الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية التاسعة

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما } .

                                                                                                                                                                                                              فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى : قوله : { يشهدون الزور } فيه ستة أقوال : الأول : الشرك .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : الكذب .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : أعياد أهل الذمة .

                                                                                                                                                                                                              الرابع : الغناء .

                                                                                                                                                                                                              الخامس : لعب كان في الجاهلية يسمى بالزور ; قال عكرمة .

                                                                                                                                                                                                              السادس : أنه المجلس الذي يشتم به النبي صلى الله عليه وسلم . المسألة الثانية :

                                                                                                                                                                                                              أما القول بأنه مجلس يشتم فيه النبي فهو القول الأول أنه الشرك ; لأن شتم النبي شرك ، والجلوس مع من يشتمه من غير تغيير ولا قتل له شرك . [ ص: 454 ] وأما القول بأنه الكذب فهو الصحيح ; لأن كل ذلك إلى الكذب يرجع .

                                                                                                                                                                                                              وأما من قال : إنه أعياد أهل الذمة فإن فصح النصارى وسبت اليهود يذكر فيه الكفر ; فمشاهدته كفر ، إلا لما يقتضي ذلك من المعاني الدينية ، أو على جهل من المشاهد له .

                                                                                                                                                                                                              وأما القول بأنه الغناء فليس ينتهي إلى هذا الحد ; وقد بينا أمره فيما تقدم ، وقلنا : إن منه مباحا ومنه محظورا .

                                                                                                                                                                                                              وأما من قال : إنه لعب كان في الجاهلية فإنما يحرم ذلك إذا كان فيه قمار أو جهالة أو أمر يعود إلى الكفر .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية