الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  6816 عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن عكرمة بن خالد ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي ، أنه أتى عمر وكان استعمله على الطائف ، فقال له : يا أمير المؤمنين إن أهل الماشية يزعمون أنا نعد عليهم الصغيرة ، ولا نأخذها قال : " فاعتدوا عليها ، ولا تأخذوها حتى السخلة يريحها الراعي على يديه ، وقل لهم : إنا ندع الربى ، وفحل الغنم ، والوالد ، وشاة اللحم ، وخذ من العناق ، وهي بسطة ما بيننا وبينكم الربى التي [ ص: 15 ] ولدها معها يسعى ، والوالد التي في بطنها ولدها " قال : ثم أرسل إليه صفوان بن أمية بجفنة لحم يحملها رهط فوضعت عند عمر وذلك في المسجد الحرام قال : ثم اعتزل القوم الذين حملوها ، فقال لهم عمر : " ادنوا قاتل الله قوما يرغبون عن هؤلاء " ، فقال قائل : يا أمير المؤمنين إنهم لا يرغبون عنهم ، ولكنهم يستأثرون عليهم قال : " فكانت أهون عنده " قال : ثم أذن أبو محذورة ، فقال عمر : " أما خشيت أن ينخرق مريطاؤك ؟ " قال : أحببت أن أسمعك يا أمير المؤمنين ، فقال عمر : " إن أرضكم يا معشر أهل تهامة حارة ، فأبرد ثم أبرد ، ثم أذن ، ثم ثوب آتك " ، ثم دخل على صفوان بن أمية بيته ، وقد ستروه بأدم منقوشة ، فقال عمر : " لو كنتم جعلتم مكان هذا مسوحا كان أحمل للغبار من هذا " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية