌ فِي الْخَيْرِ وَمِنْهُ مَا حَصَلَ لَهُ فِي دُنْيَاهُ مِنَ الْمَشَقَّةِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِّيُّ: فَقَبِلَ الرَّسُولُ هَذَا الْحِسَابَ الْأَوَّلَ الْعَاجِلَ الْمُيَسَّرَ لِيَسْتَوْفِيَ أَمْرَهُ مِنْهُ وَحَظَّهُ فِي دُنْيَاهُ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=654103قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَالَتْ [لَهُ] nindex.php?page=showalam&ids=129فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا عِنْدَ مَوْتِهِ: وَاكَرْبَاهُ! : "لَا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ" وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12181أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=889549 "مَا أُوذِيَ أَحَدٌ فِي اللَّهِ مَا أُوذِيتُ" فَنَالَ حَظَّهُ مِنْ حِكْمَةِ رَبِّهِ فِي دُنْيَاهُ حَتَّى كَانَ يُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ عَشْرَةُ رِجَالٍ، وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ ثَلَاثًا تِبَاعًا عَاجِلًا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ; وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ لَا رَاحَةَ لَهُ دُونَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَا سِجْنَ
[ ص: 170 ] عَلَيْهِ بَعْدَ خُرُوجِهِ مِنْ دُنْيَاهُ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=847784 "الْحُمَّى حَظُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنَ النَّارِ" انْتَهَى. وَلَمَّا أَخْبَرَ عَنِ الرَّأْسِ أَخْبَرَ عَمَّنْ يَلِيهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وَالْمُؤْمِنُونَ مُعَبِّرًا بِالْوَصْفِ الدَّالِّ عَلَى الرُّسُوخِ أَيْ آمَنُوا بِمَا ظَهَرَ لَهُمْ مِنَ الْمُعْجِزَةِ الَّتِي أَثْبَتَتْ أَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِمَا دَلَّتْ عَلَى أَنَّ الْآتِيَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَلَمَّا أَجْمَلَ فَصَّلَ فَقَالَ مُبْتَدِئًا:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285كُلٌّ أَيْ مِنْهُمْ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِّيُّ: فَجَمَعَهُمْ فِي كُلِّيَّةٍ كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ لَمْ يَخْتَلِفُوا، لِأَنَّ الْقَبُولَ وَاحِدٌ وَالرَّدَّ يَقَعُ مُخْتَلِفًا. انْتَهَى. ثُمَّ أَخْبَرَ عَنْ ذَلِكَ الْمُبْتَدَإِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمَنَ بِاللَّهِ أَيْ لِمَا يَسْتَحِقُّهُ مِنْ ذَلِكَ لِذَاتِهِ لِمَا لَهُ مِنَ الْإِحَاطَةِ بِالْكَمَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وَمَلائِكَتِهِ الَّذِينَ مِنْهُمُ النَّازِلُونَ بِالْكُتُبِ، لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28739الْإِيمَانَ بِالْمُنْزَلِ يَسْتَلْزِمُ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وَكُتُبِهِ أَيْ كُلِّهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وَرُسُلِهِ كُلِّهِمْ، مِنَ الْبَشَرِ كَانُوا أَوْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَإِنَّ فِيمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِخْبَارَ
[ ص: 171 ] بِذَلِكَ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِّيُّ: انْقِيَادًا لِامْتِثَالٍ مِنَ الْبَشَرِ.
وَلَمَّا كَانَ فِي النَّاسِ مَنْ يُؤْمِنُ بِبَعْضِ الْأَنْبِيَاءِ وَيَكْفُرُ بِبَعْضٍ قَالَ مُؤَكِّدًا لِمَا أَفْهَمَتْهُ صِيغَةُ الْجَمْعِ الْمُضَافِ مِنَ الاسْتِغْرَاقِ أَيْ قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285لا نُفَرِّقُ كَمَا فَعَلَ أَهْلُ الْكِتَابِ وَعَبَّرَ بِمَا يَشْمَلُ الِاثْنَيْنِ فَمَا فَوْقَهُمَا فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285بَيْنَ أَحَدٍ أَيْ وَاحِدٍ وَغَيْرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285مِنْ رُسُلِهِ أَيْ لَا نَجْعَلُ أَحَدًا مِنْهُمْ عَلَى صِفَةِ الْفُرْقَةِ الْبَلِيغَةِ مِنْ صَاحِبِهِ فِي ذَلِكَ بَلْ نُؤْمِنُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَالَّذِي دَلَّ عَلَى تَقْدِيرِ "قَالُوا" دُونَ غَيْرِهِ أَنَّهُ لَمَّا أَكْمَلَ قَوْلَهُمْ فِي الْقُوَّةِ النَّظَرِيَّةِ الْكَفِيلَةِ بِاعْتِقَادِ الْمَبْدَإِ أَتْبَعَهُ قَوْلَهُمْ فِي الْقُوَّةِ الْعَمَلِيَّةِ الْكَائِنَةِ فِي الْوَسَطِ عَطْفًا عَلَيْهَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وَقَالُوا سَمِعْنَا أَيْ بِآذَانِ عُقُولِنَا كُلَّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُسْمَعَ عَنْكَ وَعَلِمْنَاهُ وَأَذْعَنَّا لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وَأَطَعْنَا أَيْ لِكُلِّ مَا فِيهِ مِنْ أَمْرِكَ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِّيُّ: فَشَارَكُوا أَهْلَ الْكِتَابِ فِي طَلِيعَةِ الْإِبَاءِ وَخَالَفُوهُمْ فِي مُعَاجَلَةِ التَّوْبَةِ وَالْإِقْرَارِ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فَكَانَ لِهَؤُلَاءِ مَا لِلتَّائِبِ وَعَلَى أُولَئِكَ مَا عَلَى الْمُصِرِّ. انْتَهَى.
