الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3992 250 - حدثني إسحاق بن إبراهيم ، سمع حفص بن غياث ، حدثنا بريد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن افتتح خيبر ، فقسم لنا ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " بعد أن افتتح خيبر " ، وإسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه ، وبريد بضم الباء هو عبد الله بن أبي بردة الأشعري .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه أبو داود في الجهاد ، عن محمد بن العلاء ، وأخرجه الترمذي في السير ، عن أبي سعيد الأشج ، عن حفص بن غياث .

                                                                                                                                                                                  قوله : " سمع حفص بن غياث " أي أنه سمع حفص بن غياث ، قوله : " قدمنا " يعني هو وأصحابه مع جعفر ومن معه ، قوله : " غيرنا " يعني الأشعريين ، ومن معهم ، وجعفرا ومن معه ، واحتج أصحابنا بهذا الحديث على أن الذين يلحقون الغنيمة قبل إحرازها بدار الإسلام يشاركونهم فيها ، خلافا للشافعية ; فإنهم احتجوا بقوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : " الغنيمة لمن شهد الوقعة " ، قلت : هذا موقوف على عمر رضي الله تعالى عنه ، ورفعه غريب .

                                                                                                                                                                                  فإن قلت : قال بعض الشافعية : حديث أبي موسى محمول على أنهم شهدوا قبل حوز الغنائم .

                                                                                                                                                                                  قلت : يحتاج ذلك إلى بيان ، وقال [ ص: 254 ] ابن حبان في صحيحه : إنما أعطاهم من خمس خمسه ; ليستميل به قلوبهم ، ولم يعطهم من الغنيمة لأنهم لم يشهدوا فتح خيبر . قلت : الجواب ما ذكرناه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية