الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 530 ] وسئل : - عن " nindex.php?page=treesubj&link=28814جماعة " اجتمعوا على أمور متنوعة في الفساد ومنهم من إذا قرئ عليه أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يكون راويها " nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود " ; أو قيل له : هذا مذهب nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود شرع في تنقيصه وأخذ يقدح فيه ويجعله ضعيف الرواية ويزعم أنه كان بين الصحابة منقوصا حتى أن بعضهم لم يثبت في المصاحف قراءته وأنه كان يحذف من القرآن المعوذتين ؟
فأجاب رحمه الله " nindex.php?page=treesubj&link=28811ابن مسعود " - رضي الله عنه - من أجلاء الصحابة وأكابرهم حتى كان يقول فيه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب : كنيف ملئ علما .
وقال أبو موسى : ما كنا نعد " nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود " إلا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ; من كثرة ما نرى دخوله وخروجه . وقال له صلى الله عليه وسلم " { nindex.php?page=hadith&LINKID=3000115إذنك علي أن ترفع الحجاب وأن تسمع بسوادي حتى أنهاك } " وفي السنن : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=70093اقتدوا بالذين من بعدي : أبي بكر وعمر وتمسكوا بهدي ابن أم عبد } "
. وفي الصحيح { nindex.php?page=hadith&LINKID=3000116من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد } ولما فتح العراق بعثه عليهم ليعلمهم الكتاب والسنة فهو أعلم الصحابة [ ص: 531 ] الذين بعثهم إلى العراق وقال فيه أبو موسى : لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر فيكم .
وكان ابن مسعود يقول : لو أعلم أن أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته . وهو أحد الثلاثة الذين سماهم nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل عند - موته لما بكى مالك بن يخامر السكسكي فقال له nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل : ما يبكيك ؟ فقال : والله ما أبكي على رحم بيني وبينك ولا على دنيا أصيبها منك ولكن أبكي على العلم والإيمان اللذين كنت أتعلمهما منك فقال : إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما اطلب العلم عند " أربعة " فإن أعياك هؤلاء ; فسائر أهل الأرض أعجز فسمى له " ابن مسعود " و " أبي بن كعب " و " nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام " وأظن الرابع " nindex.php?page=showalam&ids=4أبا الدرداء " .
وسئل علي عن علماء الناس ؟ فقال : واحد بالعراق ابن مسعود . وابن مسعود في العلم من طبقة عمر وعلي وأبي ومعاذ . وهو من الطبقة الأولى من علماء الصحابة ; فمن قدح فيه أو قال : هو ضعيف الرواية فهو من جنس الرافضة الذين يقدحون في أبي بكر وعمر وعثمان وذلك يدل على إفراط جهله بالصحابة أو زندقته ونفاقه .