[ ص: 172 ] وَلَمَّا كَانَ الْإِنْسَانُ مَحَلَّ الزَّلَلِ وَالنُّقْصَانِ أَشَارُوا إِلَى ذَلِكَ تَوَاضُعًا مِنْهُمْ كَمَا هُوَ الْأَوْلَى بِهِمْ لِمَقَامِ الْأُلُوهِيَّةِ فَقَالُوا مَعَ طَاعَتِهِمْ مُعْتَرِفِينَ بِالْمَعَادِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285غُفْرَانَكَ أَيِ اغْفِرْ لَنَا أَوْ نَسْأَلُكَ غُفْرَانَكَ الَّذِي يَلِيقُ إِضَافَتُهُ إِلَيْكَ لِمَا لَهُ مِنَ الْكَمَالِ وَالشَّرَفِ وَالْجَلَالِ مَا قَصَّرْنَا فِيهِ وَلَا تُؤَاخِذْنَا بِهِ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ هَلَكْنَا، وَالْحَاصِلُ أَنَّهُمْ طَلَبُوا أَنْ يُعَامِلَهُمْ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ لَا بِمَا هُمْ أَهْلُهُ فَجَرَى بِمَا جَرَّاهُمْ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِّيُّ: فَهَذَا الْقَوْلُ مِنَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَشْفُ عِيَانٍ، وَمِنَ الْمُؤْمِنِينَ نَشْءُ إِيمَانٍ، وَمِنَ الْقَائِلِينَ لِلسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ قَوْلُ إِذْعَانٍ، فَهُوَ شَامِلٌ لِلْجَمِيعِ كُلٍّ عَلَى رُتْبَتِهِ. انْتَهَى. وَزَادُوا تَمَلُّقًا بِقَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285رَبَّنَا ذَاكِرِينَ وَصْفَ الْإِحْسَانِ فِي مَقَامِ طَلَبِ الْغُفْرَانِ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِّيُّ: وَهُوَ خِطَابُ قُرْبٍ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَظْهَرْ [فِيهِ] أَدَاةُ نِدَاءٍ، وَلَمْ يُجْرِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى أَلْسِنَةِ الْمُؤْمِنِينَ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ نِدَاءَ بُعْدٍ قَطُّ; وَالْغُفْرَانُ فُعْلَانُ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ تُعْطِي الْمَلْءَ لِيَكُونَ غَفْرًا لِلظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ وَهُوَ مَصْدَرٌ مُحِيطُ الْمَعْنَى نَازِلٌ
[ ص: 173 ] مَنْزِلَةَ الِاسْتِغْفَارِ الْجَامِعِ لِمَا أَحَاطَ بِهِ الظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ مِمَّا أَوْدَعَتْهُ الْأَنْفُسُ الَّتِي هِيَ مَظْهَرُ حِكْمَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الَّتِي وَقَعَ فِيهَا مَجْمُوعُ الْغُفْرَانِ وَالْعَذَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ فَفِي ضِمْنِهِ بُشْرَى بِتَعْيِينِ الْقَائِلِينَ الْمُذْعِنِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِالْقَوْلِ لِحَالِ الْمَغْفِرَةِ، لِأَنَّ هَذِهِ الْخَوَاتِيمَ مَقْبُولَةٌ مِنَ الْعَبْدِ بِمَنْزِلَةِ الْفَاتِحَةِ لِاجْتِمَاعِهِمَا فِي كَوْنِهِمَا مِنَ الْكَنْزِ الَّذِي تَحْتَ الْعَرْشِ، وَعَلَى مَا وَرَدَ مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=657606 "حَمِدَنِي عَبْدِي، إِلَى أَنْ قَالَ: وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ" وَعَلَى مَا وَرَدَ فِي دُعَاءِ هَذَا الْخَتْمِ فِي قَوْلِهِ: "قَدْ فَعَلْتُ قَدْ فَعَلْتُ" وَبِمَا ابْتَدَأَ تَعَالَى بِهِ آيَةَ هَذَا الْحِسَابِ وَخَتَمَهَا بِهِ مِنْ سَلْبِ الْأَمْرِ أَوَّلًا وَسَلْبِ الْقُدْرَةِ عَمَّا سِوَاهُ آخِرًا، وَكَانَ فِي الِابْتِدَاءِ وَالْخَتْمِ إِقَامَةُ عُذْرِ الْقَائِلِينَ، فَوَجَبَ لَهُمْ تَحَقُّقُ الْغُفْرَانِ كَمَا كَانَ لِأَبِيهِمْ
آدَمَ حَيْثُ تَلَقَّى الْكَلِمَاتِ مِنْ رَبِّهِ. انْتَهَى.
وَلَمَّا كَانَ التَّقْدِيرُ بِمَا أَرْشَدَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285رَبَّنَا فَإِنَّهُ مِنْكَ مَبْدَأُنَا، عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ حَثًّا عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=22239الِاجْتِهَادِ فِي كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ عَلَى وَجْهِ الْإِخْلَاصِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وَإِلَيْكَ أَيْ لَا إِلَى غَيْرِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285الْمَصِيرُ أَيْ مُطْلَقًا لَنَا وَلِغَيْرِنَا. وَقَالَ
ابْنُ الزُّبَيْرِ : وَلَمَّا بَيَّنَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنَّ الْكِتَابَ هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ذَكَرَ افْتِرَاقَ الْأُمَمِ كَمَا يَشَاءُ وَأَحْوَالَ الزَّائِغِينَ وَالْمُتَنَكِّبِينَ تَحْذِيرًا مِنْ حَالِهِمْ وَنَهْيًا عَنْ مُرْتَكَبِهِمْ وَحَصَلَ
[ ص: 174 ] قُبَيْلَ النُّزُولِ بِجُمْلَتِهِ وَانْحِصَارَ التَّارِكِينَ وَأَعْقَبَ بِذِكْرِ مُلْتَزَمَاتِ الْمُتَّقِينَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُمُ امْتِثَالُهُ وَالْأَخْذُ بِهِ مِنَ الْأَوَامِرِ وَالْأَحْكَامِ وَالْحُدُودِ وَأَعْقَبَ ذَلِكَ بِأَنَّ الْمَرْءَ يَجِبُ أَنْ يَنْطَوِيَ عَلَى ذَلِكَ وَيُسَلِّمَ الْأَمْرَ لِمَالِكِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْـزِلَ فَأَعْلَمَ أَنَّ هَذَا إِيمَانُ الرَّسُولِ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ عَلَى إِيمَانِهِ وَأَنَّهُمْ قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا لَا كَقَوْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأَنَّهُ أَثَابَهُمْ عَلَى إِيمَانِهِمْ رَفْعَ الْإِصْرِ وَالْمَشَقَّةِ وَالْمُؤَاخَذَةِ بِالْخَطَإِ وَالنِّسْيَانِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا فَحَصَلَ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ بِأَسْرِهَا بَيَانُ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ عَلَى الِاسْتِيفَاءِ وَالْكَمَالِ أَخْذًا وَتَرْكًا وَبَيَانُ شَرَفِ مَنْ أَخَذَ بِهِ وَسُوءِ حَالِ مَنْ تَنَكَّبَ عَنْهُ. وَكَانَ الْعِبَادُ لَمَّا عَلِمُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ - إِلَى آخِرِ السُّورَةِ قِيلَ لَهُمْ: عَلَيْكُمْ بِالْكِتَابِ - إِجَابَةً لِسُؤَالِهِمْ; ثُمَّ بَيَّنَ لَهُمْ حَالَ مَنْ سَلَكَ مَا طَلَبُوا فَكَانَ قِيلَ لَهُمْ: أَهْلُ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ وَسَالِكُوهُ هُمُ الَّذِينَ بَيَّنَ شَأْنَهُمْ وَأَمْرَهُمْ، وَالْمَغْضُوبُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمُتَنَكِّبِينَ هُمُ الْيَهُودُ الَّذِينَ بَيَّنَ أَمْرَهُمْ وَشَأْنَهُمْ، وَالضَّالُّونَ هُمُ النَّصَارَى الَّذِينَ بَيَّنَ
[ ص: 175 ] أَمْرَهُمْ وَشَأْنَهُمْ; فَيَجِبُ عَلَى مَنْ رَغِبَ فِي سُلُوكِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ أَنْ يَحْذَرَ مَا أَصَابَ هَؤُلَاءِ مِمَّا نَبَّهَ عَلَيْهِ وَأَنْ يَأْخُذَ نَفْسَهُ بِكَذَا وَكَذَا وَأَنْ يَنْسَحِبَ إِيمَانُهُ عَلَى كُلِّ ذَلِكَ، وَأَنْ يُسَلِّمَ الْأَمْرَ لِلَّهِ الَّذِي تُطْلَبُ مِنْهُ الْهِدَايَةُ، وَيَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ بِأَنْ لَا يُؤَاخِذَهُ بِمَا يُثْمِرُهُ الْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ، وَأَنْ لَا يُحَمِّلَهُ مَا لَيْسَ فِي وُسْعِهِ، وَأَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ - إِلَى آخِرِ السُّورَةِ - انْتَهَى.