nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=66nindex.php?page=treesubj&link=28988_29703_29649ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=66ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر الإزجاء : السوق والإجراء والتسيير ، ومنه قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43ألم تر أن الله يزجي سحابا [ النور : 43 ] ، وقول الشاعر :
يا أيها الراكب المزجي مطيته سائل بني أسد ما هذه الصور
وقول الآخر :
عوذا تزجي خلفها أطفالها
والمعنى : أن الله سبحانه يسير الفلك في البحر بالريح ، والفلك هاهنا جمع . وقد تقدم ، والبحر هو الماء الكثير عذبا كان أو مالحا ، وقد غلب هذا الاسم على المشهور
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=66لتبتغوا من فضله أي : من رزقه الذي تفضل به على عباده ، أو من الربح بالتجارة ، و ( من ) زائدة أو للتبعيض ، وفي هذه الآية تذكير لهم بنعم الله سبحانه عليهم حتى لا يعبدوا غيره ولا يشركوا به أحدا ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=66إنه كان بكم رحيما تعليل لما تقدم أي : كان بكم رحيما فهداكم إلى مصالح دنياكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وإذا مسكم الضر يعني : خوف الغرق
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67في البحر ضل من تدعون من الآلهة وذهب عن خواطركم ، ولم يوجد لإغاثتكم ما كنتم تدعون من دونه من صنم أو جن أو ملك أو بشر ( إلا إياه ) وحده فإنكم تعقدون رجاءكم برحمته وإغاثته ، والاستثناء منقطع ، ومعنى الآية : أن الكفار إنما يعتقدون في أصنامهم وسائر معبوداتهم أنها نافعة لهم في غير هذه الحالة ، فأما في هذه الحالة فإن كل واحد منهم يعلم بالفطرة علما لا يقدر على مدافعته أن الأصنام ونحوها لا فعل لها
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67فلما نجاكم إلى البر أعرضتم عن الإخلاص لله وتوحيده ، ورجعتم إلى دعاء أصنامكم والاستغاثة بها
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وكان الإنسان كفورا أي : كثير الكفران لنعمة الله ، وهو تعليل لما تقدمه ، والمعنى : أنهم عند الشدائد يتمسكون برحمة الله ، وفي الرخاء يعرضون عنه .
ثم أنكر سبحانه عليهم سوء معاملتهم قائلا :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر الهمزة للإنكار والفاء للعطف على محذوف تقديره أنجوتم فأمنتم فحملكم ذلك على الإعراض ؟ فبين لهم أنه قادر على إهلاكهم في البر وإن سلموا من البحر .
والخسف أن تنهار الأرض بالشيء ، يقال : بئر خسيف : إذا انهدم أصلها ، وعين خاسف أي : غائرة حدقتها في الرأس ، وخسفت عين الماء : إذا غار ماؤها ، وخسفت الشمس : إذا غابت عن الأرض . و ( جانب البر ) ناحية الأرض ، وسماه جانبا لأنه يصير بعد الخسف جانبا ، وأيضا فإن البحر جانب من الأرض والبر جانب .
وقيل : إنهم كانوا على ساحل البحر ، وساحله جانب البر ، فكانوا فيه آمنين من مخاوف البحر ، فحذرهم ما أمنوه من البر كما حذرهم ما خافوه من البحر
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أو يرسل عليكم حاصبا قال
أبو عبيدة والقتيبي : الحصب الرمي أي : ريحا شديدة حاصبة ، وهي التي ترمي بالحصى الصغار .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الحاصب التراب الذي فيه حصباء ، فالحاصب ذو الحصباء كاللابن والتامر ، وقيل : الحاصب حجارة من السماء تحصبهم كما فعل بقوم
لوط ، ويقال للسحابة التي ترمي بالبرد حاصب ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
مستقبلين جبال الشام تضربنا بحاصب كنديف القطن منثور
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68ثم لا تجدوا لكم وكيلا أي : حافظا ونصيرا يمنعكم من بأس الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى أي : في البحر مرة أخرى بأن يقوي دواعيكم ويوفر حوائجكم إلى ركوبه ، وجاء بـ ( في ) ولم يقل : إلى البحر ، للدلالة على استقرارهم فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69فيرسل عليكم قاصفا من الريح القاصف : الريح الشديدة التي تكسر بشدة ، من قصف الشيء يقصفه أي : كسره بشدة ، والقصف : الكسر ، أو هو الريح التي لها قصيف أي : صوت شديد من قولهم : رعد قاصف أي : شديد الصوت ( فيغرقكم ) قرأ
أبو جعفر وشيبة ورويس ومجاهد ( فتغرقكم ) بالتاء الفوقية على أن فاعله الريح ، وقرأ
الحسن وقتادة وابن وردان ( فيغرقكم ) بالتحتية والتشديد في الراء . وقرأ
أبو جعفر أيضا ( الرياح ) ، وقرأ
ابن كثير وأبو عمرو بالنون في جميع هذه الأفعال .
وقرأ الباقون بالياء التحتية في جميعها أيضا ، والباء في ( بما كفرتم ) للسببية أي : بسبب كفركم
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا أي : ثائرا يطالبنا بما فعلنا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : لا تجدوا من يتبعنا بإنكار ما نزل بكم . قال
النحاس : وهو من الثأر ، وكذا يقال لكل من طلب بثأر أو غيره تبيع وتابع .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70ولقد كرمنا بني آدم هذا إجمال لذكر النعمة التي أنعم الله بها على بني
آدم أي : كرمناهم جميعا ، وهذه الكرامة يدخل تحتها خلقهم على هذه الهيئة الحسنة وتخصيصهم بما خصهم به من المطاعم والمشارب والملابس على وجه لا يوجد لسائر أنواع الحيوان مثله .
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن جماعة أن هذا التكريم هو أنهم يأكلون بأيديهم ، وسائر الحيوانات تأكل بالفم ، وكذا حكاه
النحاس . وقيل : ميزهم بالنطق والعقل والتمييز ، وقيل : أكرم الرجال باللحى والنساء بالذوائب .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : أكرمهم بتسليطهم على سائر الخلق وتسخير سائر الخلق لهم ، وقيل : بالكلام والخط والفهم ، ولا مانع من حمل التكريم المذكور في الآية على جميع هذه الأشياء .
وأعظم خصال التكريم العقل ، فإن به تسلطوا على سائر
[ ص: 834 ] الحيوانات ، وميزوا بين الحسن والقبيح ، وتوسعوا في المطاعم والمشارب ، وكسبوا الأموال التي تسببوا بها إلى تحصيل أمور لا يقدر عليها الحيوان ، وبه قدروا على تحصيل الأبنية التي تمنعهم مما يخافون ، وعلى تحصيل الأكسية التي تقيهم الحر والبرد ، وقيل : تكريمهم هو أن جعل
محمدا - صلى الله عليه وآله وسلم - منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70وحملناهم في البر والبحر هذا تخصيص لبعض أنواع التكريم ، حملهم سبحانه في البر على الدواب ، وفي البحر على السفن ، وقيل : حملناهم فيهما حيث لم نخسف بهم ولم نغرقهم
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70ورزقناهم من الطيبات أي : لذيذ المطاعم والمشارب وسائر ما يستلذونه وينتفعون به
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا أجمل سبحانه هذا الكثير ولم يبين أنواعه فأفاد ذلك أن بني
آدم فضلهم سبحانه على كثير من مخلوقاته ، وقد جعل بعض أهل العلم الكثير هنا بمعنى الجميع وهو تعسف لا حاجة إليه .
وقد شغل كثير من أهل العلم بما لم تكن إليه حاجة ولا تتعلق به فائدة ، وهو مسألة
nindex.php?page=treesubj&link=28745_28733تفضيل الملائكة على الأنبياء أو الأنبياء على الملائكة ، ومن جملة ما تمسك به مفضلو الأنبياء على الملائكة هذه الآية ، ولا دلالة لها على المطلوب لما عرفت من إجمال الكثير وعدم تبيينه ، والتعصب في هذه المسألة هو الذي حمل بعض الأشاعرة على تفسير الكثير هنا بالجميع ؛ حتى يتم له التفضيل على الملائكة ، وتمسك بعض
المعتزلة بهذه الآية على تفضيل الملائكة على الأنبياء ، ولا دلالة بها على ذلك ، فإنه لم يقم دليل على أن الملائكة من القليل الخارج عن هذا الكثير ، ولو سلمنا ذلك فليس فيما خرج عن هذا الكثير ما يفيد أنه أفضل من بني
آدم ، بل غاية ما فيه أنه لم يكن الإنسان مفضلا عليه ، فيحتمل أن يكون مساويا للإنسان ، ويحتمل أن يكون أفضل منه ، ومع الاحتمال لا يتم الاستدلال ، والتأكيد بقوله : ( تفضيلا ) يدل على عظم هذا التفضيل وأنه بمكان مكين ، فعلى بني
آدم أن يتلقوه بالشكر ويحذروا من كفرانه .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : ( يزجي ) قال : يجري ، وأخرجوا عن
قتادة قال : يسيرها في البحر .
وأخرج
ابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : ( حاصبا ) قال : مطر الحجارة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
قتادة قال : حجارة من السماء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69قاصفا من الريح قال : التي تغرق .
وأخرج
أبو عبيد وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو قال : القاصف والعاصف في البحر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : ( قاصفا ) قال : عاصفا ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا قال : نصيرا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني والبيهقي في الشعب
والخطيب في تاريخه عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
ما من شيء أكرم على الله يوم القيامة من ابن آدم ، قيل : يا رسول الله ولا الملائكة ؟ قال : ولا الملائكة ، الملائكة مجبورون بمنزلة الشمس والقمر وأخرجه
البيهقي من وجه آخر ، عن
ابن عمرو موقوفا قال : وهو الصحيح .
وأخرج
البيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : المؤمن أكرم على الله من ملائكته .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، عن
ابن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020652إن الملائكة قالت : يا رب أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون ونحن نسبح بحمدك ولا نأكل ولا نشرب ولا نلهو ، فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة ، قال : لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان .
وأخرجه
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم قال : قالت الملائكة .
وإسناد
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني هكذا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13303أحمد بن محمد بن صدقة البغدادي ، حدثنا
إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17026أبو غسان محمد بن مطرف بن سليم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فذكره .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16562عروة بن رويم قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فذكر نحو حديث
ابن عمرو الأول مع زيادة .
وأخرج نحوه
البيهقي أيضا في الأسماء والصفات من وجه آخر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16562عروة بن رويم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فذكره .
وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب من طرق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70ولقد كرمنا بني آدم قال : جعلناهم يأكلون بأيديهم ، وسائر الخلق يأكلون بأفواههم .
وأخرج
الحاكم في التاريخ
والديلمي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
الكرامة الأكل بالأصابع .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=66nindex.php?page=treesubj&link=28988_29703_29649رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=66رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ الْإِزْجَاءُ : السَّوْقُ وَالْإِجْرَاءُ وَالتَّسْيِيرُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا [ النُّورِ : 43 ] ، وَقَوْلُ الشَّاعِرِ :
يَا أَيُّهَا الرَّاكِبُ الْمُزْجِي مَطِيَّتَهُ سَائِلْ بَنِي أَسَدٍ مَا هَذِهِ الصُّوَرُ
وَقَوْلُ الْآخَرُ :
عُوَّذَا تُزَجِّي خَلْفَهَا أَطْفَالَهَا
وَالْمَعْنَى : أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يُسَيِّرُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ بِالرِّيحِ ، وَالْفُلْكُ هَاهُنَا جَمْعٌ . وَقَدْ تَقَدَّمَ ، وَالْبَحْرُ هُوَ الْمَاءُ الْكَثِيرُ عَذْبًا كَانَ أَوْ مَالِحًا ، وَقَدْ غَلَبَ هَذَا الِاسْمُ عَلَى الْمَشْهُورِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=66لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ أَيْ : مِنْ رِزْقِهِ الَّذِي تَفَضَّلَ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ ، أَوْ مِنَ الرِّبْحِ بِالتِّجَارَةِ ، وَ ( مِنْ ) زَائِدَةٌ أَوْ لِلتَّبْعِيضِ ، وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ تَذْكِيرٌ لَهُمْ بِنِعَمِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ حَتَّى لَا يَعْبُدُوا غَيْرَهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ أَحَدًا ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=66إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا تَعْلِيلٌ لِمَا تَقَدَّمَ أَيْ : كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا فَهَدَاكُمْ إِلَى مَصَالِحِ دُنْيَاكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ يَعْنِي : خَوْفَ الْغَرَقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ مِنَ الْآلِهَةِ وَذَهَبَ عَنْ خَوَاطِرِكُمْ ، وَلَمْ يُوجَدْ لِإِغَاثَتِكُمْ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ صَنَمٍ أَوْ جِنٍّ أَوْ مَلَكٍ أَوْ بَشَرٍ ( إِلَّا إِيَّاهُ ) وَحْدَهُ فَإِنَّكُمْ تَعْقِدُونَ رَجَاءَكُمْ بِرَحْمَتِهِ وَإِغَاثَتِهِ ، وَالِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعٌ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ : أَنَّ الْكُفَّارَ إِنَّمَا يَعْتَقِدُونَ فِي أَصْنَامِهِمْ وَسَائِرِ مَعْبُودَاتِهِمْ أَنَّهَا نَافِعَةٌ لَهُمْ فِي غَيْرِ هَذِهِ الْحَالَةِ ، فَأَمَّا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَعْلَمُ بِالْفِطْرَةِ عِلْمًا لَا يَقْدِرُ عَلَى مُدَافَعَتِهِ أَنَّ الْأَصْنَامَ وَنَحْوَهَا لَا فِعْلَ لَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ عَنِ الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ وَتَوْحِيدِهِ ، وَرَجَعْتُمْ إِلَى دُعَاءِ أَصْنَامِكُمْ وَالِاسْتِغَاثَةِ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا أَيْ : كَثِيرَ الْكُفْرَانِ لِنِعْمَةِ اللَّهِ ، وَهُوَ تَعْلِيلٌ لِمَا تَقَدَّمَهُ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ عِنْدَ الشَّدَائِدِ يَتَمَسَّكُونَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ ، وَفِي الرَّخَاءِ يُعْرِضُونَ عَنْهُ .
ثُمَّ أَنْكَرَ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ سُوءَ مُعَامَلَتِهِمْ قَائِلًا :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ الْهَمْزَةُ لِلْإِنْكَارِ وَالْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ أَنَجَوْتُمْ فَأَمِنْتُمْ فَحَمَلَكُمْ ذَلِكَ عَلَى الْإِعْرَاضِ ؟ فَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى إِهْلَاكِهِمْ فِي الْبَرِّ وَإِنْ سَلِمُوا مِنَ الْبَحْرِ .
وَالْخَسْفُ أَنْ تَنْهَارَ الْأَرْضُ بِالشَّيْءِ ، يُقَالُ : بِئْرٌ خَسِيفٌ : إِذَا انْهَدَمَ أَصْلُهَا ، وَعَيْنٌ خَاسِفٌ أَيْ : غَائِرَةٌ حَدَقَتُهَا فِي الرَّأْسِ ، وَخَسَفَتْ عَيْنُ الْمَاءِ : إِذَا غَارَ مَاؤُهَا ، وَخَسَفَتِ الشَّمْسُ : إِذَا غَابَتْ عَنِ الْأَرْضِ . وَ ( جَانِبُ الْبَرِّ ) نَاحِيَةُ الْأَرْضِ ، وَسَمَّاهُ جَانِبًا لِأَنَّهُ يَصِيرُ بَعْدَ الْخَسْفِ جَانِبًا ، وَأَيْضًا فَإِنَّ الْبَحْرَ جَانِبٌ مِنَ الْأَرْضِ وَالْبَرَّ جَانِبٌ .
وَقِيلَ : إِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ ، وَسَاحِلُهُ جَانِبُ الْبَرِّ ، فَكَانُوا فِيهِ آمِنِينَ مِنْ مَخَاوِفِ الْبَحْرِ ، فَحَذَّرَهُمْ مَا أَمِنُوهُ مِنَ الْبَرِّ كَمَا حَذَّرَهُمْ مَا خَافُوهُ مِنَ الْبَحْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَالْقُتَيْبِيُّ : الْحَصْبُ الرَّمْيُ أَيْ : رِيحًا شَدِيدَةً حَاصِبَةً ، وَهِيَ الَّتِي تَرْمِي بِالْحَصَى الصِّغَارِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْحَاصِبُ التُّرَابُ الَّذِي فِيهِ حَصْبَاءُ ، فَالْحَاصِبُ ذُو الْحَصْبَاءِ كَاللَّابِنِ وَالتَّامِرِ ، وَقِيلَ : الْحَاصِبُ حِجَارَةٌ مِنَ السَّمَاءِ تَحْصِبُهُمْ كَمَا فُعِلَ بِقَوْمِ
لُوطٍ ، وَيُقَالُ لِلسَّحَابَةِ الَّتِي تَرْمِي بِالْبَرَدِ حَاصِبٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ :
مُسْتَقْبِلِينَ جِبَالَ الشَّامِ تَضْرِبُنَا بِحَاصِبٍ كَنَدِيفِ الْقُطْنِ مَنْثُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا أَيْ : حَافِظًا وَنَصِيرًا يَمْنَعُكُمْ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى أَيْ : فِي الْبَحْرِ مَرَّةً أُخْرَى بِأَنْ يُقَوِّيَ دَوَاعِيَكُمْ وَيُوَفِّرَ حَوَائِجَكُمْ إِلَى رُكُوبِهِ ، وَجَاءَ بِـ ( فِي ) وَلَمْ يَقُلْ : إِلَى الْبَحْرِ ، لِلدَّلَالَةِ عَلَى اسْتِقْرَارِهِمْ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ الْقَاصِفُ : الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تَكْسِرُ بِشِدَّةٍ ، مِنْ قَصَفَ الشَّيْءَ يَقْصِفُهُ أَيْ : كَسَرَهُ بِشِدَّةٍ ، وَالْقَصْفُ : الْكَسْرُ ، أَوْ هُوَ الرِّيحُ الَّتِي لَهَا قَصِيفٌ أَيْ : صَوْتٌ شَدِيدٌ مِنْ قَوْلِهِمْ : رَعْدٌ قَاصِفٌ أَيْ : شَدِيدُ الصَّوْتِ ( فَيُغْرِقَكُمْ ) قَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَرُوَيْسٌ وَمُجَاهِدٌ ( فَتُغْرِقَكُمْ ) بِالتَّاءِ الْفَوْقِيَّةِ عَلَى أَنَّ فَاعِلَهُ الرِّيحُ ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَابْنُ وَرْدَانَ ( فَيُغَرِّقَكُمْ ) بِالتَّحْتِيَّةِ وَالتَّشْدِيدِ فِي الرَّاءِ . وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ أَيْضًا ( الرِّيَاحِ ) ، وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِالنُّونِ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْأَفْعَالِ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ فِي جَمِيعِهَا أَيْضًا ، وَالْبَاءُ فِي ( بِمَا كَفَرْتُمْ ) لِلسَّبَبِيَّةِ أَيْ : بِسَبَبِ كُفْرِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا أَيْ : ثَائِرًا يُطَالِبُنَا بِمَا فَعَلْنَا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : لَا تَجِدُوا مَنْ يَتْبَعُنَا بِإِنْكَارِ مَا نَزَلَ بِكُمْ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَهُوَ مِنَ الثَّأْرِ ، وَكَذَا يُقَالُ لِكُلِّ مَنْ طَلَبَ بِثَأْرٍ أَوْ غَيْرِهِ تَبِيعٌ وَتَابِعٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ هَذَا إِجْمَالٌ لِذِكْرِ النِّعْمَةِ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَى بَنِي
آدَمَ أَيْ : كَرَّمْنَاهُمْ جَمِيعًا ، وَهَذِهِ الْكَرَامَةُ يَدْخُلُ تَحْتَهَا خَلْقُهُمْ عَلَى هَذِهِ الْهَيْئَةِ الْحَسَنَةِ وَتَخْصِيصُهُمْ بِمَا خَصَّهُمْ بِهِ مِنَ الْمَطَاعِمِ وَالْمَشَارِبِ وَالْمَلَابِسِ عَلَى وَجْهٍ لَا يُوجَدُ لِسَائِرِ أَنْوَاعِ الْحَيَوَانِ مِثْلُهُ .
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ جَمَاعَةٍ أَنَّ هَذَا التَّكْرِيمَ هُوَ أَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ بِأَيْدِيهِمْ ، وَسَائِرُ الْحَيَوَانَاتِ تَأْكُلُ بِالْفَمِ ، وَكَذَا حَكَاهُ
النَّحَّاسُ . وَقِيلَ : مَيَّزَهُمْ بِالنُّطْقِ وَالْعَقْلِ وَالتَّمْيِيزِ ، وَقِيلَ : أَكْرَمَ الرِّجَالَ بِاللِّحَى وَالنِّسَاءَ بِالذَّوَائِبِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : أَكْرَمَهُمْ بِتَسْلِيطِهِمْ عَلَى سَائِرِ الْخَلْقِ وَتَسْخِيرِ سَائِرِ الْخَلْقِ لَهُمْ ، وَقِيلَ : بِالْكَلَامِ وَالْخَطِّ وَالْفَهْمِ ، وَلَا مَانِعَ مِنْ حَمْلِ التَّكْرِيمِ الْمَذْكُورِ فِي الْآيَةِ عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ .
وَأَعْظَمُ خِصَالِ التَّكْرِيمِ الْعَقْلُ ، فَإِنَّ بِهِ تَسَلَّطُوا عَلَى سَائِرِ
[ ص: 834 ] الْحَيَوَانَاتِ ، وَمَيَّزُوا بَيْنَ الْحَسَنِ وَالْقَبِيحِ ، وَتَوَسَّعُوا فِي الْمَطَاعِمِ وَالْمَشَارِبِ ، وَكَسَبُوا الْأَمْوَالَ الَّتِي تَسَبَّبُوا بِهَا إِلَى تَحْصِيلِ أُمُورٍ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا الْحَيَوَانُ ، وَبِهِ قَدَرُوا عَلَى تَحْصِيلِ الْأَبْنِيَةِ الَّتِي تَمْنَعُهُمْ مِمَّا يَخَافُونَ ، وَعَلَى تَحْصِيلِ الْأَكْسِيَةِ الَّتِي تَقِيهِمُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ ، وَقِيلَ : تَكْرِيمُهُمْ هُوَ أَنْ جَعَلَ
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ هَذَا تَخْصِيصٌ لِبَعْضِ أَنْوَاعِ التَّكْرِيمِ ، حَمَلَهُمْ سُبْحَانَهُ فِي الْبَرِّ عَلَى الدَّوَابِّ ، وَفِي الْبَحْرِ عَلَى السُّفُنِ ، وَقِيلَ : حَمَّلْنَاهُمْ فِيهِمَا حَيْثُ لَمْ نَخْسِفْ بِهِمْ وَلَمْ نُغْرِقْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَيْ : لَذِيذِ الْمَطَاعِمِ وَالْمَشَارِبِ وَسَائِرِ مَا يَسْتَلِذُّونَهُ وَيَنْتَفِعُونَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا أَجْمَلَ سُبْحَانَهُ هَذَا الْكَثِيرَ وَلَمْ يُبَيِّنْ أَنْوَاعَهُ فَأَفَادَ ذَلِكَ أَنَّ بَنِي
آدَمَ فَضَّلَهُمْ سُبْحَانَهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ ، وَقَدْ جَعَلَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ الْكَثِيرَ هُنَا بِمَعْنَى الْجَمِيعِ وَهُوَ تَعَسُّفٌ لَا حَاجَةَ إِلَيْهِ .
وَقَدْ شُغِلَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِمَا لَمْ تَكُنْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ وَلَا تَتَعَلَّقُ بِهِ فَائِدَةٌ ، وَهُوَ مَسْأَلَةُ
nindex.php?page=treesubj&link=28745_28733تَفْضِيلِ الْمَلَائِكَةِ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ أَوِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ، وَمِنْ جُمْلَةِ مَا تَمَسَّكَ بِهِ مُفْضِلُو الْأَنْبِيَاءِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ هَذِهِ الْآيَةُ ، وَلَا دَلَالَةَ لَهَا عَلَى الْمَطْلُوبِ لِمَا عَرَفْتَ مِنْ إِجْمَالِ الْكَثِيرِ وَعَدَمِ تَبْيِينِهِ ، وَالتَّعَصُّبُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ هُوَ الَّذِي حَمَلَ بَعْضَ الْأَشَاعِرَةِ عَلَى تَفْسِيرِ الْكَثِيرِ هُنَا بِالْجَمِيعِ ؛ حَتَّى يَتِمَّ لَهُ التَّفْضِيلُ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ، وَتَمَسَّكَ بَعْضُ
الْمُعْتَزِلَةِ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى تَفْضِيلِ الْمَلَائِكَةِ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ ، وَلَا دَلَالَةَ بِهَا عَلَى ذَلِكَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَقُمْ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمَلَائِكَةَ مِنَ الْقَلِيلِ الْخَارِجِ عَنْ هَذَا الْكَثِيرِ ، وَلَوْ سَلَّمْنَا ذَلِكَ فَلَيْسَ فِيمَا خَرَجَ عَنْ هَذَا الْكَثِيرِ مَا يُفِيدُ أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ بَنِي
آدَمَ ، بَلْ غَايَةُ مَا فِيهِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ الْإِنْسَانُ مُفَضَّلًا عَلَيْهِ ، فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مُسَاوِيًا لِلْإِنْسَانِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَفْضَلَ مِنْهُ ، وَمَعَ الِاحْتِمَالِ لَا يَتِمُّ الِاسْتِدْلَالُ ، وَالتَّأْكِيدُ بِقَوْلِهِ : ( تَفْضِيلًا ) يَدُلُّ عَلَى عِظَمِ هَذَا التَّفْضِيلِ وَأَنَّهُ بِمَكَانٍ مَكِينٍ ، فَعَلَى بَنِي
آدَمَ أَنْ يَتَلَقَّوْهُ بِالشُّكْرِ وَيَحْذَرُوا مِنْ كُفْرَانِهِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : ( يُزْجِي ) قَالَ : يُجْرِي ، وَأَخْرَجُوا عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : يُسَيِّرُهَا فِي الْبَحْرِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : ( حَاصِبًا ) قَالَ : مَطَرُ الْحِجَارَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : حِجَارَةٌ مِنَ السَّمَاءِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ قَالَ : الَّتِي تُغْرِقُ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو عُبَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : الْقَاصِفُ وَالْعَاصِفُ فِي الْبَحْرِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : ( قَاصِفًا ) قَالَ : عَاصِفًا ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا قَالَ : نَصِيرًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ
وَالْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
مَا مِنْ شَيْءٍ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنِ ابْنِ آدَمَ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ ؟ قَالَ : وَلَا الْمَلَائِكَةُ ، الْمَلَائِكَةُ مَجْبُورُونَ بِمَنْزِلَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَأَخْرَجَهُ
الْبَيْهَقِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنِ
ابْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفًا قَالَ : وَهُوَ الصَّحِيحُ .
وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : الْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ مَلَائِكَتِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020652إِنَّ الْمَلَائِكَةَ قَالَتْ : يَا رَبِّ أَعْطَيْتَ بَنِي آدَمَ الدُّنْيَا يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ وَيَلْبِسُونَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَلَا نَأْكُلُ وَلَا نَشْرَبُ وَلَا نَلْهُو ، فَكَمَا جَعَلْتَ لَهُمُ الدُّنْيَا فَاجْعَلْ لَنَا الْآخِرَةَ ، قَالَ : لَا أَجْعَلُ صَالِحَ ذُرِّيَّةِ مَنْ خَلَقْتُ بِيَدِي كَمَنْ قُلْتُ لَهُ كُنْ فَكَانَ .
وَأَخْرَجَهُ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ .
وَإِسْنَادُ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيِّ هَكَذَا : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13303أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ الْمِصِّيصِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15697حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17026أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفِ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16572عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16562عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ
ابْنِ عَمْرٍو الْأَوَّلِ مَعَ زِيَادَةٍ .
وَأَخْرَجَ نَحْوَهُ
الْبَيْهَقِيُّ أَيْضًا فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16562عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ مِنْ طُرُقٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ قَالَ : جَعَلْنَاهُمْ يَأْكُلُونَ بِأَيْدِيهِمْ ، وَسَائِرُ الْخَلْقِ يَأْكُلُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ .
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ فِي التَّارِيخِ
وَالدَّيْلَمِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
الْكَرَامَةُ الْأَكْلُ بِالْأَصَابِعِ .