الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2190 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17308يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15792خالد بن الحارث حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن هشام بن زيد عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=661068أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك فقالت أردت لأقتلك قال nindex.php?page=treesubj&link=31788_30726_30968_20034_27034_30839_19580ما كان الله ليسلطك على ذاك قال أو قال علي قال قالوا ألا نقتلها قال لا قال فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17220هارون بن عبد الله حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15903روح بن عبادة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة سمعت هشام بن زيد سمعت nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك يحدث أن يهودية جعلت سما في لحم ثم أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو حديث خالد
قوله : ( إن يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة ، فأكل منها ، فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألها عن ذاك قالت : أردت لأقتلك قال : ( وما كان الله ليسلطك على ذاك قال : أو قال : علي ، قالوا : ألا نقتلها ؟ . قال : لا . قال : فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي الرواية الأخرى : ( جعلت سما في لحم ) أما ( السم ) فبفتح السين وضمها وكسرها ، ثلاث لغات ، الفتح أفصح ، جمعه سمام وسموم . وأما ( اللهوات ) فبفتح اللام والهاء جمع لهاة بفتح اللام ، وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أصل الحنك . قاله الأصمعي ، وقيل : اللحمات اللواتي في سقف أقصى الفم .
وقوله : ( ما زلت أعرفها ) أي العلامة ، كأنه بقي للسم علامة وأثر من سواد أو غيره . وقولهم : ( ألا نقتلها ) هي بالنون في أكثر النسخ ، وفي بعضها بتاء الخطاب .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الله ليسلطك على ذاك أو قال : علي ) فيه nindex.php?page=treesubj&link=28751بيان عصمته صلى الله عليه وسلم من الناس كلهم كما قال الله : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67والله يعصمك من الناس وهي nindex.php?page=treesubj&link=28752_29402_29379معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سلامته من السم المهلك لغيره ، وفي إعلام الله تعالى له بأنها مسمومة ، وكلام عضو منه له ، فقد جاء في غير مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الذراع تخبرني أنها مسمومة ) وهذه المرأة اليهودية الفاعلة للسم [ ص: 350 ] اسمها زينب بنت الحارث أخت مرحب اليهودي ، روينا تسميتها هذه في مغازي nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، ودلائل النبوة nindex.php?page=showalam&ids=13933للبيهقي .
قال القاضي عياض : واختلف الآثار والعلماء nindex.php?page=treesubj&link=29379هل قتلها النبي صلى الله عليه وسلم أم لا ؟ فوقع في صحيح مسلم ( أنهم قالوا : ألا نقتلها ؟ قال : لا ) ومثله عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وجابر ، وعن جابر من رواية أبي سلمة أنه صلى الله عليه وسلم قتلها . وفي رواية ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم دفعها إلى أولياء nindex.php?page=showalam&ids=1054بشر بن البراء بن معرور ، وكان أكل منها فمات بها ، فقتلوها . وقال ابن سحنون : أجمع أهل الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلها .
قال القاضي : وجه الجمع بين هذه الروايات والأقاويل أنه لم يقتلها أولا [ ص: 351 ] حين اطلع على سمها . وقيل له : اقتلها فقال : لا ، فلما مات nindex.php?page=showalam&ids=1054بشر بن البراء من ذلك سلمها لأوليائه فقتلوها قصاصا ، فيصبح قولهم : لم يقتلها أي في الحال ، ويصح قولهم : قتلها أي بعد ذلك . والله أعلم .