الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
33 حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15708حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب أن nindex.php?page=showalam&ids=7820محمود بن الربيع الأنصاري حدثه nindex.php?page=hadith&LINKID=658060أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا من الأنصار أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي وإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم ولم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي لهم وددت أنك يا رسول الله تأتي فتصلي في مصلى فأتخذه مصلى قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سأفعل إن شاء الله قال عتبان فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر الصديق حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال أين تحب أن أصلي من بيتك قال فأشرت إلى ناحية من البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر فقمنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم قال وحبسناه على خزير صنعناه له قال فثاب رجال من أهل الدار حولنا حتى اجتمع في البيت رجال ذوو عدد فقال قائل منهم أين مالك بن الدخشن فقال بعضهم ذلك منافق لا يحب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=30562_32109_24549_30787_1625_1720_28656_28662_28785لا تقل له ذلك ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله قال قالوا الله ورسوله أعلم قال فإنما نرى وجهه ونصيحته للمنافقين قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله قال nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري وهو أحد بني سالم وهو من سراتهم عن حديث nindex.php?page=showalam&ids=7820محمود بن الربيع فصدقه بذلك وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16957محمد بن رافع nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق قال أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري قال حدثني nindex.php?page=showalam&ids=7820محمود بن ربيع عن عتبان بن مالك قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق الحديث بمعنى حديث يونس غير أنه قال فقال رجل أين مالك بن الدخشن أو الدخيشن وزاد في الحديث قال محمود فحدثت بهذا الحديث نفرا فيهم nindex.php?page=showalam&ids=50أبو أيوب الأنصاري فقال ما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما قلت قال فحلفت إن رجعت إلى عتبان أن أسأله قال فرجعت إليه فوجدته شيخا كبيرا قد ذهب بصره وهو إمام قومه فجلست إلى جنبه فسألته عن هذا الحديث فحدثنيه كما حدثنيه أول مرة قال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ثم نزلت بعد ذلك فرائض وأمور نرى أن الأمر انتهى إليها فمن استطاع أن لا يغتر فلا يغتر وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحق بن إبراهيم أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي قال حدثني nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=7820محمود بن الربيع قال إني لأعقل مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من دلو في دارنا قال محمود فحدثني عتبان بن مالك قال قلت يا رسول الله إن بصري قد ساء وساق الحديث إلى قوله فصلى بنا ركعتين وحبسنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على جشيشة صنعناها له ولم يذكر ما بعده من زيادة يونس ومعمر
( عتبان بن مالك ) بكسر العين على المشهور وحكي ضمها . قوله في حديث عتبان : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3504971فلم يجلس حتى دخل البيت ، ثم قال : أين تحب أن أصلي من بيتك؟ فأشرت إلى ناحية من البيت ) هكذا هو في جميع نسخ صحيح مسلم ، فلم يجلس حتى دخل ، وزعم بعضهم أن صوابه : حين . قال القاضي هذا غلط ، بل الصواب : حتى ، كما ثبتت الروايات ، ومعناه : لم يجلس في الدار ولا في غيرها حتى دخل البيت مبادرا إلى قضاء حاجتي التي طلبتها وجاء بسببها وهي الصلاة في بيتي ، وهذا الذي قال القاضي واضح متعين ، ووقع في بعض نسخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ( حين ) ، وفي بعضها ( حتى ) وكلاهما صحيح .
قوله : ( وحبسناه على خزير ) هو بالخاء المعجمة وبالزاي وآخره راء ويقال : خزيرة بالهاء . قال nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : الخزيرة : لحم يقطع صغارا ثم يصب عليه ماء كثير ، فإذا نضج ذر عليه دقيق ، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة . وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قال : قال النضر : الخزيرة من النخالة ، والحريرة بالحاء المهملة والراء المكررة من اللبن ، وكذا قال أبو الهيثم : إذا كانت من نخالة فهي خزيرة ، وإذا كانت من دقيق فهي حريرة ، والمراد نخالة فيها غليظ الدقيق .
[ ص: 292 ] قوله : في الرواية الأخرى : ( جشيشة ) قال شمر : هي أن تطحن الحنطة طحنا جليلا ثم يلقى فيها لحم أو تمر فتطبخ به .
قوله : ( فثاب رجال من أهل الدار ) هو بالثاء المثلثة وآخره باء موحدة أي اجتمعوا ، والمراد بالدار هنا المحلة .
قوله : ( مالك بن الدخشن ) هذا تقدم ضبطه وشرح حديثه في كتاب الإيمان .
قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تقل له ذلك ) أي لا تقل في حقه ذلك . وقد جاءت اللام بمعنى ( في ) في مواضع كثيرة نحو هذا ، وقد بسطت ذلك في كتاب الإيمان من هذا الشرح .
قوله : ( وهو من سراتهم ) هو بفتح السين أي ساداتهم .
قوله : ( نرى أن الأمر انتهى إلينا ) ضبطناه ( نرى ) بفتح النون وضمها . وفي حديث عتبان هذا فوائد كثيرة تقدمت في كتاب الإيمان ، منها : أنه يستحب لمن قال : سأفعل كذا أن يقول : إن شاء الله ؛ للآية والحديث ومنها : التبرك بالصالحين وآثارهم ، والصلاة في المواضع التي صلوا بها ، وطلب التبريك منهم . ومنها : أن فيه nindex.php?page=treesubj&link=24547زيارة الفاضل المفضول وحضور ضيافته ، وفيه : سقوط الجماعة للعذر ، وفيه : nindex.php?page=treesubj&link=18560استصحاب الإمام والعالم ونحوهما بعض أصحابه . وفيه الاستئذان على الرجل في منزله [ ص: 293 ] وإن كان صاحبه ، وقد تقدم منه استدعاء وفيه nindex.php?page=treesubj&link=18482_18496الابتداء في الأمور بأهمها ؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - جاء للصلاة فلم يجلس حتى صلى . وفيه : جواز nindex.php?page=treesubj&link=28184صلاة النفل جماعة . وفيه : أن الأفضل في صلاة النهار أن تكون مثنى كصلاة الليل ، وهو مذهبنا ومذهب الجمهور . وفيه : أنه يستحب لأهل المحلة وجيرانهم إذا ورد رجل صالح إلى منزل بعضهم أن يجتمعوا إليه ، ويحضروا مجلسه لزيارته وإكرامه والاستفادة منه . وفيه : أنه لا بأس بملازمة nindex.php?page=treesubj&link=23455الصلاة في موضع معين من البيت . وإنما جاء في الحديث النهي عن إيطان موضع من المسجد للخوف من الرياء ونحوه . وفيه : الذب عمن ذكر بسوء وهو بريء منه . وفيه : أنه لا يخلد في النار من مات على التوحيد ، وفيه غير ذلك . والله أعلم .
قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3504972إني لأعقل مجة مجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) هكذا هو في صحيح مسلم ، وزاد ( في ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ( مجها في وجهي ) . قال العلماء : المج طرح الماء من الفم بالتزريق ، وفي هذا nindex.php?page=treesubj&link=27233_20062ملاطفة الصبيان وتأنيسهم وإكرام آبائهم بذلك ، وجواز nindex.php?page=treesubj&link=19177المزاح . قال بعضهم : ولعل النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد بذلك أن يحفظه محمود ، فينقله كما وقع فتحصل له فضيلة نقل هذا الحديث وصحة صحبته ، وإن كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - مميزا وكان عمره حينئذ خمس سنين ، وقيل : أربعا . والله أعلم .