الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة : كان يعقوب حزينا في الدرجة التي قد بيناها ، ولكن حزنه كان في قلبه جبلة ، ولم يكتسب لسانه قولا قلقا يخالف الشريعة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في ابنه في صحيح الخبر : { تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون } . وقال أيضا في الصحيح صلى الله عليه وسلم : { إن الله لا يعذب بدمع العين ، ولا بحزن القلب [ ص: 75 ] وإنما يعذب بهذا وأشار إلى لسانه ، أو يرحم } . وهو تفضل منه ، سبحانه ، حين علم عجز الخلق عن الصبر ; فأذن لهم في الدمع والحزن ، ولم يؤاخذهم به ، وخطم الفم بالزمام عن سوء الكلام ، فنهى عما نهى ، وأمر بالتسليم والرضا لنافذ القضاء ، وخاصة عند الصدمة الأولى . وأحسن الكلام في الشكوى سؤال المولى زوال البلوى ، وذلك قول يعقوب : { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون } من جميل صنعه وغريب لطفه وعائدته على عباده .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية