الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 540 ] وسئل أيضا - : رحمه الله تعالى عن فرقة من المسلمين يقرون بالشهادتين ويصومون ويحجون ويخرجون الزكاة ويجاهدون أنفسهم في مرضاة الله غير أنهم nindex.php?page=treesubj&link=28814_19715_19729يكفرون سابي صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرجوا لأحد توبة إذا تاب وأن المصر على ذلك مخلد في النار ومن قال بتوبتهم يسموهم " الرجوية " ولا يصلون إلا مع من يتحققون عقيدته وما يتفوه أحدهم من شيء أو يسأل عن شيء إلا يقول : إن شاء الله . فهل هم مصيبون في أفعالهم ؟ أم مخطئون في أقوالهم ؟
فأجاب : - الحمد لله . هؤلاء قوم مسلمون لهم ما لأمثالهم من المسلمين يثيبهم الله على إيمانهم بالله ورسوله وطاعتهم لله ورسوله ; ولا يذهب بذلك إيمانهم وتقواهم بما غلطوا فيه من هذه المسائل كسائر طوائف المسلمين الذين أصابوا في جمهور ما يعتقدونه ويعملونه ; وقد غلطوا في قليل من ذلك فهؤلاء بمنزلة أمثالهم من المسلمين . [ ص: 541 ] وقولهم : إن nindex.php?page=treesubj&link=28814_19715_19098توبة ساب الصحابة لا تقبل وأنه مخلد في النار خطأ بل الذي عليه " السلف والأئمة " : كالأئمة الأربعة وغيرهم : أن nindex.php?page=treesubj&link=28814_19715توبة الرافضي تقبل كما تقبل توبة أمثاله والحديث الذي يروى : " { سب صحابتي ذنب لا يغفر } " حديث باطل لم يروه أحد من أهل العلم ولو قدر صحته فالمراد به من لم يتب فإن الله يأخذ حق الصحابة منه .
كذلك الرافضي إذا تبين له الحق وتاب قبل الله منه وإن كان يقر بتحريم ذلك فهذا ظالم كمن قذف غيره واغتابه nindex.php?page=treesubj&link=19712ومظالم العباد تصح التوبة منها ويدعو لهم ويثني عليهم بقدر ما لعنهم وسبهم فإن الحسنات يذهبن السيئات .
وإذا قال القائل : هذا حجر ; وقال : لا أقطع بأن هذا حجر فهذا مخطئ ; لكن إن كان مراده أني إذا قطعت بأنه حجر فقد جعلت الله عاجزا عن تغييره فإنه يقال له : بل هو الآن حجر قطعا والله قادر [ ص: 542 ] على تغييره وإن كان مراده بقوله إن شاء الله أن الله قادر على تغييره فهذا المعنى صحيح ; وإن كان شاكا في كونه حجرا فهذا متجاهل يعزر على ذلك . وتجوز nindex.php?page=treesubj&link=23394الصلاة خلف كل مسلم مستور باتفاق الأئمة الأربعة وسائر أئمة المسلمين فمن nindex.php?page=treesubj&link=23394قال : لا أصلي جمعة ولا جماعة إلا خلف من أعرف عقيدته في الباطن فهذا مبتدع مخالف للصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين الأربعة وغيرهم . والله أعلم .