الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
154 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم عن nindex.php?page=showalam&ids=16212صالح بن صالح الهمداني عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي قال رأيت رجلا من أهل خراسان سأل الشعبي فقال يا أبا عمرو إن من قبلنا من أهل خراسان يقولون في الرجل إذا أعتق أمته ثم تزوجها فهو كالراكب بدنته فقال الشعبي حدثني nindex.php?page=showalam&ids=11935أبو بردة بن أبي موسى عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبيه nindex.php?page=hadith&LINKID=657227أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=32681_7423_30473_28632_33321_27774_33586_33326ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه وصدقه فله أجران وعبد مملوك أدى حق الله تعالى وحق سيده فله أجران ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها ثم أدبها فأحسن أدبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران ثم قال الشعبي للخراساني خذ هذا الحديث بغير شيء فقد كان الرجل يرحل فيما دون هذا إلى المدينة وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16513عبدة بن سليمان ح وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14771ابن أبي عمر حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان ح وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16526عبيد الله بن معاذ حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17104أبي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=16212صالح بن صالح بهذا الإسناد نحوه
وفيه حديث nindex.php?page=hadith&LINKID=754050ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين
أما ألفاظ الباب فقوله - صلى الله عليه وسلم - ما مثله آمن عليه البشر آمن بالمد وفتح الميم و مثله مرفوع
وفيه قول مسلم حدثني يونس قال حدثنا ابن وهب قال وأخبرني عمرو أن أبا يونس حدثه فقوله وأخبرني عمرو وهو بالواو في أول وأخبرني وهي واو حسنة فيها دقيقة نفيسة وفائدة لطيفة وذلك أن يونس سمع من ابن وهب أحاديث من جملتها هذا الحديث وليس هو أولها فقال ابن وهب في روايته الحديث الأول أخبرني عمرو بكذا ثم قال وأخبرني عمرو بكذا وأخبرني عمرو بكذا إلى آخر تلك الأحاديث فإذا روى يونس عن ابن وهب غير الحديث الأول فينبغي أن يقول قال ابن وهب وأخبرني عمرو فيأتي بالواو لأنه سمعه هكذا ولو حذفها لجاز ولكن الأولى الإتيان بها ليكون راويا كما سمع والله أعلم
وأما أبو يونس فاسمه سليم بن جبير
وفيه هشيم عن صالح بن صالح الهمداني عن الشعبي قال رأيت رجلا من أهل خراسان سأل الشعبي فقال يا أبا عمرو أما هشيم فبضم الهاء وهو مدلس وقد قال عن صالح وقد قدمنا أن مثل هذا إذا كان في الصحيح محمول على أن هشيما ثبت سماعه لهذا الحديث من صالح وأما صالح فهو صالح بن صالح بن مسلم بن حيان ولقب حيان حي قاله nindex.php?page=showalam&ids=14050أبو علي الغساني وغيره وأما الهمداني فبإسكان الميم وبالدال المهملة وأما nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي بفتح الشين فاسمه عامر وفي هذا الإسناد لطيفة يتكرر مثلها وقد تقدم بيانها وهو أنه قال عن صالح عن الشعبي قال رأيت رجلا سأل الشعبي وهذا الكلام ليس منتظما في الظاهر ولكن تقديره حدثنا صالح عن الشعبي قال رأيت رجلا سأل الشعبي بحديث وقصة طويلة قال فيها صالح رأيت رجلا سأل الشعبي والله أعلم
وفيه أبو بردة عن أبي موسى اسم nindex.php?page=showalam&ids=11935أبي بردة عامر وقيل الحارث واسم nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى عبد الله بن قيس
