الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                172 وحدثني زهير بن حرب حدثنا حجين بن المثنى حدثنا عبد العزيز وهو ابن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربة ما كربت مثله قط قال فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم يعني نفسه فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت من الصلاة قال قائل يا محمد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه فالتفت إليه فبدأني بالسلام

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( حدثنا حجين بن المثنى ) هو بحاء مهملة مضمومة ثم جيم مفتوحة ثم ياء ثم نون .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( فكربت كربة ما كربت مثله قط ) هو بضم الكافين والضمير في مثله يعود على معنى الكربة وهو الكرب أو الغم أو الهم أو الشيء . قال الجوهري : الكربة بالضم الغم الذي يأخذ بالنفس ، وكذلك الكرب . وكربه الغم إذا اشتد عليه .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء صلوات الله عليهم فإذا موسى - صلى الله عليه وسلم - قائم يصلي وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي فحانت الصلاة فأممتهم ) قال القاضي عياض - رحمه الله - : قد تقدم الجواب في صلاتهم عند ذكر طواف موسى وعيسى عليهما السلام قال : وقد تكون الصلاة هنا بمعنى الذكر والدعاء وهي من أعمال الآخرة . قال القاضي : فإن قيل : كيف رأى موسى عليه السلام يصلي في قبره وصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأنبياء ببيت المقدس ووجدهم على مراتبهم في السموات وسلموا عليه ورحبوا به فالجواب أنه يحتمل أن تكون رؤيته موسى في قبره عند الكثيب الأحمر كانت قبل صعود النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السماء وفي طريقه إلى بيت المقدس ، ثم وجد موسى قد سبقه إلى السماء . ويحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وصلى بهم على تلك الحال لأول ما رآهم ثم سألوه ورحبوا به ، أو يكون اجتماعه بهم وصلاته ورؤيته موسى بعد انصرافه ورجوعه عن سدرة المنتهى . والله أعلم .

                                                                                                                [ ص: 379 ]



                                                                                                                الخدمات العلمية