الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب الإيمان يأرز إلى المدينة

                                                                                                                                                                                                        1777 حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض قال حدثني عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب الإيمان يأرز ) بفتح أوله وسكون الهمزة وكسر الراء وقد تضم بعدها زاي ، وحكى ابن التين عن بعضهم فتح الراء ، وقال : إن الكسر هو الصواب ، وحكى أبو الحسن بن سراج ضم الراء ، وحكى القابسي الفتح ، ومعناه ينضم ويجتمع .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثني عبيد الله ) هو ابن عمر العمري .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن خبيب ) بالمعجمة مصغرا ، وكذا رواه أكثر أصحاب عبيد الله ، وخبيب هو خال عبيد الله المذكور ، وقد روي عنه بهذا الإسناد عدة أحاديث . وفي رواية يحيى بن سليم عن عبيد الله عن نافع [ ص: 112 ] عن ابن عمر أخرجه ابن حبان والبزار ، وقال البزار : إن يحيى بن سليم أخطأ فيه ، وهو كما قال ، وهو ضعيف في عبيد الله بن عمر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن حفص بن عاصم ) أي : ابن عمر بن الخطاب .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كما تأرز الحية إلى جحرها ) أي : إنها كما تنتشر من جحرها في طلب ما تعيش به فإذا راعها شيء رجعت إلى جحرها ، كذلك الإيمان انتشر في المدينة ، وكل مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته في النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فيشمل ذلك جميع الأزمنة ؛ لأنه في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - للتعلم منه ، وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهديهم ، ومن بعد ذلك لزيارة قبره - صلى الله عليه وسلم - والصلاة في مسجده [1] والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار أصحابه . وقال الداودي : كان هذا في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - والقرن الذي كان منهم والذين يلونهم والذين يلونهم خاصة . وقال القرطبي : فيه تنبيه على صحة مذهب أهل المدينة وسلامتهم من البدع وأن عملهم حجة كما رواه مالك . ا هـ . وهذا إن سلم اختص بعصر النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين ، وأما بعد ظهور الفتن وانتشار الصحابة في البلاد ، ولا سيما في أواخر المائة الثانية وهلم جرا ، فهو بالمشاهدة بخلاف ذلك .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية