الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              19590 حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن أبي رجاء العطاردي حدثنا سمرة بن جندب الفزاري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يقول لأصحابه هل رأى أحد منكم رؤيا قال فيقص عليه من شاء الله أن يقص قال وإنه قال لنا ذات غداة إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي عليه بالصخرة لرأسه فيثلغ بها رأسه فيتدهده الحجر هاهنا فيتبع الحجر يأخذه فما يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال قلت سبحان الله ما هذان قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقت معهما فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخراه إلى قفاه وعيناه إلى قفاه قال ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح الأول كما كان ثم يعود فيفعل به مثل ما فعل به المرة الأولى قال قلت سبحان الله ما هذان قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على مثل بناء التنور قال عوف وأحسب أنه قال وإذا فيه لغط وأصوات قال فاطلعت فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهيب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا قال قلت ما هؤلاء قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على نهر حسبت أنه قال أحمر مثل الدم وإذا في النهر رجل يسبح ثم يأتي ذلك الرجل الذي قد جمع الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا حجرا قال فينطلق فيسبح ما يسبح ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه وألقمه حجرا قال قلت ما هذا قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلا مرآة فإذا هو عند نار له يحشها ويسعى حولها قال قلت لهما ما هذا قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا [ ص: 9 ] فأتينا على روضة معشبة فيها من كل نور الربيع قال وإذا بين ظهراني الروضة رجل قائم طويل لا أكاد أن أرى رأسه طولا في السماء وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط وأحسنه قال قلت لهما ما هذا وما هؤلاء قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فانتهينا إلى دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ولا أحسن قال فقالا لي ارق فيها فارتقينا فيها فانتهيت إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلنا فلقينا فيها رجالا شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء قال فقالا لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر فإذا نهر صغير معترض يجري كأنما هو المحض في البياض قال فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا وقد ذهب ذلك السوء عنهم وصاروا في أحسن صورة قال فقالا لي هذه جنة عدن وهذاك منزلك قال فبينما بصري صعدا فإذا قصر مثل الربابة البيضاء قالا لي هذاك منزلك قال قلت لهما بارك الله فيكما ذراني فلأدخله قال قالا لي الآن فلا وأنت داخله قال فإني رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت قال قالا لي أما إنا سنخبرك أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه رجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلوات المكتوبة وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه وعيناه إلى قفاه ومنخراه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق وأما الرجال والنساء العراة الذين في بناء مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني وأما الرجل الذي يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها فإنه مالك خازن جهنم وأما الرجل الطويل الذي رأيت في الروضة فإنه إبراهيم عليه السلام وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة قال فقال بعض المسلمين يا رسول الله وأولاد المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاد المشركين وأما القوم الذين كان شطر منهم حسنا وشطر قبيحا فإنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتجاوز الله عنهم سمعت من عباد بن عباد يخبر به عن عوف عن أبي رجاء عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيتدهده الحجر هاهنا قال أبي فجعلت أتعجب من فصاحة عباد

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية