الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون ( 22 ) ) [ ص: 193 ]

يقول - تعالى ذكره - : وأي الناس أظلم لنفسه ممن وعظه الله بحججه ، وآي كتابه ، ورسله ، ثم أعرض عن ذلك كله ، فلم يتعظ بمواعظه ، ولكنه استكبر عنها .

وقوله : ( إنا من المجرمين منتقمون ) يقول : إنا من الذين اكتسبوا الآثام ، واجترحوا السيئات منتقمون .

وكان بعضهم يقول : عنى بالمجرمين في هذا الموضع : أهل القدر .

ذكر من قال ذلك :

حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا مروان بن معاوية قال : أخبرنا وائل بن داود ، عن مروان بن سفيح ، عن يزيد بن رفيع قال : إن قول الله في القرآن ( إنا من المجرمين منتقمون ) هم أصحاب القدر ، ثم قرأ ( إن المجرمين في ضلال وسعر ) إلى قوله : ( خلقناه بقدر ) .

حدثنا الحسن بن عرفة قال : ثنا مروان قال : أخبرنا وائل بن داود ، عن ابن سفيح ، عن يزيد بن رفيع بنحوه ، إلا أنه قال في حديثه : ثم قرأ وائل بن داود هؤلاء الآيات ( إن المجرمين في ضلال وسعر ) إلى آخر الآيات .

وقال آخرون في ذلك بما حدثني به عمران بن بكار الكلاعي قال : ثنا محمد بن المبارك قال : ثنا إسماعيل بن عياش قال : ثنا عبد العزيز بن عبيد الله ، عن عبادة بن نسي ، عن جنادة بن أبي أمية ، عن معاذ بن جبل قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ثلاث من فعلهن فقد أجرم : من اعتقد لواء في غير حق ، أو عق والديه ، أو مشى مع ظالم ينصره فقد أجرم . يقول الله : ( إنا من المجرمين منتقمون ) " .

التالي السابق


الخدمات العلمية