إسلام ويب - شرح النووي على مسلم - كتاب الجهاد والسير - باب تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة- الجزء رقم12
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1747 وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12137أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ح وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16957محمد بن رافع واللفظ له حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه قال هذا ما حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها nindex.php?page=hadith&LINKID=660295وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=31050_33177_7927_8483_7650_19770_30231غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن ولا آخر قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها ولا آخر قد اشترى غنما أو خلفات وهو منتظر ولادها قال فغزا فأدنى للقرية حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس أنت مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه قال فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت أن تطعمه فقال فيكم غلول فليبايعني من كل قبيلة رجل فبايعوه فلصقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك فبايعته قال فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة فقال فيكم الغلول أنتم غللتم قال فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب قال فوضعوه في المال وهو بالصعيد فأقبلت النار فأكلته فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ذلك بأن الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا
[ ص: 409 ]
[ ص: 409 ] قوله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=3506511غزا نبي من الأنبياء عليهم السلام فقال لقومه : لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ، ولما يبن ، ولا آخر قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها ، ولا آخر قد اشترى غنما أو خلفات وهو منتظر ولادها أما ( البضع ) فهو بضم الباء ، وهو فرج المرأة . وأما ( الخلفات ) فبفتح الخاء المعجمة وكسر اللام وهي الحوامل .
وفي هذا الحديث أن الأمور المهمة ينبغي ألا تفوض إلا إلى أولي الحزم وفراغ البال لها ، ولا تفوض إلى متعلق القلب بغيرها ، لأن ذلك يضعف عزمه ، ويفوت كمال بذل وسعه فيه .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فغزا فأدنى للقرية حين صلاة العصر ) هكذا هو في جميع النسخ ( فأدنى ) بهمزة قطع ، قال القاضي : كذا هو في جميع النسخ ( فأدنى ) رباعي إما أن يكون تعدية لدنا . أي قرب فمعناه : أدنى جيوشه وجموعه للقرية ، وإما أن يكون ( أدنى ) بمعنى حان أي قرب فتحها ، من قولهم : أدنت الناقة إذا حان نتاجها ، ولم يقولوه في غير الناقة .
قوله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=3506512فقال للشمس : أنت مأمورة وأنا مأمور ، واللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله القرية قال القاضي : اختلف في حبس الشمس المذكور هنا ، فقيل : ردت على أدراجها ، وقيل : وقفت ولم ترد ، وقيل : أبطئ بحركتها ، وكل ذلك من معجزات النبوة .
قال : ويقال : إن nindex.php?page=treesubj&link=28752_31975الذي حبست عليه الشمس يوشع بن نون قال القاضي - رضي الله عنه - : وقد روي أن nindex.php?page=treesubj&link=28752نبينا صلى الله عليه وسلم حبست له الشمس مرتين : إحداهما يوم الخندق حين شغلوا عن صلاة العصر حتى غربت فردها الله عليه حتى صلى العصر ، ذكر ذلك nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ، وقال : رواته ثقات .
والثانية [ ص: 410 ] : صبيحة الإسراء حين انتظر العير التي أخبر بوصولها مع شروق الشمس ، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير في زيادته على سيرة ابن إسحاق .
قوله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=3506513فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت أن تطعمه ، فقال : فيكم غلول هذه كانت عادة الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - في الغنائم أن يجمعوها فتجيء نار من السماء فتأكلها ، فيكون ذلك علامة لقبولها ، وعدم الغلول ، فلما جاءت في هذه المرة فأبت أن تأكلها علم أن فيهم غلولا ، فلما ردوه جاءت فأكلتها ، وكذلك كان أمر قربانهم إذا تقبل جاءت نار من السماء فأكلته .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فوضعوه في المال وهو بالصعيد ) يعني : وجه الأرض .
وفي هذا الحديث : nindex.php?page=treesubj&link=25028_8418إباحة الغنائم لهذه الأمة زادها الله شرفا ، وأنها مختصة بذلك . والله أعلم .