الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14386 6267 - (14800) - (3 \ 352 - 353) عن جابر ، قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفوفنا في الصلاة ; صلاة الظهر أو العصر ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناول شيئا ، ثم تأخر فتأخر الناس ، فلما قضى الصلاة ، قال له أبي بن كعب : شيئا صنعته في الصلاة لم تكن تصنعه ! قال : " عرضت علي الجنة بما فيها من الزهرة والنضرة ، فتناولت منها قطفا من عنب لآتيكم به ، فحيل بيني وبينه ، ولو

[ ص: 152 ] أتيتكم به ، لأكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه شيئا ، ثم عرضت علي النار ، فلما وجدت سفعها ، تأخرت عنها ، وأكثر من رأيت فيها النساء اللاتي إن اؤتمن أفشين ، وإن يسألن بخلن ، وإن يسألن ألحفن - قال حسين : وإن أعطين لم يشكرن - ، ورأيت فيها ابن لحي يجر قصبه في النار ، وأشبه من رأيت به معبد بن أكثم الكعبي " . قال معبد : يا رسول الله ! أيخشى علي من شبهه وهو والد ؟ فقال : "لا ، أنت مؤمن وهو كافر " .
قال حسين : وكان أول من حمل العرب على عبادة الأوثان . قال حسين : " تأخرت عنها ، ولولا ذلك لغشيتكم " .

التالي السابق


* قوله : "شيئا صنعته " : نصب على الإضمار على شرط التفسير .

* "فحيل بيني وبينه " : أي : ما أذن لي فيه .

* "إن ائتمن " : على بناء المفعول ، افتعال من الأمانة - والنون مشددة - ; لكونه صيغة جمع النساء ; أي : إن وضعت السر عندهن أمانة .

* "عمرو بن لحي " : هكذا في أصلنا ، قيل : وهو المشهور ، وفي بعض الأصول : لحي بن عمرو .

* * *




الخدمات العلمية