[ ص: 451 ] سورة الحجرات
وهي مدنية بإجماعهم
روى
ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
إن الله أعطاني السبع الطول مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني مكان الزبور المثاني، وفضلني ربي بالمفصل . أما السبع الطول فقد ذكرناها ["عند قوله"]:
[ ص: 452 ] nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=87ولقد آتيناك سبعا من المثاني [الحجر: 87] . وأما المئون، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : هي ما ولي الطول، وإنما سميت بالمئين; لأن كل سورة تزيد على مائة آية أو تقاربها، والمثاني: ما ولي المئين من السور التي دون المائة، كأن المئين مباد، وهذه مثان، وأما المفصل: فهو ما يلي المثاني من قصار السور، وإنما سميت مفصلا لقصرها وكثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرحمن الرحيم .
وقد ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي في أول تفسيره في المفصل ثلاثة أقوال . أحدها: أنه من أول سورة " محمد " إلى آخر القرآن . قاله الأكثرون . والثاني: من سورة [قاف] إلى آخره، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=16748عيسى بن عمر عن
كثير من الصحابة . والثالث: من [الضحى] إلى آخره، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . [ ص: 453 ] بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=19860_28723_32461_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم nindex.php?page=treesubj&link=30515_31155_32338_32359_32461_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر [ ص: 454 ] بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون nindex.php?page=treesubj&link=29680_29694_30538_32458_32461_32610_34141_34296_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله في سبب نزولها أربعة أقوال .
أحدها:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654469أن ركبا من بني تميم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد، وقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: أمر الأقرع بن حابس، فقال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي، وقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله إلى قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=5ولو أنهم صبروا ، فما كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم [بعد هذه الآية] حتى يستفهمه، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14عبد الله بن الزبير .
والثاني:
أن قوما ذبحوا قبل أن يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيدوا الذبح، فنزلت الآية، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن . [ ص: 455 ] والثالث: أنها نزلت في قوم كانوا يقولون: لو أنزل الله في كذا وكذا! فكره الله ذلك، وقدم فيه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
والرابع: [أنها] نزلت في
عمرو بن أمية الضمري، وكان قد قتل رجلين من
بني سليم قبل أن يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابن السائب . وروى
ابن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14836العوفي عنه قال: نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها في هذه الآية قالت: لا تصوموا قبل أن يصوم نبيكم . ومعنى الآية على جميع الأقوال . لا تعجلوا بقول أو فعل قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يفعل . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : يقال فلان يقدم بين يدي الإمام وبين يدي أبيه، أي: يعجل بالأمر والنهي دونه .
فأما "تقدموا" فقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة، وأبو رزين ،
nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة، nindex.php?page=showalam&ids=12067وأبو عبد الرحمن السلمي، nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، nindex.php?page=showalam&ids=17344وابن يعمر، ويعقوب: بفتح التاء والدال . وقرأ الباقون: بضم التاء وكسر الدال . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: [ ص: 456 ] كلاهما صواب، يقال: قدمت، وتقدمت; وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : كلاهما واحد; فأما "بين يدي الله ورسوله" فهو عبارة عن الأمام، لأن ما بين يدي الإنسان أمامه; فالمعنى: لا تقدموا قدام الأمير .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2لا ترفعوا أصواتكم في سبب نزولها قولان .
أحدهما: أن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر رفعا أصواتهما فيما ذكرناه آنفا في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة .
والثاني: [أنها] نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=215ثابت بن قيس بن شماس، وكان جهوري الصوت، فربما كان إذا تكلم تأذى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوته، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل . [ ص: 457 ] قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2ولا تجهروا له بالقول فيه قولان .
أحدهما: أنه الجهر بالصوت في المخاطبة، قاله الأكثرون .
والثاني: لا تدعوه باسمه: يا
محمد، كما يدعو بعضكم بعضا، ولكن قولوا: يا رسول الله، ويا نبي الله، وهو معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2أن تحبط قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : لئلا تحبط . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش: مخافة أن تحبط . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي: وقد قيل معنى الإحباط هاهنا: نقص المنزلة، لا إسقاط العمل من أصله كما يسقط بالكفر .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3إن الذين يغضون أصواتهم قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: لما نزل قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2 "لا ترفعوا أصواتكم" تألى
أبو بكر أن لا يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كأخي السرار، فأنزل الله في
أبي بكر: "إن الذين يغضون أصواتهم"، والغض: النقص كما بينا عند قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=30قل للمؤمنين يغضوا [النور: 30] .
[ ص: 458 ] nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3أولئك الذين امتحن الله قلوبهم قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: أخلصها
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3للتقوى من المعصية . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : اختبر قلوبهم فوجدهم مخلصين، كما تقول: قد امتحنت هذا الذهب والفضة، أي: اختبرتهما بأن أذبتهما حتى خلصا، فعلمت حقيقة كل واحد منهما . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير: اختبرها بامتحانه إياها، فاصطفاها وأخلصها للتقوى .
[ ص: 451 ] سُورَةُ الْحُجُرَاتِ
وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ بِإِجْمَاعِهِمْ
رَوَى
ثَوْبَانُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي السَّبْعَ الطُّوَلَ مَكَانَ التَّوْرَاةِ، وَأَعْطَانِي الْمِئِينَ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ، وَأَعْطَانِي مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَثَانِيَ، وَفَضَّلَنِي رَبِّي بِالْمُفَصَّلِ . أَمَّا السَّبْعُ الطُّوَلُ فَقَدْ ذَكَرْنَاهَا ["عِنْدَ قَوْلِهِ"]:
[ ص: 452 ] nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=87وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي [الْحِجْرِ: 87] . وَأَمَّا الْمُئُونَ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : هِيَ مَا وَلِيَ الطُّوَلَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ بِالْمِئِينَ; لِأَنَّ كُلَّ سُورَةٍ تَزِيدُ عَلَى مِائَةِ آيَةٍ أَوْ تُقَارِبُهَا، وَالْمَثَانِي: مَا وَلِيَ الْمِئِينَ مِنَ السُّوَرِ الَّتِي دُونَ الْمِائَةِ، كَأَنَّ الْمِئِينَ مَبَادٍ، وَهَذِهِ مَثَانٍ، وَأَمَّا الْمُفَصَّلُ: فَهُوَ مَا يَلِي الْمَثَانِيَ مِنْ قِصَارِ السُّوَرِ، وَإِنَّمَا سَمِّيَتْ مُفَصَّلًا لِقِصَرِهَا وَكَثْرَةِ الْفُصُولِ فِيهَا بِسَطْرِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
وَقَدْ ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ فِي أَوَّلِ تَفْسِيرِهِ فِي الْمُفَصَّلِ ثَلَاثَةَ أَقْوَالٍ . أَحَدُهَا: أَنَّهُ مِنْ أَوَّلِ سُورَةٍ " مُحَمَّد " إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ . قَالَهُ الْأَكْثَرُونَ . وَالثَّانِي: مِنْ سُورَةِ [قَافْ] إِلَى آخِرِهِ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16748عِيسَى بْنُ عُمَرَ عَنْ
كَثِيرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ . وَالثَّالِثُ: مِنَ [الضُّحَى] إِلَى آخِرِهِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . [ ص: 453 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=19860_28723_32461_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهِ إِنَّ اللَّهِ سَمِيعٌ عَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=30515_31155_32338_32359_32461_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ [ ص: 454 ] بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29680_29694_30538_32458_32461_32610_34141_34296_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهِ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654469أَنْ رَكْبًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِّرِ الْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبِدٍ، وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ: أَمِّرِ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي، وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ: مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ، فَتَمَارَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَنَزَلَ قَوْلُهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى قَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=5وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا ، فَمَا كَانَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ يَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ] حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ .
وَالثَّانِي:
أَنَّ قَوْمًا ذَبَحُوا قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعِيدُوا الذَّبْحَ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ . [ ص: 455 ] وَالثَّالِثُ: أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ كَانُوا يَقُولُونَ: لَوْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كَذَا وَكَذَا! فَكَرِهَ اللَّهُ ذَلِكَ، وَقَدَّمَ فِيهِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
وَالرَّابِعُ: [أَنَّهَا] نَزَلَتْ فِي
عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضُّمْرِيِّ، وَكَانَ قَدْ قَتَلَ رَجُلَيْنِ مِنْ
بَنِي سَلِيمٍ قَبْلَ أَنْ يَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابْنُ السَّائِبِ . وَرَوَى
ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا تَقُولُوا خِلَافَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14836الْعَوْفِيُّ عَنْهُ قَالَ: نُهُوا أَنْ يَتَكَلَّمُوا بَيْنَ يَدَيْ كَلَامِهِ . وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَتْ: لَا تَصُومُوا قَبْلَ أَنْ يَصُومَ نَبِيُّكُمْ . وَمَعْنَى الْآيَةِ عَلَى جَمِيعِ الْأَقْوَالِ . لَا تَعْجَلُوا بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ يَفْعَلَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : يُقَالُ فُلَانٌ يُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيِ الْإِمَامِ وَبَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ، أَيْ: يَعْجَلُ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ دُونَهُ .
فَأَمَّا "تُقَدِّمُوا" فَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ، nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو رَزِينٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=25وَعَائِشَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=12067وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16972وَابْنُ سِيرِينَ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=17344وَابْنُ يَعْمَرَ، وَيَعْقُوبُ: بِفَتْحِ التَّاءِ وَالدَّالِ . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ: بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِ الدَّالِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: [ ص: 456 ] كِلَاهُمَا صَوَابٌ، يُقَالُ: قَدَّمْتُ، وَتَقَدَّمْتُ; وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : كِلَاهُمَا وَاحِدٌ; فَأَمَّا "بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ" فَهُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الْأَمَامِ، لِأَنَّ مَا بَيْنَ يَدَيِ الْإِنْسَانِ أَمَامَهُ; فَالْمَعْنَى: لَا تَقَدَّمُوا قُدَّامَ الْأَمِيرِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا فِيمَا ذَكَرْنَاهُ آنِفًا فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ .
وَالثَّانِي: [أَنَّهَا] نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=215ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَكَانَ جَهْوَرِيَّ الصَّوْتِ، فَرُبَّمَا كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ تَأَذَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَوْتِهِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ . [ ص: 457 ] قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ فِيهِ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ الْجَهْرُ بِالصَّوْتِ فِي الْمُخَاطَبَةِ، قَالَهُ الْأَكْثَرُونَ .
وَالثَّانِي: لَا تَدْعُوهُ بِاسْمِهِ: يَا
مُحَمَّدُ، كَمَا يَدْعُو بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلَكِنْ قُولُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَيَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكِ، nindex.php?page=showalam&ids=17132وَمُقَاتِلٍ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2أَنْ تَحْبَطَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : لِئَلَّا تَحْبَطَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13674الْأَخْفَشُ: مَخَافَةَ أَنْ تَحْبَطَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12033أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ: وَقَدْ قِيلَ مَعْنَى الْإِحْبَاطِ هَاهُنَا: نَقْصُ الْمَنْزِلَةِ، لَا إِسْقَاطُ الْعَمَلِ مَنْ أَصْلِهِ كَمَا يَسْقُطُ بِالْكُفْرِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2 "لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ" تَأْلَّى
أَبُو بَكْرٍ أَنْ لَا يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَأَخِي السِّرَارِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي
أَبِي بَكْرٍ: "إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ"، وَالْغَضُّ: النَّقْصُ كَمَا بَيَّنَّا عِنْدَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=30قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا [النُّورِ: 30] .
[ ص: 458 ] nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: أَخْلَصَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3لِلتَّقْوَى مِنَ الْمَعْصِيَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : اخْتَبَرَ قُلُوبَهُمْ فَوَجَدَهُمْ مُخْلِصِينَ، كَمَا تَقُولُ: قَدِ امْتَحَنْتُ هَذَا الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، أَيِ: اخْتَبَرَتَهُمَا بِأَنْ أَذَبْتَهُمَا حَتَّى خَلَصَا، فَعَلِمْتَ حَقِيقَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ: اخْتَبَرَهَا بِامْتِحَانِهِ إِيَّاهَا، فَاصْطَفَاهَا وَأَخْلَصَهَا لِلتَّقْوَى .