[ ص: 342 ] وفيه قوله - صلى الله عليه وسلم - فغذاها فأحسن غذاءها أما الأول فبتخفيف الذال وأما الثاني فبالمد
أما معاني الحديث فاختلف فيه على أقوال أحدها - أن كل نبي أعطي من المعجزات ما كان مثله لمن كان قبله من الأنبياء فآمن به البشر وأما معجزتي العظيمة الظاهرة فهي القرآن الذي لم يعط أحد مثله فلهذا قال أنا أكثرهم تابعا
والثاني معناه أن الذي أوتيته لا يتطرق إليه تخييل بسحر وشبهة بخلاف معجزة غيري فإنه قد يخيل الساحر بشيء مما يقارب صورتها كما خيلت السحرة في صورة عصا موسى - صلى الله عليه وسلم - والخيال قد يروج على بعض العوام والفرق بين المعجزة والسحر والتخييل يحتاج إلى فكر ونظر وقد يخطئ الناظر فيعتقدهما سواء والثالث معناه أن nindex.php?page=treesubj&link=28752معجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم ولم يشاهدها إلا من حضرها بحضرتهم nindex.php?page=treesubj&link=25036ومعجزة نبينا - صلى الله عليه وسلم - القرآن المستمر إلى يوم القيامة مع خرق العادة في أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات وعجز الجن والإنس عن أن يأتوا بسورة من مثله مجتمعين أو متفرقين في جميع الأعصار ومع اعتنائهم بمعارضته فلم يقدروا وهم أفصح القرون مع غير ذلك من وجوه إعجازه المعروفة والله أعلم
nindex.php?page=treesubj&link=31049وقوله - صلى الله عليه وسلم - فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا علم من أعلام النبوة فإنه أخبر عليه السلام بهذا في زمن قلة المسلمين ثم من الله تعالى وفتح على المسلمين البلاد وبارك فيهم حتى انتهى الأمر واتسع الإسلام في المسلمين إلى هذه الغاية المعروفة ولله الحمد على هذه النعمة وسائر نعمه التي لا تحصى والله أعلم
وأما الحديث الثاني ففيه nindex.php?page=treesubj&link=28639نسخ الملل كلها برسالة نبينا - صلى الله عليه وسلم - وفي مفهومه دلالة على أن من لم تبلغه دعوة الإسلام فهو معذور وهذا جار على ما تقدم في الأصول أنه لا حكم قبل ورود الشرع على الصحيح والله أعلم
وقوله - صلى الله عليه وسلم - لا يسمع بي أحد من هذه الأمة أي ممن هو موجود في زمني وبعدي إلى يوم القيامة فكلهم يجب عليه الدخول في طاعته وإنما ذكر اليهودي والنصراني تنبيها على من سواهما وذلك لأن اليهود والنصارى لهم كتاب فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتابا فغيرهم ممن لا كتاب له أولى والله أعلم
وأما الحديث الثالث ففيه nindex.php?page=treesubj&link=29674فضيلة من آمن من أهل الكتاب بنبينا - صلى الله عليه وسلم - وأن له أجرين لإيمانه بنبيه قبل النسخ والثاني لإيمانه بنبينا - صلى الله عليه وسلم - وفيه فضيلة العبد المملوك القائم بحقوق الله تعالى وحقوق سيده وفضيلة [ ص: 343 ] من nindex.php?page=treesubj&link=33298أعتق مملوكته وتزوجها وليس هذا من الرجوع في الصدقة في شيء بل هو إحسان إليها بعد إحسان وقول الشعبي خذ هذا الحديث بغير شيء فقد كان الرجل يرحل فيما دون هذا إلى المدينة ففيه جواز قول العالم مثل هذا تحريضا للسامع على حفظ ما قاله
وفيه بيان ما كان السلف رحمهم الله عليه من الرحلة إلى البلدان البعيدة في حديث واحد أو مسألة واحدة والله أعلم
باب بيان نزول عيسى بن مريم حاكما ( بشريعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ) ( وإكرام الله تعالى هذه الأمة زادها الله شرفا وبيان الدليل على أن هذه الملة لا تنسخ ) ( ولأنه لا تزال طائفة منها ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة ) فيه الأحاديث المشهورة فنذكر ألفاظها ومعانيها وأحكامها على ترتيبها