الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2975 51 - حدثنا أبو النعمان ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن نافع أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : يا رسول الله ، إنه كان علي اعتكاف يوم في الجاهلية ، فأمره أن يفي به ، قال : وأصاب عمر جاريتين من سبي حنين فوضعهما في بعض بيوت مكة ، قال : فمن رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبي حنين فجعلوا يسعون في السكك ، فقال عمر : يا عبد الله ، انظر ما هذا ؟ فقال : من رسول الله صلى الله عليه وسلم على السبي ، قال : اذهب فأرسل الجاريتين ، قال نافع : ولم يعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ، ولو اعتمر لم يخف على عبد الله .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله " وأصاب عمر جاريتين من سبي حنين " ، وأبو النعمان هو محمد بن الفضل السدوسي .

                                                                                                                                                                                  وهذا الحديث يشتمل على ثلاثة أحكام :

                                                                                                                                                                                  الأول : في الاعتكاف أخرجه البخاري في كتاب الاعتكاف في باب " إذا نذر في الجاهلية أن يعتكف ثم أسلم " ، فإنه أخرجه هناك عن عبيد بن إسماعيل إلى آخره ، لكن رواه نافع هناك عن ابن عمر أن عمر ، وهنا عن نافع أن عمر هذا مرسل لأنه لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، فكل ما رواه عنهما فهو مرسل ، وقد مر الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  الثاني : في المن على السبي ، وهو قوله " قال : وأصاب عمر جاريتين " وهو أيضا مرسل ، وقال الدارقطني : روى سفيان بن عيينة عن أيوب حديث الجاريتين فوصله عنه قوم وأرسله عنه آخرون .

                                                                                                                                                                                  الثالث : في العمرة وهو أيضا مرسل ووصله مسلم ، قال : حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ، حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا أيوب ، عن نافع قال : ذكر عند ابن عمر عمرة رسول الله [ ص: 71 ] صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ، فقال : لم يعتمر منها ، وليس في قول نافع حجة لأن ابن عمر ليس كل ما علمه حدث به نافعا ولا كل ما حدث به حفظه نافع ، ولا كل ما علم ابن عمر لا ينساه ، والعمرة من الجعرانة أشهر من هذا وأظهر أن يشك فيها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية