إسلام ويب - صحيح ابن حبان - كتاب التاريخ - باب بدء الخلق - ذكر تشبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم عيسى ابن مريم بعروة بن مسعود- الجزء رقم14
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6233 - أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=13491عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17233هدبة بن خالد القيسي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11792أبان بن يزيد العطار حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير ، أن زيدا ، حدثه ، أن nindex.php?page=showalam&ids=12030أبا سلام حدثه ، أن الحارث الأشعري حدثه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=665160nindex.php?page=treesubj&link=18290_2333_23467_23468_24582_24589_24635_26064_26612_27079_28328_28663_28675_28749_28750_28799_28822_30232_30233_30469_30492_30580_30651_31977_31982_31988_32110_32417_32975_7701_7860_7862_7918إن الله جل وعلا أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، وإن عيسى قال له : إن الله قد أمرك بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، فإما أن تأمرهم ، وإما أن آمرهم . قال : [ ص: 125 ] أي أخي ، إني أخاف إن لم آمرهم أن أعذب أو يخسف بي ، قال : فجمع الناس في بيت المقدس حتى امتلأت وجلسوا على الشرفات فوعظهم ، وقال : إن الله جل وعلا أمرني بخمس كلمات أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن : أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، ومثل ذلك مثل رجل اشترى عبدا بخالص ماله بذهب أو ورق ، وقال له : هذه داري ، وهذا عملي فجعل العبد يعمل ويؤدي إلى غير سيده ، فأيكم يسره أن يكون عبده هكذا ، وإن الله خلقكم ورزقكم ، فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا .
وآمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن العبد إذا لم يلتفت استقبله جل وعلا بوجهه .
وآمركم بالصيام وإنما مثل ذلك كمثل رجل معه صرة فيها مسك ، وعنده عصابة يسره أن يجدوا ريحها ، فإن الصيام عند الله أطيب من ريح المسك .
وآمركم بالصدقة ، وإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه ، وأرادوا أن يضربوا عنقه ، فقال : هل لكم أن أفدي نفسي ، فجعل يعطيهم القليل والكثير ليفك نفسه منهم .
وآمركم بذكر الله فإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره ، فأتى على حصن حصين ، فأحرز نفسه فيه ، فكذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأنا آمركم بخمس أمرني الله بها : بالجماعة ، والسمع ، والطاعة ، والهجرة ، والجهاد في سبيل الله ، [ ص: 126 ] فمن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربق الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثا جهنم . قال رجل : وإن صام وصلى ؟ قال : وإن صام وصلى ، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم : الأمر بالجماعة بلفظ العموم ، والمراد منه الخاص ، لأن الجماعة هي إجماع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن [ ص: 127 ] لزم ما كانوا عليه وشذ عن من بعدهم لم يكن بشاق للجماعة ، ولا مفارق لها ، ومن شذ عنهم وتبع من بعدهم كان شاقا للجماعة ، والجماعة بعد الصحابة هم أقوام اجتمع فيهم الدين والعقل والعلم ، ولزموا ترك الهوى فيما هم فيه ، وإن قلت أعدادهم ، لا أوباش الناس ورعاعهم وإن كثروا .
والحارث الأشعري هذا : هو أبو مالك الأشعري ، اسمه الحارث بن مالك ، من ساكني الشام .