الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        ( قوله : ولا كفارة على كافر ، وإن حنث مسلما ) لما قدمنا أن شرط انعقادها الإسلام ; لأنه ليس بأهل لليمين ; لأنها تعقد لتعظيم الله تعالى ومع الكفر لا يكون معظما ولا هو للكفارة أهل ودليله قوله تعالى { إنهم لا أيمان لهم } ، وأما قوله : بعده { نكثوا أيمانهم } فيعني صورة الأي مان التي أظهروها .

                                                                                        والحاصل أنه لا بد من التأويل أما في { لا أيمان لهم } كما قال الشافعي : إن المراد لا إيفاء لهم بها ، أو في نكثوا أيمانهم على قول أبي حنيفة : إن المراد ما هو صورة الأيمان دون حقيقتها الشرعية ويرجح الثاني بالفقه وهو أنا نعلم من كان أهلا لليمين يكون أهلا للكفارة وليس الكافر أهلا لها ، أطلقه فشمل المرتد وأشار المصنف إلى أن الكفر يبطل اليمين فلو حلف مسلما ، ثم ارتد والعياذ بالله تعالى ، ثم أسلم ، ثم حنث لا يلزمه شيء بعد الإسلام ولا قبله قالوا : ولو نذر الكافر بما هو قربة لا يلزمه شيء وأما تحليفه القاضي وقوله : عليه السلام { تبرئكم يهود بخمسين يمينا } فالمراد كما قلنا صورة الأيمان فإن المقصود منها رجاء النكول ; لأنه يعتقد في نفسه تعظيم اسم الله تعالى ، وإن كان لا يقبل منه ولا يثاب عليه وهو المراد بقولهم ومع الكفر لا يكون معظما . .

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية